حولت الإجراءات الأمنية العسكرية الإسرائيلية قرى وبلدات في الضفة الغربية ومدينة القدس، إلى معازل، عقب إغلاق مداخلها بالمكعبات الإسمنتية، بحسب مواطنون، ومسؤولون فلسطينيون. وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق خلال الأسبوع الجاري مداخل بلدات الرام، شمالي القدس، وسنجل وعابود ودير أبو مشعل بمحيط رام الله (وسط الضفة)، بالمكعبات الإسمنتية، كما أغلق مداخل عدد من أحياء مدينة القدس، ونصب حواجز عسكرية في مواقع متفرقة، حسب شهود عيان. وتشهد الأحياء الفلسطينية في كل من القدسالشرقية، والضفة الغربية، مواجهات مع القوات الإسرائيلية، منذ عدة أشهر، احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية، والاعتقالات شبه اليومية في صفوف الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين. وعلى خلفية تصاعد اقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى، نفذ فلسطينيون مؤخراً عدة عمليات ضد إسرائيليين، في القدس والضفة الغربية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، كان آخرها الثلاثاء عندما نفذ فلسطينيان (قتلا برصاص الشرطة الإسرائيلية) هجوماً على كنيس يهودي، بالقدسالغربية، أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين، وإصابة آخرين. من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان والجدار في منظمة التحرير الفلسطينية، زياد أبو عين، في حديث ل"الأناضول"، إن "إسرائيل تعمل على خلق معازل جديدة من خلال اغلاق مداخل بلدات في الضفة الغربية، والقدسالشرقية، على غرار معازل الفصل العنصري في جنوب إفريقيا". وأضاف أن "إسرائيل تستخدم هذا الأسلوب كعقاب جماعي عقب تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، أو عقب قيام شبان برشق مركبات ونقاط عسكرية إسرائيلية بالحجارة". وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت هذا الأسلوب في الانتفاضة الأولى التي بدأت عام 1987، كما استخدمته بشكل كبير خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، وتلوح به اليوم. واستطرد قائلا " إسرائيل منذ العام 2002، تعزل 11 بلدة فلسطينية عن محيطها بجدار عازل وبوابات إلكترونية، وتنصب 63 حاجزا في الضفة الغربية، وتعزل القدس عن الضفة الغربية". وعلى مدخل بلدة الرام عشرات المركبات الفلسطينية، العالقة، عقب إغلاق مدخلها منذ مساء الأحد، ومواطنون يتنقلون مشيا على الإقدام، وعادة ما يشهد مدخل البلدة مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي. وقال عبد الهادي مطير، سائق مركبة نقل، من بلدة الرام، ل"الأناضول" إن الإسرائيليين "أغلقوا المدخل منذ مساء الأحد، شلت الحياة، لا يستطيع التجار والموظفون الوصول إلى أماكن عملهم بسهولة، يضطرون للمشي مسافة كبيرة". وأضاف أنه "منذ الصباح لم ننقل الركاب، مركباتنا داخل البلدة، ولا يمكننا الخروج للوصول إلى رام الله". وقال سلام غانم، أحد سكان البلدة إن "إغلاق المدخل تسبب بصعوبة التنقل والوصل إلى العمل وإدخال البضائع، والاحتياجات". وأضاف أنه "لدي محل بيع مواد غذائية، ويوميا احتاج بضائع، منذ أمس لم استطيع إدخال أي منها". هشام رباح، موظف يعمل في رام الله، ويسكن بلدة الرام، قال " كنت أصل عملي خلال أقل من نصف ساعة، اليوم احتاج نحو الساعة أو ما يزيد، واحتاج ركوب مركبات النقل العام من المنزل حتى مدخل البلدة المغلق، ومن المدخل لرام الله بمركبة أخرى". وأضاف "إسرائيل تسعى إلى كسر شوكة الشعب الفلسطيني، وإخماد ثورته على الظلم والانتهاكات اليومية". وإلى الغرب من رام الله، أغلق الجيش مدخل بلدة عابود، عقب مواجهات اندلعت بين شبان وقوة عسكرية، فيما يدعي الجيش الإسرائيلي حسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن شبانا ألقوا على مركبات اسرائيلية عبوات حارقة. وقال نهاد عبد الكريم، أحد سكان عابود ل"الأناضول" إنه "لا يوجد للقرية سوى المدخل الرئيسي، عقب إغلاقها بفعل الجدار العنصري في العام 2003، واليوم يتم إغلاق المدخل مما يعني منع خروج المركبات". وأضاف أنه "يضطر السكان للسير على الإقدام للوصل إلى الشارع العام، وركوب بمركبات نقل عامة للوصول إلى أعمالهم خارج القرية". وشددت إسرائيل من إجراءاتها الأمنية على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، ونصبت حواجز طيارة (متنقلة مفاجئة)، بين القرى والبلدات الفلسطينية، بحجة الحفاظ على الأمن.