رأى المؤرخ عادل اللطيفي الأستاذ في تاريخ العالم العربي المعاصر أن إطلاق الحراك الأخير بإنشاء منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق، لحركة سياسية إنما يعد استمرارا للحالة الثورية الشعبية، لافتا إلي أن هذا الحراك الجديد في تونس يعد خطرا علي الوحدة الوطنية، ولا يمكن أن يتم تسمية الحراك حركة شعب المواطنين، فلا يمكن الجمع بين الشعب والمواطنين إلا في حالة غياب الوحدة الوطنية. وكان هذا رأي اللطيفي خلال حديثه لبرنامج " وجها لوجه" الذي أذاعته قناة "فرانسا 24" الفرنسية، الذي سلط الضوء على أبعاد ما قيام المرزوقي بتأسيس حركة سياسية جديدة لمواجهة الاستبداد السياسي، بعد فشله في الانتخابات الرئاسية، حيث كان هناك تأييدا للحركة من قبل ضيف البرنامج الآخر زياد العلواني منسق الحملة الاتحادية للمرزوقى فى فرنسا. وأضاف اللطيفي أن خطاب المنصف المرزوقي معروف انه شعبي، لافتا إلي أنه يستعمل بعض الألفاظ التي تجذب الشعب إليه مثل لفظ "ثورة"، ولم يقوم المرزوقي بعمل هذا الحراك في الانتخابات التشريعية السابقة، واتهمه بأنه لم يعترف حتى الآن بهزيمته في الانتخابات الرئاسية وهذا يعد مخالفة للأعراف الديمقراطية. وأشار اللطيفي إلي أن المرزوقي يريد أن يعطي انطباعا بأنه لم ينهزم في الانتخابات ولكنه تنازل عن السلطة لخصمه. الحريات في تونس أما العلوانى فقال في حديثه للبرنامج ذاته: "إن التجربة الثورية التونسية فريدة من نوعها ولها خصوصيتها"، ورأى أن دعوة المرزوقي هي دعوة لكل الأحزاب والشخصيات الوطنية للالتفاف حول مشروع للحفاظ علي الحريات والمسار الديمقراطي في تونس، وما يجمعهم في الحركة الوطنية الجديدة هو تحقيق مصلحة الشعب والوطن. وأشار العلواني إلي أنه لابد من وجود مشروع سياسي واحد في تونس بعيدا عن الأيديولوجيات والأحزاب السياسية المختلفة، لافتا إلي أنه لا يمكن أن يتم تفسير معاني الشعب والمواطنة بشكل يسئ الي اي حركة سياسية، ولا تزال تونس تحتاج إلي إرساء قواعد الديمقراطية والحريات المختلفة. وأوضح العلواني أن المرزوقي قد تقدم كمستقل في الانتخابات الرئاسية وهو ما أدى إلأى زيادة مسانديه ومؤيديه، مشيراً إلي أن تونس قد تشهد تكوين الكثير من الأحزاب والجمعيات السياسية للممارسة العمل السياسي في الفترة المقبلة.