كم وراء القضبان وفي المثوى الأخير بالمقابر، من أدانهم القضاء هنا وهناك بالسجن أو بالإعدام، صعقا أو بحقنة سم، أو شنقا أو رميا بالرصاص، وهم أبرياء ومظلومين يعانون في الزنزانات، أو انتهوا جثثا تحت الثرى، ومنهم فتى أمريكي أسود سلط علي موقع قناة "العربية" الضوء عندما عمره يبلغ من العمر 14 عاما و6 أشهر يوم نفذوا فيه حكما بالاعدام قبل 70 سنة في أمريكا. وأضافت "العربية" أنه اتضح فيما بعد يوم الأربعاء الماضي أنه بريء من الاتهام الذي جعله أصغر من أعدم في الولاياتالمتحدة، وربما في العالم، إنه جورج ستني الذي تناقلت الوكالات أخباره هذه الأيام وما تزال. وكان ستني قد اتهم عام 1944 بقتل طفلتين هما باتي جون بنّيكر وماري ايما تيمس، البالغتان حينها 11 و8 سنوات، لكن تم تبرئته لعدم وجود دليل يؤكد عملية القتل غير أنه كان آخر من شاهدهما، ورغم نفيه المتكرر طوال المحاكمة حملوه إلى كرسي كهربائي كان واسعا عليه لصغر جسمه، وأعدموه صعقاً بقوة 2400 فولت ثم طواه النسيان كأنه لم يكن. بعد 60 عاماً ظهر وفي عام 2004 مؤرخ محلي نشأ في "ألكولو" اسمه جورج فرايرسون، وقرر البحث في تفاصيل جريمة جورج، فأثار بحثه اهتمام محاميين بكارولينا الجنوبية، تضماناً معه ورفعا التماسا في أكتوبر العام الماضي لفتح القضية ليدرسها القضاء. بعد عام من درس الحيثيات والموجبات، وتحديدا في يوم 17 ديسمبر الجاري، أغلق قضاء الولاية الأمريكية ملف الجريمة، متجنبا بالكامل توجيه أي اتهام لعدم توافر الأدلة على أحد، فأعلن بذلك براءة انسان كان يمكن أن يكون حيا عمره 85 سنة حاليا، وأبا وجدا لأبناء وعشرات الأحفاد وأبناء الأحفاد، ومنهم من كان بإمكانه أن يصبح رئيسا كأوباما، لولا أغمض القضاء عينيه مرة وسد أذنيه عن ظلم الانسان للانسان.