قرر مرشح الرئاسة التونسية عن حزب حركة وفاء "وسط"، عبد الرؤوف العيادي، الانسحاب من الاستحقاق الانتخابي، المقرر الأحد المقبل، مرجعا ذلك في تصريح للاناضول إلى تدخل "المال الفاسد" القادم من الخارج في الانتخابات. ويعد العيادي خامس مرشح يعلن انسحابه منذ بدء الحملة الانتخابية لسباق الرئاسة مطلع الشهر الجاري. وسبق أن أعلن أربعة مرشحون انسحابهم - وإن كان ليست له صفة قانونية رسمية - وهم عبد الرحيم الزواري: مرشح الحركة الدستورية (محسوبة على النظام القديم) ومحمد الحامدي مرشح التحالف الديمقراطي، ومصطفى كمال النابلي مرشح مستقل، ونور الدين حشاد، مرشح مستقل. وفي بيان صادر عن حزب حركة وفاء، اليوم الأربعاء، تحصل مراسل الاناضول على نسخة منه، قال العيادي إن "قرار انسحابه ناتج عن عن مصادرة حرية اختيار الناخب التونسي بواسطة لعبة المال الفاسد والدعم الخارجي المادي والسياسي فضلا عن تمسكه بان السياسة يجب ان تكون في خدمة الشعب وليس لتنفيذ الاجندات الخارجية". ولم يحدد في بيانه أسماء شخصيات او جهات في هذا السياق. واعتبر في البيان نفسه أن "المنافسة في السباق الرئاسي لا تجرى على البرامج الوطنية والاجتهاد في تحقيق مشروع الثورة وتشريك المواطن في بناء مستقبل الوطن بعيدا عن أساليب الابتزاز و التوظيف". ورأى كذلك أن "الانتخابات التشريعية الأخيرة كشفت عن فصل جديد من الانقلاب الناعم بعد عودة عدة رموز من النظام السابق سواء بتسريحهم جماعة من طرف القضاء او باستقبالهم في المطارات على حساب تطبيق القانون وتبيض صورتهم من طرف اعلام مضلل و مسخر لهذه المهمة منذ سنوات". وأضاف رئيس حركة وفاء في البيان ذاته أن "المال الفاسد والمبالغ الخيالية بمصادرها الداخلية والخارجية التي استعملت لتمويل الحَملات وظفت لشراء الذمم واستغلال تردي الاوضاع المعيشية للمواطن وذلك في خرق واضح للقانون وللشفافية وهو ما جعل التنافس لا يدور على محور المشاريع والبرامج وإنما على القدرة في جر الناخب الى صندوق الانتخاب عبر شراء الذمة و اساليب الغش والتزوير". وفي تصريح خاص بالأناضول قال عبد الرؤف العيادي " إن الانتخابات تدخلت فيها أموالا فاسدة لإحدى الدول الخليجية لضرب الاختيار الحر للمواطن التونسي" دون ان يسميها. وفي خصوص من سيدعمون في الانتخابات الرئاسية، قال العيادي "نحن تركنا الأمر مفتوحا لمنخرطي حركتنا لكن مع وجود خط احمر لعدم انتخاب المنتسبين للمنظومة القديمة". واستدرك العيادي قائلا إن "هياكلنا ستجتمع وستحدد الأصلح لدعمه من العائلة الديمقراطية المنتمية لمسار الثورة". وكان عبد الرؤوف العيادي قد أسس حركة وفاء في يونيو 2012 اثر انشقاقه عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. ويعتبر عبد الرؤوف العيادي من أكبر المعارضين لنظام زين العابدين بن علي كما يعتبر من أكثر المتمسكين باستحقاقات ثورة 2011 التي أطاحت ببن علي بحسب تصريحاته السابقة وموقفه في المجلس الوطني التأسيسي الذي هو نائب فيه.