دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم الثلاثاء، إلى مواصلة بناء الجيش على أسس مهنية، وتحريره من الانحيازات والولاءات. وفي بيان بمناسبة الذكرى ال94 لتأسيس الجيش، لفت معصوم إلى "أهمية مواصلة بناء الجيش والقوات المسلحة لتكون بمستوى التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب والبلاد". وقال معصوم إن "الحاجة الأكبر تدعو إلى ترسيخ الصفة المهنية لهذه القوات وتحريرها تماماً من أي انحياز وولاء سواء لفرد أو لحزب أو لجماعة معينة"، مطالبا بأن "يكون ولاؤه(الجيش) لصالح الوطن". وتابع معصوم في البيان الذي حصلت "الأناضول" على نسخة منه، "في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل يستعيد العراقيون بفخر واعتزاز الكثير من المآثر البطولية التي خاضها الجيش ورجاله المخلصون من أجل الكرامة والحرية والاستقلال الوطني". وعبر معصوم عن أسفه لاقتران "تدهور الجيش بتدهور الحياة السياسية في البلاد وانحرافها نحو الدكتاتوريات التي سلبت الجيش الكثير من خصائصه المعروفة حين أُنيطت مسؤولياته بقيادات لا صلة لها بأخلاق وكفاءة الجندية ولم تراع الطبيعة المهنية للجيش ولا مسؤولياته الوطنية". وأوضح معصوم أن "الجيش العراقي جرى توريطه بحروب عبثية ومعارك خارجية وداخلية أنهكته وحطمت بناءه المتين الذي وضعه مؤسسوه الأوائل"، مبيناً أنها "مهمة مشتركة بين رجال الجيش وبين السلطات ذات الاختصاص والمجتمع من أجل توفير كل أسباب النجاح التي تعيد للجيش هيبته وسمعته". وأكد معصوم أنه "لا نجاح إلا ببناء جيش بالمواصفات التي تكون عليها الجيوش في الدول الديمقراطية وبترسيخ هذه المبادئ لدى جميع مستويات القوات المسلحة". وتأسس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني (يناير) عام 1921 في قاعدة عسكرية تقع في الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية بقيادة ضباط سابقين كانوا يعملون في الجيش العثماني. وتشكلت بعد تأسيسه وزارة الدفاع حيث بدأت بتشكيل الفرق العسكرية بالاعتماد على المتطوعين فتم تأسيس الفرقة الأولى مشاة وأصبح مقرها مدينة الديوانية (جنوب) والفرقة الثانية مشاة ومقرها كركوك (شمال). وقام الجيش بعد ذلك بدور بارز في الحروب العربية الإسرائيلية منذ عام 1948 وفي حرب يونيو/ حزيران 1967 وحرب أكتوبر/ تشرين أول 1973 وخاض حرب الثماني سنوات مع ايران عام 1980 ومن ثم غزو دولة الكويت في الثاني من آب (أغسطس) عام 1990. وبعد احتلال القوات الأمريكية للعراق وسقوط النظام السابق عام 2003 أعلن الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق بول بريمر حل ما تبقى من الجيش العراقي، وتم تشكيل جيش جديد نهاية عام 2003 يبلغ تعداده حاليا حوالي 350 ألف عسكري، ومنذ ذلك الوقت يخوض حربا ضد مجاميع مسلحة ما تزال مستمرة في اكثر من منطقة عراقية.