انتقد الناشط الأثري أمير جمال، غياب الآثار عن متحف الحضارة بالفسطاط، والذي افتتحه رئيس الحكومة ابراهيم محلب مؤخرا ، وأشاد به ودعا المصريين للفخر بتراثهم . ونقل ما كشفته الإعلامية رانيا بدوي ببرنامجها ، أن الآثار التي شاهدها محلب تم نقلها مؤقتا لحين انتهاء زيارته ، ثم عاد معظمها لمتاحفه الأصلية!! وقال "جمال" بتصريحات خاصة لمحيط أن المرحلة الأولى من المتحف عبارة عن مبنى استقبال، ويشمل مولا تجاريا وسينما ومسرح وقاعة مؤتمرات، أما مرحلة العرض المتحفي فتم تأجيلها لنقص التجهيزات والحاجة لنحو مليار جنيه ، وهو ما يثير التساؤل : هل سيأتي السائح لمشاهدة السينما والتجول بالمول ولا يجد آثار لحين إتمام المتحف ، وماذا افتتح محلب إذن ! وقد اقترح الناشط أن يتم نقل عدد من الآثار الأصلية للمتحف لحين استكماله، والتي تعبر عن عصور مصرية مختلفة، خاصة وأن المليار جنيه سيستغرق جمعها فترة ليست بالهينة . من جهة أخرى، انتقد أمير جمال، تصريحات رئيس الوزراء، بأن متحف الحضارة أكبر متحف علي مستوي العالم، مشيراً إلي أن المتحف البريطانى يضم فى جناح واحد فقط مائة وعشرة آلاف قطعة أثرية فرعونية نادرة، وأن جناح واحد فقط من متحف اللوفر يضم أكثر من 80 ألف قطعة فرعونية نادرة، بينما متحف اللوفر ككل يضم 3 ملايين قطعة أثرية من مختلف حضارات العالم. وأشار مؤسس صفحة "سرقات لا تنقطع" إلي أن المتحف الكبير الذي قال عنه وزير الآثار، إنه سيكون أكبر متاحف العالم، لا يضم سوى 50 ألف قطعة بشكل دائم و50 ألف قطعة معارض مؤقتة، وكثير منها ستكون آثار إسلامية ويونانية. وأكد "جمال" أن متحف الحضارة سيضم 50 ألف قطعة أثرية فقط ومعظمها آثار إسلامية ويونانية وقليل منها فرعونى، بل إن المتحف لن يفتتح أصلا بشكل كامل، بما يعني أن عدد القطع التى سيتم عرضها عند افتتاحه بشكل جزئى سيكون محدود، متساءلا "على أى أساس يقولون أكبر متحف؟". نبذة عن المتحف يقع المتحف القومى للحضارة بمنطقة الفسطاط فى مصر القديمة، ويطل على بحيرة عين الصيرة شرقاً، وبالقرب منه مجمع الأديان غرباً، وتحيطه حديقة الفسطاط وبقايا سور مجرى العيون من الشمال. بدأ العمل في المتحف منذ 10 سنوات، وتكلف نحو 700 مليون جنيه، ويفترض أن يحوي كنوز تاريخية وشروح لأعظم الحضارات الإنسانية على مر التاريخ. ترجع فكرة إنشاء المتحف القومى للحضارة المصرية إلى عام 1978، عندما أعلنت الحكومة عزمها بناء متحفين جديدين، بالتعاون مع منظمة اليونسكو؛ هما متحف النوبة فى أسوان، ليضم مجموعة من الآثار النوبية التى عُثر عليها أثناء حفريات الحملة العالمية لمنظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة من عام 1960 إلى 1980، والثانى المتحف القومى للحضارة المصرية فى القاهرة، وكان مقره الأول فى دار الأوبرا بالجزيرة، قبل أن يجرى تخصيص الموقع الجديد فى الفسطاط، لصغر مساحة الجزيرة وعدم ملاءمتها لإنشاء المتحف الجديد. يتكون المتحف من مبنيين رئيسيين بالإضافة إلى جراج للسيارات وآخر للأوتوبيسات. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع حالياً 33 فداناً، وستصبح 70 فداناً عند انتهاء البناء. والمبنى الأول هو مبنى الاستقبال، ويتكون من ثلاثة أدوار، يضم الأرضى المركز التجارى، وفيه 42 محلاً، ودار عرض سينمائى، ثم الدور الأول العلوى، ويحتوى على قاعتى محاضرات ومؤتمرات، وفصول تعليمية، وقاعة لاستقبال الأطفال، ومطعم، وكافيتريا، والدور الثانى العلوى يحتوى على المسرح، والاستعلامات، وتذاكر دخول المتحف، فضلاً عن جناح لكبار الزوار. ويضم المبنى الثانى صالات العرض المتنوعة الدائمة منها والمؤقتة، بجانب معامل الصيانة والترميم بالمتحف والورش الخدمية والمخازن الأثرية. وقد تأخر افتتاح المتحف لمشكلات مالية لجلب الأجهزة الحديثة وتوصيل المياه النظيفة ، فيما تبرعت محافظة القاهرة بقطعة أرض كانت مقلبا للقمامة لتدشين المتحف، وأعلن عدد من المتاحف المصرية عزمها نقل بعض القطع الأصلية، باتفاق مع وزارتي الثقافة والآثار ، للمتحف الجديد ، بدون توضيح موعد زمني محدد لتنفيذ ذلك!