أعرب سليم الرياحي المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحر، عن ثقته في قدرته على تجاوز أبرز مرشحين في هذا الاستحقاق الانتخابي، الباجي قايد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، والمنصف المرزوقي، الرئيس الحالي. جاء ذلك في مقابلة خاصة مع وكالة "الأناضول" جرت في مكتب الوكالة، بوسط العاصمة التونسية قلل خلالها الرياحي من حظوظ المرزوقي في هذه الانتخابات ورجح أن يواجه السبسي في الدور الثاني منها، معتبرا أنه سيواجه حينها "أضعف مرشح". وعن وضعية المهربين الموجودين على الحدود الليبية، دعا الرياحي إلى إيجاد آلية لتقنين اوضاعهم وإدماجهم في الاقتصاد الرسمي للبلاد. وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة، حل حزب الرياحي، الاتحاد الوطني الحر، في المرتبة الثالثة بعد القطبين الرئيسيين، نداء تونس والنهضة، متحصلا على 16 مقعدا، في ما اعتبره الكثيرون مفاجأة هذه الانتخابات. والى تفاصيل المقابلة: - حول اعتماده شعار "رئيس للتوانسة الكل" لحملته الانتخابية (رئيس لكل التونسيين) وكأن هناك رؤساء ليسوا لكل التونسيين، قال سليم الرياحي إن الانتخابات التشريعية أفرزت كتلتين كبيرتين واحدة لحزب نداء تونس والأخرى لحركة النهضة، و"من شأن هذا الاستقطاب الثنائي أن يقسم الشعب إلى شقين مع بروز نعرات جهوية وهو أمر مخيف جدّا، ويجب أن نقوم بدورنا كحزب له أهداف وبرامج نحاول من خلالها إقناع الشعب بالتصويت لنا". ويقول سليم الرياحي: "برنامجنا مبني على المعطيات وعلى الواقع التونسي، ونحن حزب ليبرالي اجتماعي ولا مجال لأن نكون حزبا ليبراليا متوحشا، فأمامنا مجالات التعليم والصحة والشأن العام ولا بد من دعمها ولكن نحن أيضا مع المبادرات الخاصة وعلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي من شأنها أن تشجع المستثمر الأجنبي والمحلي على بعث المشاريع وخلق مواطن شغل وخلق التواصل والانسجام مع المحيط الخارجي لأننا في مناخ ليبرالي". وعن كيفية استثمار شبكات العلاقات الخارجية التي أعلن عنها في برنامجه قال سليم الرياحي "في السنوات الثلاث الماضية تم تهميش منصب رئيس الجمهورية وفي هذه المرحلة تم الترويج أن صلاحياته كانت محدودة، ولكن الدستور اليوم يسمح للرئيس بأن يتابع الشأن الاقتصادي والأمني والعلاقات الخارجية". فرمزية المنصب المنتخب مباشرة من قبل الشعب ) يتابع الرياحي - تجعله راعيا وضامنا للحقوق والحريات وللاستثمارات، وجلب رجال الأعمال والصناديق الاستثمارية من كل أنحاء العالم، فالحوار مع الأطراف الخارجية سيكون مع رئيس الجمهورية فيما يتعلق بهذه المجالات، ولن يكون مع رئيس الحكومة التي أتوقع أن تكون "هشة في المرحلة القادمة ولن تكون بأغلبية مريحة". "وفي رؤيتنا، يقول الرياحي، يجب ان تكون علاقاتنا مع العالم كله وشبكة العلاقات الدولية منفتحة على مختلف دول العالم ولن تقتصر على دولة دون أخرى، فالأكيد أن إفريقيا تمثل سوقا مفتوحا أمامنا وأوروبا كذلك شريك استراتيجي ولكن بالانفتاح على كل العالم ولا يجب أن نبقى في معركة. وما نتج عن الانتخابات الماضية 2011 هو أن علاقات الدولة التونسية ضعفت كثيرا مقابل وجود علاقات أحزاب مع دول معينة فشق كان مع الإمارات والسعودية وشق آخر كان مع قطر". ورأى سليم الرياحي ان "هناك شبه معركة في تونس بين شق مع قطر وآخر مع الإمارات والسعودية"، مضيفا: "لا اقبل علاقات أحزاب مع دول نحن نريد التعامل مع كل العالم" ونفى سليم الرياحي ما يروج حول مسألة قبوله مناصب في الحكومة مقابل الانسحاب من السباق الرئاسي لصالح السبسي، وقال: "ممكن أن ينسحب منتسبو التجمع (حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي) القدامى للباجي قايد السبسي لكن حزبا جديدا بعناصر شابة (الاتحاد الوطني الحر) لا يمكن أن ينسحب وهذا ضد مبادئنا وهو غير صحيح".