ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلنت الاستعداد لإطلاق محادثات مباشرة مع إيران بشأن سبل مواجهة الدولتين الخصمين -منذ فترة طويلة- المتمردين، غير أن الميليشيا السنية المتطرفة التي أسقطت العراق في الفوضى أعلنت عن إعدام المئات من الجنود العراقيين الشيعة. وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني – أن الحوار الأمريكي الإيراني الذي من المتوقع أن يبدأ هذا الأسبوع سيكون أحدث تطور في تحرك سريع باتجاه تقارب بين واشنطن وطهران بدأ خلال العام الماضي..وقالت /إن المحادثات تأتي أيضا في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة وقوى عالمية أخرى التوصل لاتفاق مع إيران بحلول أواخر شهر يوليو المقبل للحد من برنامجها النووي/. وأشارت الصحيفة الى أن الولاياتالمتحدةوإيران التزمتا علنا في الأيام الأخيرة بتقديم الدعم العسكري إذا طلب منهما، إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومساعدة حكومته في صد هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ضد بغداد ومدن عراقية كبرى خلال الأسبوع الماضي. ولفتت الصحيفة الى أن أمريكا غيرت مطلع هذا الأسبوع من أماكن المعدات العسكرية فى المنطقة كما أرسلت حاملة طائرات إلى الخليج في الأثناء التي ينظر فيها أوباما خيارات من أجل عمل عسكري محتمل. ونوهت إلى أن المسئولين العراقيين أعلنوا أمس الأحد سقوط مدينة تلعفر في شمال غرب العراق تحت سيطرة "داعش" حيث شهد هذا المكان في وقت من الأوقات قتالا بين آلاف من القوات الأمريكيةوالعراقية. وشددت الصحيفة على أنه إذا صح ادعاء "داعش" من خلال نشر صور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تظهر عمليات إعدام جماعية ينفذها متشددون سنة في حق جنود شيعة أسرى في العراق، فإن الضغط يمكن أن يزيد على الشيعة من أجل الانتقام ..مما ينذر باحتمال اندلاع موجة أعمال قتل تذكر بفترة إراقة الدماء التي اجتاحت العراق في الأعوام التي أعقبت غزو بغداد بقيادة الولاياتالمتحدة في عام 2003. وبحسب مسئولين عسكريين أمريكيين ودبلوماسيين عرب فإن تواصل البيت الأبيض مع إيران بشأن العراق يقدم فرصا لكنه ينطوي أيضا على مخاطر حيث يشير مسئولون أمريكيون إلى أن الحرس الثوري الإيراني قام بتدريب الميليشيات الشيعية الكبرى التي عادت إلى حرب العراق وتحتفظ معها باتصالات ومن بينها جيش المهدي وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، وهو ما نفته إيران علانية. ووفقا لمسئولين أمريكيين فإن القناة الدبلوماسية التي ستستخدمها إدارة أوباما لمناقشة الوضع في العراق لم تتحدد بعد لكن يمكن أن تكون فيينا هي مكان إجراء هذه المحادثات حيث يجتمع دبلوماسيون أمريكيون وإيرانيون كبار اليوم كجزء من مفاوضات دولية تستهدف التوصل لاتفاق شامل للحد من القدرات النووية لطهران.