أعلنت لجنة تُحقق في سقوط الموصل في قبضة "داعش" نيتها استدعاء كبار المسئولين في الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، وقادة قوات الأمن التي انسحبت من نينوى. وأكدت أن قادة الجيش حملوا قائد العمليات في المحافظة اللواء مهدي الغراوي مسئولية الهزيمة. في غضون ذلك، قُتِل وجرح أكثر من مئة من عناصر "الصحوات" بتفجير انتحاري في منطقة المدائن، جنوب شرقي بغداد. وخلال الأيام الماضية، استجوبت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية المكلّفة التحقيق في أسباب سقوط الموصل، معاون رئيس الأركان السابق عبود كنبر وقائد القوات البرية علي غيدان، وقائد الشرطة الاتحادية المقال اللواء محسن الكعبي. وقال عضو اللجنة النائب عمار طعمة لصحيفة "الحياة" إن "كنبر وغيدان والكعبي برّأوا ساحتهم وحمّلوا اللواء الغراوي المسؤولية، إذ كان قائد العمليات في المحافظة منذ فترة طويلة، وقالوا إنهم وصلوا إلى الموصل قبل سقوطها بثلاثة أيام فقط". وذكر أن "أحداثاً كثيرة رافقت احتلال داعش محافظة نينوى في 9 حزيران (يونيو) الماضي، وما زلنا في بداية التحقيق الذي سيستغرق وقتاً أكثر من المتوقع، لأننا في صدد استدعاء الغراوي وقادة في فرق الجيش والشرطة الاتحادية لجمع أكثر ما يمكن من المعلومات". وتابع: "المعلومات المتوافرة الآن لا تمثل الحقيقة الكاملة، وسيُحسم الخلاف في الرأي بين أعضاء لجنة التحقيق، من خلال التصويت على التقرير النهائي الذي سيعرض على البرلمان لإلزام الحكومة بتطبيق التوصيات". ولفت إلى أن: "هناك حلقات مفقودة في أحداث سقوط الموصل لكننا نأمل بعرض تقريرنا النهائي على البرلمان مع بدء الفصل التشريعي المقبل". إلى ذلك، قال رئيس اللجنة حاكم الزاملي إنها "تعتزم استدعاء أكثر من 50 وزيراً ونائباً ومستشاراً ومديراً إلى التحقيق الذي سيشمل جميع المشتبه فيهم، من أصغر جندي إلى أعلى مسئول في الدولة". وأكد "استدعاء محافظ نينوى أثيل النجيفي ووزير الدفاع السابق سعدون الدليمي ووكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الأسدي، وقادة عسكريين"، منبهاً إلى أن "اللجنة تتعرض لضغوط سياسية من جهات". أمنياً، قال مصدر عسكري إن انتحارياً هاجم تجمعاً لمسلحي "الصحوة"، أثناء تسلمهم رواتبهم عند مدخل مقر اللواء 42 في المدائن، فقتل 43 وأصيب 61. وأعلنت قيادة العمليات في بغداد "تمكن الفوج الثالث من قتل ثلاثة إرهابيين وجرح اثنين وتدمير عربة في منطقة الرواد"، شمال العاصمة. وفي صلاح الدين ذكر مصدر أمني أن جسر الضلوعية الذي يربط الناحية بقضاء بلد، تعرض لأضرار بانفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري. وأشار إلى أن قيادة العمليات في سامراء نقلت مئات النازحين من "مناطق يثرب والحردانية والحويجة البحرية"، جنوب قضاء سامراء، إلى مناطق آمنة داخل القضاء. تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية إلى سامراء، استعداداً للهجوم على الضلوعية. وأكد مصدر طبي في مستشفى بلد "استقبال 5 قتلى و31 جريحاً من قوات الأمن والحشد الشعبي، سقطوا في اشتباكات مع داعش في منطقة الحويجة البحرية".