طهران: في أعقاب مظاهرات المعارضة في عدد من المدن الإيرانية بينها العاصمة طهران والتي تعرضت للقمع من قبل الشرطة، ذكر التليفزيون الرسمي الإيراني الثلاثاء إن عددا من النواب الإيرانيين طالب بإصدار حكم الإعدام بحق قادة المعارضة في البلاد. ودعت المعارضة بقيادة رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي للمظاهرات تضامنا مع الثورات التي شهدتها كل من مصر وتونس. وينظر لهذه المحاولة علي نطاق واسع علي أنها تهدف لإحراج قادة إيران بالإشارة إلي أن الحكومة الإيرانية دعمت الثورات في الدول العربية ولكنها لا تسمح بها في إيران. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" إن النواب رددوا "الموت لموسوي وكروبي وخاتمي" في إشارة إلي الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يعد ضمن المعارضة. من جهة اخرى ، حملت اليوم الشرطة الايرانية حركة مجاهدين خلق المعارضة مسئولية مقتل احد المواطنين خلال المظاهرات. وقال نائب قائد الشرطة الايرانية ان افراد مجاهدين خلق اطلقوا النار باتجاه المتظاهرين وافراد قوات الامن على حد سواء مدعيا بان المظاهرات كانت موجهة من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل. واضاف ان عشرات الاشخاص اصيبوا بجروح خلال المواجهات بينهم تسعة من رجال الشرطة. كما تم اعتقال بعض المتظاهرين. وكشفت مصادر مطلعة في طهران امس الاثنين عن مصرع شخص عندما استخدمت الشرطة الإيرانية القوة لتفريق المظاهرات التي تحولت إلى احتجاجات مناهضة للنظام. ورفضت السلطات الإيرانية الترخيص للمظاهرة متذرعة بأنها قد تخلق "أزمة أمنية"، إذ تخشى تكرر سيناريو الاحتجاجات العارمة التي نظمتها المعارضة عقب انتخابات الرئاسة التي فاز بها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد في 2009 وشابتها اتهامات بالتزوير. وفي محاولة لمنع المظاهرة, يحظر الأمن الإيراني منذ أيام على الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي مغادرة منزليهما. وقالت مواقع إلكترونية قريبة من المعارضة إن متظاهرين رددوا في طهران هتافات مناهضة للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد. وكان من بين تلك الهتافات "بن علي.. مبارك.. والآن دورك سيد علي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية و"الموت للدكتاتور" في إشارة إلى أحمدي نجاد، وفقا للمواقع المؤيدة للمعارضة التي أكدت اعتقال مئات المتظاهرين. وتحدثت مواقع المعارضة عن مواجهات بين المتظاهرين والشرطة المدعومة من قوات الباسيج حول ميادين آزادي "الحرية" وانقلاب "الثورة" والإمام الحسين والفردوسي بطهران كما وقعت اشتباكات متزامنة قرب جامعة طهران . وقالت مصادر متطابقة إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق جموع المتظاهرين, مشيرة إلى أن عشرات أصيبوا وجرى نقل بعضهم إلى مستشفيات في المدينة. وأضرم متظاهرون النار في حاويات النفايات, بينما شوهد عناصر من الشرطة يركبون دراجات نارية ويطاردون المحتجين والمارة الذين يلتقطون صورا للمواجهات. وفي محاولة لمنع توسع رقعة المواجهات, جرى قطع الاتصالات عبر الهواتف المحمولة والأرضية عن المناطق التي جرت فيها المظاهرات. وأكد موقع "كلمة "المؤيد لمير حسين موسوي أن مظاهرات أخرى نظمت في أصفهان وسط إيران وفي شيراز جنوبها وأضاف أن الشرطة تدخلت أيضا لتفريق المتظاهرين في المدينتين. وحمل التليفزيون الرسمي الإيراني من وصفهم بالمنافقين الملكيين والعصابات ومثيري الفتن مسؤولية الاحتجاجات, متهما المتظاهرين بتخريب الممتلكات العامة .