رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن توسع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في السيطرة على أراضي جديدة في سوريا، والتي كانت تقع تحت سيطرة المعارضة السورية المعتدلة المنهارة مؤخرا، يهدد خطط الولاياتالمتحدة لتشكيل قوة مسلحة جديدة لمحاربة المتطرفين. وقالت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم السبت: "إنه منذ هزيمة وطرد اثنتين من أكبر حركات التمرد التي يدعمها الغرب الشهر الماضي من محافظة ادلب السورية، بدأت جبهة النصرة في تعزيز موقفها بصورة مستمرة باعتبارها أعتى قوة عسكرية مفردة في شمال غرب سوريا". وأشارت الصحيفة إلى اجتياح جبهة النصرة مدن وقرى في جميع أنحاء المحافظة وطرق الامدادات الآمنة المؤدية إلى دولة تركيا المجاورة وربما تكون قد مهدت الطريق لتكوين "امارة" اسلامية، ككيان منافس لل"خلافة" التي أعلنها تنظيم داعش الصيف الماضي في شمال شرق سوريا وغرب العراق. وأوضحت الصحيفة أن توسيع نطاق وجود الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة يهدد باضفاء المزيد من التعقيدات على الجهود بقيادة الولاياتالمتحدة الرامية إلى احتواء ومن ثم تدمير تنظيم داعش الأقوي بكثير والمنافس الشرس لجبهة النصرة التي أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة من أراضيها الصيف الماضي. ونقلت الصحيفة عن قادة متمردين ومحللين قولهم: "انه في حال استمرار القتال في سوريا على النحو الحالي، سيتم تقسيم البلاد بالكامل تقريبا بين القوى الجهادية وتلك التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تاركة المتمردين المعتدلين بدون أرض والولاياتالمتحدة بدون حلفاء في دولة مهمة استراتيجيا". وبالاشارة إلى خطط وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لتدريب وتسليح خمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية لمحاربة تنظيم داعش، نسبت الصحيفة إلى يزيد صايغ، الباحث البارز في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت قوله: "إن هذه السياسة تحمل على عاتقها استمرار تواجد المعارضة المعتدلة داخل سوريا، غير أن حقيقة صعود نجم جبهة النصرة يجعل هذه الأفكار موضع مناقشة جدلية. .وبمرور الوقت، تصبح هذه الأفكار حقيقة واقعة، عندما تتمكن جبهة النصرة من اكتساب هذه الدرجة من السيطرة، حينها لن تكون سياسة "الولاياتالمتحدة"مجدية". واختتمت واشنطن بوست تقريرها بالقول: "إنه على الرغم من انتساب جبهة النصرة رسميا إلى تنظيم القاعدة، فقد اكتسبت سمعة بين السوريين باعتبارها القوة الأكثر فعالية في محاربة الأسد، بل ووصفت نفسها أيضا بأنها الوجود أكثر انضباطا في المجتمعات المحلية من كتائب الجيش السوري الحر الجامح بل الذي يمكن وصفه بالسافر في بعض الاحيان".