قال الشيخ محمد الحاج حسن رئيس "التيار الشيعي الحر" في لبنان، شقيق أحد الجنود المختطفين لدى تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" منذ أغسطس/ أب الماضي، في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، إن الحكومة اللبنانية لا تعمل ب"شكل جدي" لإنهاء الملف، متهما أطرافا حكومية ب"عرقلة" بدء المفاوضات. وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول" الإخبارية، دعا إلى إعادة هيئة العلماء المسلمين في لبنان إلى "ساحة التفاوض، لأنها قد تدخل الطمأنينة الى قلوبنا"، مناشدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "الذي أثبت أنه أب حقيقي لشعبه، التدخل من موقعه القيادي والديني، للعب الدور الذي قد يؤدي إلى نتائج إيجابية". ورأى الشيخ الحاج حسن أنه "لا شيء جدّي لدى الحكومة اللبنانية، ولا قرار واضح منها لبدء بدء المفاوضات أو أي خطوة لحل هذه الأزمة وإنقاذ الجنود المخطوفين"، متحدثا عن "تخبط داخل الحكومة". وحذر من محاولة الحكومة تضييع الوقت من أجل الوصول الى قرار بالحسم العسكري، وهو أمر يؤدي الى نهاية مأساوية ولن يتحقق نجاح عسكري. وعما يقترحه لعلاج هذه الأزمة، دعا الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ قرار جريء وواضح، وإذا كان هناك من يعرقل مسار الملف، فينبغي على رئيس الحكومة شخصيا "تمام سلام" أن يواجه أهالي المختطفين وبقية أفراد الشعب اللبناني ويكشف الجهة التي تعرقل بدء بالمفاوضات". وأشار الى دور هيئة العلماء المسلمين في لبنان في هذا الملف "الذي أدخل إلى قلوبنا الطمأنينة، قبل انكفائها (توقفها عن القيام بالوساطة)". ومضى قائلا: "إن الهيئة قادرة على لعب الدور الإيجابي وتتولى زمام الأمور والتفاوض بالتنسيق مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي أثبت في تجاربه الماضي أنه ناجح في عمله ومفاوضاته". وكان مقاتلو جبهة "النصرة" اختطفوا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي 13 من راهبات دير في بلدة معلولا السورية لمدة 3 أشهر قبل الإفراج عنهن في مارس/ آذار 2014 بوساطة قطرية شارك فيها اللواء إبراهيم، مقابل إطلاق سراح نحو 150 معتقلة سورية في سجون نظام بشار الأسد. وتساءل الحاج حسن: "هل تتجرأ الحكومة اللبنانية على اتخاذ قرار تفويض هيئة العلماء المسلمين ؟"، معربا عن اعتقاده بوجود "أطراف حكومية لا ترغب بوجود الهيئة في هذا الملف". وتابع أن هذه الأطراف التي لم يسمها "أفشلت عملية السير نحو تولي هيئة العلماء المسلمين هذه المسؤولية"، معتبرا أن توقيف عضو الهيئة الشيخ حسام الغالي ثم إطلاق سراحه "يثبت أن هناك من يحاول منع وصول الهيئة إلى تولي هذا الامر للبدء في مفاوضات جدية تؤدي إلى المقايضة.. نحن كأهالي نعتبر الآن أن الورقة الوحيدة التي قد تدخل الطمأنينة الى قلوبنا، هي عودة هيئة العلماء المسلمين إلى ساحة التفاوض". وجرى اختطاف أكثر من 40 عسكريًا من الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني خلال اشتباكات اندلعت بين الجيش اللبناني وبين "النصرة" و"داعش"، بداية أغسطس/آب الماضي واستمرت 5 أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش، وجرح 86 آخرون، وعدد غير محدد من المسلحين. ولا تزال "النصرة" تحتجز 16 عسكريًا مقابل 7 لدى "داعش" بعد أن تم إطلاق سراح عدد من العسكريين المخطوفين. وأعدم "داعش" اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحاً، وأعدمت "النصرة" عسكريين اثنين آخرين. وتطالب "النصرة" و"داعش" بمقايضة العسكريين اللبنانيين بسجناء إسلاميين في السجون اللبنانية. ورأى الحاج حسن أنه لا بديل عن المقايضة لإنهاء هذا الملف، قائلا: "لا يمكن أن ينتهي الملف إلا بالمقايضة". وأوقف الجيش اللبناني، يوم الأحد الماضي، الشيخ الغالي، أثناء توجهه إلى محيط بلدة عرسال اللبنانية برفقة سوريين اثنين، للقاء مسؤولين في "جبهة النصرة"، ومحاولة الحصول على التزام منهم بعدم قتل أي من العسكريين اللبنانيين المختطفين لديها أو لدى "داعش"، ثم ما لبث الجيش أن أطلق سراحه بعد ساعات. وكان مصدر في هيئة العلماء المسلمين في لبنان قال للأناضول في وقت سابق إن "السوريين الاثنين اللذين أوقفهما الجيش مع الغالي، كانا يعملان على إيصاله إلى محيط البلدة للقاء مسؤولي النصرة"، مشيرا إلى أن "الغالي لم يكن يعلم أنهما كانا يحملان سلاحا أو حزاما ناسفا".