سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد، الضوء على اصطفاف الولاياتالمتحدة بجانب إيران في العراق لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي حتى الوقت الراهن. ونسبت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - إلى مصادر أمريكية وإيرانية وعراقية قولها: "إن الانخراط العسكري الإيراني في العراق زاد بشكل كبير خلال العام الماضي حيث سلمت طهران مساعدات كانت بغداد في أشد الحاجة إليها في قتالها ضد مقاتلي داعش". وقالت الصحيفة: "إن هناك قلقا مشتركا – في نظر مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما - بشأن صعود نجم تنظيم داعش، وهذا دور مقبول، حتى الوقت الراهن، وبينما عادت القوات الأمريكية إلى لعب دور محدود في العراق، لايزال المسئولون الأمريكيون متخوفين من إمكانية تجدد الخلافات مع إيران، إما بشكل مباشر أو من خلال الميليشيات المدعومة من جانب طهران والتي دأبت فيما مضى على استهداف العسكريين الأمريكيين". من جانبه، قال رجل دين إيراني بارز له صلات وثيقة بالقيادة في طهران - طلب عدم ذكر اسمه: "إن بلاده أرسلت أكثر من ألف مستشار عسكري إلى العراق وكذلك وحدات نخبة وشنت غارات جوية وأنفقت أكثر من مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية، منذ نجاح داعش في الاستيلاء على مناطق شاسعة من شمال العراق في شهر يونيو الماضي"، معتبرا أن الفضل في تحرير المناطق من أيدي داعش يرجع إلي النصائح التي قدمتها إيران وقادتها ودعم مسئوليها. وأضافت الصحيفة أنه "برغم إعلان إدارة أوباما عدم تعاونها بشكل مباشر مع إيران، تبقي حقيقة تحالف الجيشين ضد داعش واقعا غير مريح.. وذلك لا يرجع فقط إلى حقيقة أن بعض الميليشيات التي أثبتت فعاليتها في قتال داعش قد حاربت القوات الأمريكية خلال فترة الحرب في العراق بين عامي 2003-2011، ولكن أيضا بسبب استمرار طهران في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي تسعى واشنطن لإسقاطه.. فيما يمضي الدبلوماسيون الأمريكيون قدما في مفاوضاتهم لإبرام اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني للحيلولة دون نجاح إيران في تطوير سلاح نووي". ونقلت "واشنطن بوست" عن المستشار الأسبق لعدة سفراء أمريكيين في العراق علي الخضيري قوله إن "التوترات التي أججت المواجهة الأمريكيةالإيرانية في العراق بعد عام 2003 قد تم إخفاؤها بسبب الرغبة المشتركة في هزيمة داعش". وأضافت أنه "بينما مهد رحيل القوات الأمريكية من العراق عام 2011 الطريق أمام اتساع نفوذ إيران هناك، زاد الدعم الإيراني للجماعات شبه العسكرية بشكل ملحوظ منذ ظهور تنظيم داعش السني، والذي تعتبره طهران تهديدا خطيرا لمصالحها حيث توجهت الآن وحدات مقاتلة لفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني إلى العراق".