صعدت أغلب بورصات الخليج في نهاية تداولات اليوم الأربعاء، رغم استمرار تهاوي أسعار النفط واقترابه من أدنى مستوى في 6 سنوات. وقال محمد معاطي، مدير إدارة البحوث الفنية لدي ثمار للوساطة :"لاحظنا تعافي في أداء أغلب بورصات الخليج اليوم مع استمرار تراجع أسعار النفط". وهبطت اليوم الأربعاء أسعار النفط، لتقترب من أدنى مستوى في 6 سنوات، إلا أنه قلص خسائره، لتصل سعر العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي تسليم 15 فبراير إلى 47.91 دولارا للبرميل متراجعة بنسبة 0.04%، فيما تراجع خام برنت تسليم 15 فبراير بنسبة 0.53% ليصل إلى 50.83 دولارا للبرميل. وأضاف معاطي، في اتصال هاتفي مع الأناضول: "استمرار الإضطراب في أسواق النفط سيلقي بمزيد من التأثيرات السلبية على الأسواق العربية، وقد يطيح بالأخضر واليابس مالم تظهر بوادر سريعة على التعافي". وتهاوت أسعار النفط بشدة منذ منتصف العام الماضي، بسبب زيادة المعروض في الأسواق، بالإضافة إلى توقعات بزيادة الإنتاج في بعض الدول خلال الفترة المقبلة، وتمسك دول في منظمة أوبك بتثبيت الإنتاج للحفاظ على حصتها السوقية. وقال سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة بدولة الإمارات، في تصريحات صحفية، إن وفرة المعروض في أسواق النفط قد تستمر لأشهر وربما لسنوات، وذكر أن الأسعار قد تعود إلى مستواها الطبيعي إذا "تصرف المنتجون خارج منظمة أوبك بطريقة رشيدة". يذكر أن بورصة مصر في عطلة اليوم بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، بينما أعلنت بورصة الأردن تعليق تداولاتها بسبب سوء الأحوال الجوية. وكانت بورصتا الإمارات من أبرز الرابحين اليوم، وسط حالة من التفاؤل سادت أوساط المتعاملين مع عودة الحديث مجددا عن دمج سوقي الأسهم الرئيسيتين أبوظبيودبي. وصعد مؤشر دبي بنسبة 4.36%، وهي أكبر وتيرة صعود يومية منذ قرابة أسبوعين، وأول مكاسب محققة في العام الجديد 2015، ليصل إلى 3600.33 نقطة بدعم صعود الأسهم القيادية في قطاعي الاستثمارات والعقارات. فيما عززت أسهم العقارات والطاقة صعود بورصة العاصمة أبو ظبي بنسبة 2.61% إلى 4424.64 نقطة بعد ثلاثة جلسات من التراجعات الحادة. وقال وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد، في تصريحات صحافية اليوم الأربعاء، إن حكومة بلاده تحبذ اندماج سوقي الأسهم الرئيسيتين في أبوظبيودبي لكن القرار يرجع إلى البورصتين. وتدور منذ سنوات نقاشات متقطعة بشأن دمج محتمل لسوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي وجرى في مرحلة ما الاستعانة ببنوك استثمار لتقديم المشورة، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي لإتمام عملية الدمج. وصعدت بورصة قطر بعد هبوط دام 6 جلسات متتالية، وزاد المؤشر العام بنحو 0.73% إلى 11898.18 نقطة مرتدا من أدني مستوياته في أسبوعين بدعم صعود قوي للأسهم القيادية بعد إعلان بعضها عن أنباء إيجابية بشان التوزيعات النقدية لعام 2014. وصعد سهم "الخليج الدولية"، أحد مكونات المؤشر الرئيسي، بنسبة 6.9% بعد أن أوصي مجلس إدارتها، في بيان إلى بورصة قطر اليوم، بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 55% ما يعادل 5.5 ريال للسهم بقيمة إجمالية تتخطي المليار ريال مقابل 297.3 مليون ريال في 2013. وعوضت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، جميع خسائرها المبكرة، وزاد مؤشرها الرئيسي "تاسي" بنحو 0.94% إلى 8133.39 نقطة مدعوما بصعود أسهم قيادية مثل "كيان" و"الاتصالات" و"السعودي الفرنسي". وقالت شركة الراجحي المالية، إنها تتوقع أن ترتفع درجة التفاؤل بالسوق السعودي مع السعي لفتح سوق تداول أمام المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة لتملك الأسهم بشكل مباشر. وأضافت الراجحي، في مذكرة بحثية حديثة حصل مراسل الأناضول على نسخه منها اليوم الأربعاء: "في حين يمثل تراجع أسعار النفط الخام بدرجة كبيرة تحدياً، لا تزال التوقعات بخصوص مستوى انتعاش الأسعار ضعيفة". في المقابل، تراجعت بورصتا مسقطوالبحرين مع تعرضهما إلى عمليات بيعية محدودة لجني الارباح، ليتراجعا بنحو 1.3% و 0.09% على الترتيب. وفيما يلي مستويات إغلاق الأسواق العربية، حيث ارتفعت: دبي: بنسبة 4.36% إلي 3600.33 نقطة. أبو ظبي: بنسبة 2.61% إلي 4424.64 نقطة. قطر: بنسبة 0.73% إلي 11898.18 نقطة. الكويت: بنسبة 0.40% إلي 6423.21 نقطة. السعودية: بنسبة 0.94% إلى 8133.39 نقطة. فيما انخفضت أسواق: مسقط: بنسبة 1.30%، إلي 6229.87 نقطة. البحرين: بنسبة 0.09% إلي 1425.16 نقطة.