القاهرة: صرح محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعث من خلاله برسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009 عبر فيها عن رغبته في إجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة " رويترز" عن البرادعي قوله في مذكراته التي من المقرر طرحها في الاسواق ابريل / نيسان المقبل، انه عقب فترة قصيرة من توليه الرئاسة في يناير 2009 أعلن أوباما عن استعداده للحوار مع إيران شريطة أن تتعاون مع القوى الغربية الكبرى وحلفائها لحل الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي. وردت إيران بفتور على يد أوباما الممدودة للحوار، رغم نأيه بنفسه عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش، الذي سعت إدارته إلى عزل إيران ومعاقبتها على عدم وقف برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم. وفي سبتمبر/ ايلول 2009 أبلغ مكتب أوباما البرادعي، الذي كان في الشهور الأخيرة من فترة رئاسته للوكالة التي امتدت 12 عاما أن الرئيس الأمريكي سيتصل به قريبا. وأبلغ البرادعي الإيرانيين بذلك وسألهم إن كان لديهم رسالة ينقلها إلى أوباما. وأضاف البرادعي: "وصلت رسالة من أحمدي نجاد تقول إنه مستعد للدخول في مفاوضات ثنائية دون شروط وعلى أساس الاحترام المتبادل". متابعا:" كانت هناك تفاصيل إضافية متعلقة باستعداد إيران للمساعدة في أفغانستان وأماكن أخرى". وعندما اتصل أوباما أبلغه البرادعي برسالة أحمدي نجاد إلى جانب رأيه الشخصي أن الولاياتالمتحدة "يجب أن تركز بأسرع ما يمكن على المسار الثنائي"، بدلا من المفاوضات من خلال المجموعة المكونة من ست دول والمعروفة "بخمسة زائد واحد" وتضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وقال "أوباما استمع وشكرني على نصيحتي". وجاء تسليم رسالة أحمدي نجاد الخاصة إلى أوباما قبل قليل من اجتماع مهم لمجموعة "خمسة زائد واحد" في جنيف عرضت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين على إيران إمكان بدء بناء الثقة عن طريق المشاركة في اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يذكر ان دار النشر "هنري هولت اند كومباني" قدمت موعد نشر مذكرات المحامي والدبلوماسي المصري عدة أشهر بسبب الثورة الشعبية المصرية وتغير الاوضاع عقب تنحي الرئيس حسني مبارك.