- مليجي شخصية عبرت عن معاناة المواطن المصري - أسرتي هي من شجعتني على تكملة مسيرتي الفنية - الفنان الراحل مصطفي حسين وضعني على أول الطريق - يزعجني سرقة الكاريكاتير.. وعزائي الوحيد أن الأصل هو الذي ينتشر - لا يستطيع أحد منع نشر كاريكاتير مادام يوجد الفيسبوك إسلام رجب، شاب في الثلاثين من العمر، خريج كلية الآداب عين شمس، واستطاع من خلال رسوماته أن يعبر عن مشاكل المواطنين بكل جرأة دون خوف من أحد، وواجه الحكومات المتعاقبة بكل ما تمر به من عجز. بدأت شهرة إسلام رجب في عالم الكاريكاتير حينما راسل صفحة "حاول تبتسم" الأسبوعية بجريدة الأخبار، وأصبح ينشر مع كبار رسامي الكاريكاتير مثل مصطفى حسين، وأحمد عبدالنعيم، حتى أعجب به الفنان الراحل مصطفى حسين، وقرر تخصيص مساحة ثابتة له في الصفحة لمدة عامين، ولمعرفة المزيد عن تجربته مع فن الكاريكاتير أجرينا معه هذا الحوار: رسوماتك مميزة عن الآخرين، فهل لديك مدرسة جديدة تتبعها في عالم الكاريكاتير؟ الرسم عموما مثل البصمة، وخصوصا رسم الكاريكاتير، حيث تكون خطوط الرسام للمتابع لها معروفة وليست بحاجة إلى الإمضاء لكي يتعرف على الكاريكاتير، هذا بجانب اختيارات الألوان، فدائما كل فنان يكون لديه مجموعة مفضلة من الألوان يستخدمها باستمرار. هل تعرضت لمضايقات من قبل أي حكومة بسبب الكاريكاتير؟ بعد ثورة يناير كان يوجد مناخ كبير من الحرية، وكان سقف النقد بلا حدود، لكن بشكل خاص ممكن بعض الرسومات تمنع من النشر بحسب سياسة المكان الذي من المفترض أن ينشر الكاريكاتير فيه، وبخلاف منع بعض الرسومات فهناك بعض المناوشات برسائل تهديد ووعيد وقدر لا بأس به من الشتائم في رسائل شبه يومية على صفحتي بالفيسبوك. هل تلك الرسائل أثرت عليك وجعلتك تفكر في التوقف؟ في البداية كانت مزعجة بالنسبة لي، لكن مع الوقت تعودت عليها، وأصبحت أتوقعها، خصوصا عندما تنتشر رسمة بشكل كبير على صفحات الفيسبوك. توجد عمليات سرقة لرسوماتك ، فهل يزعجك هذا الأمر؟ أكيد هذا شيء مزعج، وهناك نوعين من سرقة الكاريكاتير، إما أن يتم حذف الإمضاء من على الكاريكاتير، وإعادة نشرها ولا أعلم تفسيرا منطقيا لهذا الفعل، والأمر الآخر أنه يتم سرقة الكاريكاتير إما بإعادة رسمها، وأن ينسب المقلد الكاريكاتير لنفسه، أو أنه يحذف التعليق ويوقع باسمه، والعزاء الوحيد في كل هذا أن الكاريكاتير الأصلي ينتشر بشكل أكبر يفوق كل هذا العبث، وكما قلت في البداية أن المتابع لشغلي بشكل خاص سيستطيع أن يفرق إذا كانت الرسمة مسروقة أم لا. هل ترى أن فن الكاريكاتير يسبب قلقا لدى الحكومات؟ فن الكاريكاتير هو بالأساس فن يركز على السلبيات ويسلط الضوء عليها بهدف معالجتها، الأمر الذي يجب ألا يزعج الحكومات، بل بالعكس يجب أن تعتبر ذلك أمرا إيجابيا إذا كانوا جادين في التقدم، ويمكن القياس عليه أيضا حرية التعبير، خصوصا فن الكاريكاتير لأنه أحيانا يتميز بنقد قوي، أو بمعنى أصح نقد لاذع. هل يمكن أن توضع للرسام خطوط يجب أن لا يتعداها؟ من حيث النشر، أعتقد أنه ممكن، وذلك حسب الجريدة وسياستها، لكن في هذه الحالة تكون مواقع التواصل الاجتماعي الملاذ، حيث يتم نشر أفكاره والتعبير عنها بحرية. هل تغير الشعور بالحرية لديك الآن عن أيام ثورة يناير وما تلاها؟ الشعور بالحرية أمر نسبي، وعلى رسام الكاريكاتير أن يراعي ضميره، ويكون هو الرقيب الأول على أعماله. ثورة يناير فرضت واقعا جديدا، وكان كل الناس تتكلم بحرية، حتى لو كان هناك بعض التضييق، حاليا أعتقد أن رسام الكاريكاتير يكون عليه مهمة استخدام مفردات تعبيرية أكثر ذكاءً بحيث يتجنب المنع من النشر، وتصل أفكاره بسهولة إلى المتلقي، وأعتقد أن هذا النوع من الأفكار يكون ناجحا جدا، لأن للمتلقي دور في فهم المعنى الخفي من الرسم. ما هي أشهر الشخصيات في الكاريكاتير الخاص بك؟ توجد شخصية حققت انتشارا نوعا ما، اسمها مليجي، أهم ما يميزها أن ملامحها مصرية، وآخر كاريكاتير تم رسمه بشخصية مليجي حقق انتشارا لم أتوقعه، حيث تخطى عدد مرات مشاركاته على الفيس بوك ال 28 ألف مرة، وهو الذي شجعني على ظهور شخصيات جديدة في الفترة المقبلة إن شاء الله. كيف ترسم الكاريكاتير؟ الرسم يكون على ورق بأقلام رصاص، ثم سحبها "إسكانر" على الكمبيوتر لتلوينها وتحبيرها بواسطة الفوتوشوب. كيف تستطيع توظيف الشخصيات داخل الكاريكاتير؟ عادة في وقت تكوين الفكرة، يتم اختيار الشخصية المناسبة والتي من المفروض أن تقول التعليق الذي يوضح الفكرة، فإذا كنا نتكلم عن مواطن يعاني من تضخم الأسعار فغالبا سيكون هزيل وذقنه طويلة نوعا ما، ولا مانع من وجود رقعة في الهدوم، وشخصية الست السمينة أعتقد أنها ممكن استخدمها كرمز للتعبير عن شيء معين وليكن ارتفاع الأسعار بالفعل، وهذه آخر فكرة كاريكاتير رسمته. هناك من يرى أنك خليفة الفنان الراحل مصطفي حسين..فهل تحب ذلك؟ الفنان مصطفى حسين، رحمه الله، كان مدرسة فريدة من نوعها، واستطاع أن يضع مصر على خريطة العالم الكاريكاتيرية بأعماله على مدار سنوات طويلة، وعن نفسي أحب يكون لي أسلوبي الخاص، وهذا مهم جدا وفرق كبير جدا بين أنك تنتمي إلى مدرسة معينة وبين أنك تصبح نسخة مكررة من أحد. ماذا تعلمت من الفنان الراحل مصطفى حسين؟ لقد تعاملت معه عن قرب في بعض المواقف، وهو شخصية ودودة لأقصى درجة، وكان يشجع المواهب، وناقشني في بعض أعمالي برغم رداءتها في وقت رسمها وكنت في البدايات، وأهم درس تعلمته من مصطفى حسين، هو القدرة على العطاء حتى قبل وفاته بفترة قليلة وهو في سن 79، لم يتوقف عن الرسم حتى النهاية. في النهاية، ما هي الرسالة التي تريد توصيلها للشعوب العربية؟ رسالتي لكل الشعوب العربية، هي أننا لن نسقط لأننا بالفعل في القاع، ولم يعد هناك أكثر مما نعانيه، فعلينا أن نستفيق ونبدأ في النهوض بأنفسنا، وأعتقد أننا في حاجة إلى بناء الإنسان قبل أي شيء. أقرأ فى الملف * أبرز خمسة رسامين للكاريكاتير في العالم العربي * إسلام جاويش ل«محيط»: صلاح جاهين قدوتي.. وأتمني وصول «الورقة» للعالمية * الشخصيات الخيالية تجسد حياة الشعب وتنبع من رحم معاناته * رسوم كاريكاتيرية أحدثت ضجة عالمية ** بداية الملف