وصل وزير خارجية دولة جنوب السودان برنابا بنجامين اليوم الثلاثاء، العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة رسمية، لبحث عدد من القضايا المشتركة بين البلدين أبرزها الاتهامات المتبادلة بين البلدين بدعم وإيواء المتمردين. وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية السودانية يوسف الكردفاني اليوم الثلاثاء، إن وزير خارجية الجنوب سيلتقي بنظيره السوداني علي كرتي، مشيرا إلى أن اللقاء سيبحث عدد من القضايا المشتركة بين البلدين، دون مزيد من التفاصيل حول ما ستتناوله مباحثات كرتي وبنجامين. من جهته قال مصدر دبلوماسي سوداني، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "اتهامات الخرطوم لدولة جنوب السودان بإيواء ودعم المتمردين سوف تتصدر أجندة المباحثات" خلال الزيارة التي لم تتحدد مدتها، حسبما ذكرت "الأناضول". واستدعت وزارة الخارجية بجنوب السودان الأحد سفير الخرطوم لديها بشأن تصريحات لمسئول عسكري سوداني هدد فيها بإمكانية دخول أراضيها لطرد قوات مناوئة للخرطوم. وقال المتحدث باسم الخارجية بجنوب السودان، إن جوبا أخبرت السفير أن "هذه التصريحات لا تخدم العلاقة بين البلدين"، مشيرا إلى أنهم اتفقوا على أهمية رفع مستوى الزيارات بين البلدين. وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني قد هدد بإمكانية دخول أراضي دولة جنوب السودان "إذا استمرت جوبا في دعم الحركات المسلحة" التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، وحركة العدل والمساواة بإقليم دارفور، وهو ما اعتبره الناطق باسم جيش جنوب السودان "إعلانا للحرب" من جانب الخرطوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية مؤخراً، أن حكومته تمتلك أدلة تثبت تورط حكومة الجنوب في دعم وإيواء المتمردين المناهضين لحكومة الخرطوم. ووقع السودان وجنوب السودان في سبتمبر 2012 اتفاق التعاون المشترك الذي أنهى توترا بين البلدين استمر منذ استقلال جنوب السودان في عام 2011. واختلف الطرفان بشأن كيفية إنفاذ الاتفاق الأمني الذي تشترط الخرطوم الالتزام ببنوده قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات الأخرى. وتتهم الخرطومجوبا بدعم وإيواء المتمردين السودانيين، وتنفي دولة جنوب السودان الاتهامات الموجهة إليها. وانفصل الجنوب عن الشمال بموجب اتفاقية سلام أبرمت عام 2005 أنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت الاتفاقية لإجراء استفتاء شعبي في يناير 2011، صوت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق ال98% لصالح الانفصال. ووقع السودان وجنوب السودان في 27 سبتمبر 2012 اتفاق التعاون المشترك والتي أنهت توترًا بين البلدين استمر منذ استقلال جنوب السودان. ويشمل تسع اتفاقيات تضم كل القضايا الخلافية المترتبة على انفصال جنوب السودان، باستثناء ترسيم الحدود، ومن أبرز تلك القضايا النفط والأمن والمتمردون بجانب اتفاق "الحريات الأربع′′ الذي يمنح مواطني أي بلد حق الدخول للبلد الآخر دون تأشيرة والإقامة والعمل والتملك. لكن الطرفين اختلفا حول كيفية إنفاذ الاتفاق الأمني الذي تشترط الخرطوم الالتزام ببنوده قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات الأخرى، وتتهم الخرطومجوبا بدعم وايواء المتمردين السودانيين،وينفي جنوب السودان الاتهامات الموجهة إليه. ومنذ يونيو 2011، تقاتل "الحركة الشعبية قطاع الشمال" الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق). وتتشكل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011.