رجل الحواديت – نصوص – آمال عويضة مرسوم على غلاف كتابها وقلبها باب كبير من غير مفتاح، تدخله ترتاح.. أو مترتحش براحتك.. ما هى بتكتب وجعنا كلنا وبرضه فرحنا. الست دى بتكتب كلام بيفكرنى بنفسى لما كنت بعضّ على أحلامي يمكن تبان جوايا سنة تقدر تكسر هموم العيشة والمكسرات اللى بحبها ومش دايما أقدر على تمنها، والقصب اللى بقالى عمر ما مصتهوش، من ساعة ما اشتريت اخر كوباية بربع جنيه ، وكان هو كل اللى فى جيبى. الست دى فى كلامها دفا بيفكرنى بريحة أمى اللى كنت متأكد أن فى يوم من الأيام حفتقدها، ولما جالها اليقين أتأكدت إن طول عمرى إنسان شكاك. الست دى كلامها زى ضحكة أبويا لما يحكى ذكريات عمره في سينما مترو وفيلم حلو واحترام البلاسير وابن خالته وهو بيونسه، بيتفرجوا على أحلامهم مرسومة على شاشة بيضا، ويفضل طعم سندوتشات المخ والكبدة والروزبيف و الجمبرى من عند بامبو وابن خالته برضه جنبه، يتسامروا ويضحكوا لحد ما تطلع أخر حبه وجع جايلهم أكيد بعد عمر طويل. الست دى بتفكرنى بجدتى اللى كنت أتمنى تفضل فلاحة متزلش (مصر) علشان أشم ريحة اللبن والجبنة ف هدومها واقعد جنبها فوق الفرن الفلاحى فى الشتا وامسك معاها العيش من الفرن فيلسعنى فتضحك و تملى العيش سمن و سكر و تدعيلى بأن ربنا يحلى أيامى. الست دى بتحكى حواديت زى اللى كان جدى نفسه يحكيهالى ، بس يا خسارة ماشفتوش إلا صورة على حيطة بيت جدتى ف شبرا، وذكريات محكية عن لسانه عن حفلات حضرها فى الأوبرا، و خفة دم ملحقتش غير فتافيتها، و صندوق كتب قالوا انه سابهولى فى صندرة قديمة، زى ما يكون عارف حبى لكشف حدود مقدرش أوصلها، لكن للأسف باعوها لبتاع روبابيكا، ولما سالتهم عن كتبى، قالوا أنت زى جدك، تحب تملى حياتك ورق وحواديت مالهاش لزمة، وكتب بورق سولفان ملحقش يقرأها، كان محوشها ليوم يطلع فيه على المعاش، وللأسف ما عاش حتى يفض غلافها، مات بدرى، ضحكت وخوفت وافتكرت إن نص مكتبتى فيها كتب لسه محبوسة فى سولفانها. يا ست آمال.. مش دايما كل واحد منا له نصيب من اسمه.. الاسم حسام ، و كتير أوى محسمتش مواقف ، الاسم حسام و مش ندمان على تركتى الهموم تنشف لوحديها على حبل الخوف من أن حلمى يبقى حقيقة. يا ست آمال أنا بكتب على ادى، و متهيألى احسن إني أكتب على أدى ، لانى لو كتبت ضيق، حتخنقى حروف الضاد، ولو كتبت أوسع حتخلينى كما لو كنت من المجاذيب اللى بحبهم ف هلالهيم، و مقدرش البس زيهم لأني مجنون وهما العقلاء. يا ست آمال انأ واحد بيزيط فى الزيطة، وبيكتب كلامه على الحيطة، لعله فيوم ينول شهرة، وبعدها ينظف حيطان روحه من اللى جاى واللى كان. يا ست آمال حقولك كلمة أخيرة.. أنا مش راجل الحواديت.