\r\n \r\n لماذا هذا التطور مهم جدا؟ تقريبا فان الكل بما فيهم المسئولين الاميركيين الكبار والقادة العسكريين يدركون ان القوة وحدها لا يمكنها ان تنهي العنف في بغداد. ويتدخل جيران العراق ايران الشيعية والدول العربية السنية في الحرب الطائفية التي تدمر العراق وتهدد بان تصيب المنطقة ككل. \r\n وتستطيع دبلوماسية اقليمية مكثفة فقط مع دعم اميركي قوي ان تقنع ايران والبلدان العربية بمساعدة العراق بدلا من اذكاء نيران الحرب. غير ان الدبلوماسية لن تعمل الا اذا كان للاعبين الرئيسيين اتصالات مباشرة. وبالطبع فاني اشير الى الولاياتالمتحدةوايران. \r\n لم يتضح بعد عما اذا كان الاجتماع في العراق سوف يعد المسرح لهذه الاتصالات ام لا. حيث يخرج المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو عن طريقه ليحرف المقترحات بانه ستكون هناك محادثات مباشرة بين مسئولين اميركيين وايرانيين. وقد كانت هناك مؤتمرات اقليمية في الماضي حضرها كل من الايرانيين والاميركيين. ولعل الاكثر ملاحظة في ذلك ما كان في 2004 في مصر حيث جلس وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول بجوار وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في العشاء لكن دون الدخول في اللغو الدبلوماسي خلال تناول الوجبة. \r\n مع ذلك فهناك على الاقل احتمالية ان تؤدي هذه المحادثات الى اتصالات اميركية ايرانية اكثر جدية. واشارت الوزيرة رايس الى نقطة تجذب الاهتمام العام للمؤتمرات المقبلة. \r\n حقيقة ان هناك كثيرا من الضغط الاميركي مؤخرا على ايران بما في ذلك تعليقات من الرئيس بوش ونائب الرئيس ديك تشيني. ومع ذلك فان بعض المسئولين الاميركيين الكبار يظهرون ان الضغط الاميركي على ايران يهدف الى مساعدة الولاياتالمتحدة على التفاوض من موقف قوة في وقت تنظر فيه طهران لاميركا على انها ضعيفة بسبب الفوضى في العراق. وقد عبر وزير الدفاع روبرت غيتس عن ذلك الشهر الماضي حيث قال: نحتاج الى نوع من القوة كما يبدو لي قبل ان ننخرط مع الايرانيين. واعتقد انه عند نقطة ما فان التقارب يمكن ان يكون مفيدا. \r\n بادرة امل اخرى هي الدور المحوري الذي يلعبه العراق في تنظيم الاجتماعات. حيث يجتهد وزير الخارجية العراقي البارع هوشيار زيباري في حمل وفود من البلدان المجاورة على الالتقاء في بغداد لمناقشة استقرار بلده. \r\n وفي حوار هاتفي من ستوكهولم قال لي زيباري: هذه فتحة لتخفيف التوترات الاقليمية وتظهر ان العراق يمكن ان يساعد جيرانه. \r\n وقد جاب مسئولون عراقيون المنطقة منبهين طهران بان الحكومة العراقية لا تريد ان يشن الايرانيون معاركهم مع الولاياتالمتحدة على ارض العراق. وابلغوا المسئولين المصريين والسعوديين انه اذا كان هناك توتر عصبي بشأن زيادة نفوذ الفرس الشيعة فانه يجب عليهم ان يساعدوا في تقوية الحكومة العراقية. وعلى اي حال فان هذه الحكومة يقودها العرب الذين في الوقت الذي هم فيه شيعة الا انهم ليسوا دمى ايرانية كما يفترض كثير من العالم العربي ذلك. \r\n واوضح زيباري هدفه لاجتماع هذا الاسبوع وهو حمل جيران العراق على الالتزام بالتعاون الامني مع بغداد. وهذا يعني انه بدلا من مساعدة الميليشيات السنية او الشيعية فانه يجب على الجيران التعاون مع حكومة العراق المركزية. كما يأمل وزير الخارجية العراقي ايضا ان يرى جيران العراق في النهاية انه يجب عليهم ان يأخذوا هذه الحكومة مأخذ الجدية. \r\n مع ذلك دعوني اضيف ان بغداد لا يمكنها ان تحقق ذلك وحدها. حيث ان رئيس الوزراء نوري المالكي ضعيف وان الحكومة العراقية لا تتحدث بصوت واحد. وتتخوف ايران ان الزعماء العرب السنة يريدون تسهيل استعادة الوضع السني في العراق وتخشى المملكة العربية السعودية من زيادة القوة الايرانية. وكل الجوانب غير متأكدة من نوايا واشنطن. \r\n وسوف يحتاج الامر الى دبلوماسية ماهرة لايجاد صيغة اقليمية لتبديد هذه المخاوف ومنع حرب دينية اوسع. وعلى الرغم من وجود محادثات لدبلوماسيين من الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية والصين وروسيا واوروبا الا ان المفتاح سوف يكمن في النوايا الاميركية. \r\n هذه هي لحظة الحقيقة: فهل تريد الولاياتالمتحدة تغيير سلوك طهران ام تغيير النظام؟ واذا كان المراد هو الاخير فانه لن يمكن التوصل الى صيغة اقليمية لاستقرار العراق. وان كان الاول فعندئذ يكون على المسئولين الاميركيين ايجاد سبيل للتحدث بشكل مباشر الى الايرانيين. ويمكن ان تجرى هذه المحادثات في مسار منفصل عن الجهود الاممية للتعاطي مع برنامج ايراني النووي. \r\n وتوفر محادثات بغداد نافذة لمثل هذا الحوار. ومن المحتمل ان يعقد الاجتماع الثاني في ابريل المقبل بحضور رايس ومستشار الامن القومي الايراني على لاريجاني. \r\n الان هي اللحظة التي يتعين فيها على الرئيس بوش ان يقرر عما اذا يريد بشكل حقيقي اتباع دبلوماسية اقليمية لانقاذ العراق ام لا. وسوف يكون لرايس قول حسم في هذا القرار. ان الدبلوماسية العراقية الماهرة قد هيأت المسرح وقد حان الوقت لرايس لان تلعب دور النجم المتألق. \r\n ترودي روبين* \r\n * كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلاديلفيا انكويرر \r\n * خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن)