أعلن المؤتمر الوطني العام بطرابلس، عن عزمه المضي في دعم جهود البعثة الأممية لإنجاح مسار الحوار بين الأطراف المتنازعة في ليبيا من أجل حل الأزمة الراهنة في البلاد لتحقيق أمنها واستقرارها. وقال المؤتمر (البرلمان المؤقت السابق الذي أعلن استئناف جلساته مؤخرا) في بيان له، مساء أمس الإثنين، إن "المؤتمر تجاوب مع كل دعوات الحوار المطروحة في ليبيا للخروج من الأزمة وأخرها مبادرة الأممالمتحدة". وأوضح البيان أن المؤتمر شكل وفدا من أعضائه للمشاركة في جلسات الحوار الأممية، وأشرف على عدد من ورش العمل بالمشاركة مع نخب سياسية ليبية، ومؤسسات مجتمع مدني وقادة الثوار للتجهيز للجلسة الحوارية القادمة. وأشار إلى أن "البعثة الأممية اقترحت أن يكون يوم (أمس) الإثنين، الموافق الخامس من يناير/ كانون الثاني موعدا لبدء عقد جلسات الحوار، ولكن هناك من سعى لعرقلة الحوار إما بالقصف الجوي المستمر على المدن، أو بوضع عراقيل سياسية أثرت سلبا على جهود الوسيط الأممي في التواصل مع الأطراف المختلفة". وكان عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام، أشار في حديث لوكالة الأناضول، أمس الإثنين، إلى وصول بلاغ للمؤتمر من البعثة الأممية يفيد بتأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى. وقال المتحدث باسم البعثة الأممية في ليبيا، سمير غيطاس، في تصريحات صحفية أول من أمس الأحد، إن الإعلام هو من حدد يوم الخامس من يناير/ كانون الثاني، موعدا للجلسة الحوارية، في حين لم يصدر عن البعثة أي شيء يؤكد هذا. وأوضح "غيطاس" أن "البعثة أبلغت الأطراف في ليبيا بتأجيل جلسة الحوار إلى أجل غير مسمى، حتى تتوصل إلى تحديد موعد ومكان متفق عليه للجلسة القادمة". والأسبوع الماضي، قال حميدان في تصريحات للأناضول، إن الوفد الممثل للمؤتمر سيلتقي المبعوث الأممي برناردينو ليون قبل يوم الخامس من يناير/ كانون الثاني، الموعد المحدد لعقد الجلسة لإبلاغه بنتائج ورش عمل عقدها المؤتمر بمشاركة نشطاء مدنيين وسياسيين، وقادة للثوار، كخطوة من المؤتمر لتوسيع دائرة المشاركة في الجلسة القادمة. يشار إلى أن المبعوث الاممي برناردينو ليون قد زار مقر المؤتمر الوطني العام واجتمع مع رئيسه نوري أبوسهمين مرتين خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وديسمبر/ كانون الأول الماضي لدعوته للمرة الاولى في الجلسة الحوارية المقررة خلال الايام القادمة كأحد اطراف الحوار. ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تقود الأممالمتحدة متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون جهودا لحل الأزمة الليبية تمثلت في جولة حوار أولى (بين ممثلين عن مجلس النواب وممثلين عن النواب المقاطعين لجلساته) عقدت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بمدينة غدامس (جنوب غرب)، فيما أجلت الجولة الثانية إلى وقت لاحق لإجراء المزيد من المشاورات مع أطراف الأزمة الليبية. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الإسلاميين، وآخر مناوئ له، زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان المنعقد في طبرق، المعترف به دوليا، رغم صدور قرار بحله من المحكمة العليا المنعقدة في طرابلس مؤخرا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت السابق الذي أعلن استئناف جلساته مؤخرا)، وحكومة عمر الحاسي، ويتبني العمليات التي تشنها قوات فجر ليبيا.