يصدر قريباً عن دار الساقي اللبنانية ، كتاب "تراجيديا كربلاء: سوسيولوجيا الخطاب الشيعي" تأليف إبراهيم الحيدرى . ارتبطت تراجيديا كربلاء بتاريخ الشهادة والحزن، فلا توجد أرض مدماة مثل أرض كربلاء ولم يحزن شعب على بطله مثل الحزن على الإمام الحسين. يتناول الكتاب مراسيم العزاء الحسيني في عاشوراء في أبعادها الاجتماعية والسياسية والفولكلورية التي تحولت إلى شكل من أشكال الرفض والاحتجاج وضرب من ضروب المقاومة الخفية ضد الرؤية الأيديولوجية الرسمية التي نمت في واقع مرفوض كان سبباً في نشأتها وانتشارها، بعد أن اضطر البعض إلى كبتها. هكذا أصبح الجَلد الذاتي عند البعض عملاً بسيطاً بالمقارنة مع حجم المأساة الدامية، فيما تحولت المعاناة التي تثقل على كاهل الإنسان المحاصر إلى عزاء وسلوى ووعد وأمل بالشفاعة والإنقاذ. لعل هذه الدراسة من أولى الدراسات الاجتماعية التي تتناول مثل هذه الظواهر الشديدة الحساسية، في محاولة لاختراق الوعي السلبي وتجاوزه وطرحه للبحث والتحليل وفق مناهج علم الاجتماع الحديث وآلياته، ومن ثم الكشف عن الجوانب الإيجابية التي تطرح حلولاً روحية واجتماعية نفسية، وتلك السلبية حين تكون نتاج سوء فهم أو وعي زائف أو عرضة للاستغلال والتشويه.