تحتفل دولة الامارات العربية المتحدة اليوم الثلاثاء بالذكرى الثالثة والأربعين لميلاد دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971. وتزينت جميع مؤسسات البلاد ومنشآتها العامة والخاصة بالاعلام الاماراتية التي رفعت أيضا فوق كل المنازل تمهيدا لاحتفالات صاخبة من المتوقع أن تكون الأضخم في تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة. وبدت الامارات السبع زاهية بألوان الاتحاد وأعلام الدولة في ظل تنافس الجهات الرسمية والاهلية للتعبير عن فرحتها بهذه المناسبة عبر تزيين مبانيها بالتصاميم الهندسية والمجسمات الاحتفالية الخاصة بالاحتفالات الوطنية. وتعيش دولة الامارات البالغ عدد سكانها نحو ثمانية ملايين و264 الف نسمة 16% منهم مواطنون اماراتيون وفق احصاءات عام 2011 نهضة تنموية شاملة طالت مختلف قطاعات الدولة وفق رؤية استراتيجية نجح واضعوها في تنفيذها على مر السنوات العشر الماضية. وتصنف الامارات وفق احصاءات النفط الدولية في المرتبة السابعة عالميا فيما يتعلق بحجم احتياطياتها النفطية فيما تمتلك واحدا من أكثر الاقتصادات نموا في غرب آسيا وضعها في المرتبة ال22 على مستوى العالم في أسعار الصرف وثاني أكبر دولة في القوة الشرائية للفرد الواحد. ونجحت دولة الامارات في استثمار ناتجها المحلي الذي يقدر بنحو 1025.6 مليار درهم سنويا في تنفيذ مشاريع تنموية متعددة اسهمت في تعزيز النهضة الشاملة في البلاد ماجعلها تحظى باحترام بالغ من قبل دول العالم الاخرى في قاراته المختلفة. ويعد التقدم الذي تشهده الامارات تقدما لدول مجلس التعاون الخليجي حيث تصب جميع هذه الانجازات في نهاية المطاف لصالح منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد أن يوم الثاني من ديسمبر محطة راسخة في الأذهان و يوم لتعميق حب الوطن و تعزيز قيم الانتماء والولاء. وقال الشيخ خليفة في كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني ال43 للدولة ان الثاني من ديسمبر نستعيد فيه بالاكبار السيرة العطرة للآباء المؤسسين الذين صاغوا تطلعات الوطن والمواطن وجعلوا من تعدده كيانا سياسيا واحدا هو دولة الامارات العربية المتحدة. وشدد على أن صون التجربة الاتحادية هدف وطني مستدام يتطلب من الجميع وعيا ووحده وتلاحما واعلاء لقيم الاتحاد وترسيخا لثوابته وتمكين مواطني الدولة وتأكيد التفاعل والتكامل القائم بين الدولة الاتحادية والحكومة المحلية لتمكين أجهزتها من التصدي للمسؤوليات الوطنية بكل أمانه وشفافية لبناء وطن قوي. وأشار الرئيس الاماراتي الى عظم العمل الوطني الذي تحقق خلال الأعوام العشرة الماضية منذ أداء سموه قسم تحمل المسؤولية وحمل الراية رئيسا لدولة الامارات العربية المتحدة على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان واخوانه المؤسسين الذين أنجزوا لدولة الامارات استقرارا وامنا ورفاهية وتقدما فكانوا لأمتهم نموذجا في ترسيخ قيم العزة والشموخ. وأبدى الشيخ خليفة سعادته بالوثبة الحضارية المشهودة التي أنجزها الوطن وتبوء الدولة مرتبة مرتفعة جدا في مؤشرات التنمية البشرية وتحقيقها المرتبة الأولى عربيا في مؤشرات الابتكار والسعادة وجودة الحياة وممارسة الأعمال وكذلك الأولى عالميا في التماسك الاجتماعي والكفاءة الحكومية وحسن ادارة الأموال العامة والثقة في الحكومة وفي متانة الاقتصاد كما أن الدولة أصبحت مركزا اقليميا رئيسا للتجارة الدولية ورائدا اقليميا في تمكين المرأة اضافة الى أن دولة الامارات العربية المتحدة بين الأفضل عالميا في مؤشرات الأمن والاستقرار . وأشاد الشيخ خليفة بمثابرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وحرصه على البيت الخليجي وما بذله من جهد لتقريب وجهات النظر متطلعا الى مشاركة فاعلة في قمة الدوحة تجسد التزام دولة الامارات العربية المتحدة القوي بدعم الأمن الجماعي والعمل التكاملي المشترك لتحقيق طموحات شعوب المنطقة واستقرارها وازدهارها. وثمّن رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي جمعت قادة الكويت والبحرين وقطر والامارات وأنهت الخلافات وعزّزت مسيرة التعاون والتكامل الخليجي. وأكد أن دولة الامارات العربية المتحدة اتخذت بكامل ارادتها قرار المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية والتزاما بمسؤولياتها التشاركية في دعم واستقرار المنطقة والعالم. وأوضح أن دولة الامارات أصدرت قانونا متكاملا لمكافحة جرائم الارهاب تأكيدا على المواقف الثابتة الداعية لنبذ الارهاب والتطرف والعنف ودفاعا عن خيارات الدولة و ثوابت التجربة المؤسسة على قيم الانفتاح والاعتدال والوسطية.مؤكدا أن التنمية والارهاب يتعارضان ولا يلتقيان فالتنمية أمن واطمئنان ورخاء بينما الارهاب يمثل أقصر الطرق لانتاج الدولة الفاشلة سياسيا واقتصاديا والممزقة اجتماعيا ومعنويا و منقسمة جغرافيا ومذهبيا. وعبر الشيخ خليفة عن حزنه وقلقة لما تشهده بعض دول المنطقة العربية من عنف واخفاق للدولة و غياب الأمن. مطالبا سموه بتضافر الجهود الرسمية والشعبية داخل الدولة الواحدة لتحقيق التوافق ومقاومة الارهاب في تزامن مع تنفيذ برامج تنموية تعزز كرامة الانسان داخل وطنه. كما عبر عن ثقته بأن مصر الناجحة هي بوابة السلام والاعتدال في الوطن العربي مؤكدا على واجب المنظومة الاقليمية والمجتمع الدولي الاسهام في تعزيز استقرار مصر ودعم مسيرتها الاقتصادية والاجتماعية لتمكينها من العودة الى مكانتها الرائدة في العالم العربي. ودعا الى بذل مزيد من الجهود العربية و الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا و اليمن والصومال لحماية أمن هذه الدول واعادة الاطمئنان والاستقرار لمواطنيها