قبل 11 يوما من الانتخابات الرئاسية التونسية، تكاد تجمع استطلاعات للرأي غير معلنة قامت بها جهات متخصصة أو حزبية داخلية واطلعت عليها الاناضول، على أن السباق الرئاسي لن يحسم من الدور الاول، وعلى أن مرشح حزب نداء تونس، الباجي قايد السبسي، يعد الأوفر حظا حتى الآن. وبحسب المصادر نفسها، فإن رئيس الجمهورية الحالي، المرشح "المستقل" المنصف المرزوقي، يعد الأقرب للتأهل بجانب السبسي للدور الثاني من هذا الاستحقاق ويليه على الترتيب كلا من رجل الأعمال، سليم الرياحي، مرشح التيار الوطني الحر، والهاشمي الحامدي، مرشح "تيار المحبة". وعن توقعات حزب نداء تونس، قال محسن مرزوق، مدير الحملة الانتخابية للسبسي، في تصريح للاناضول: "ما نراه ميدانيا هو ان اهم منافس للباجي قايد السبسي هو المنصف المرزوقي و ذلك لانخراط مناصري حركة النهضة في الحملة الانتخابية للمرزوقي، مما يجعلنا نتوقع ان ينحصر السباق الانتخابي بين السبسي والمرزوقي". ومن بين المؤسسات الاستطلاعية التي اطلعت الأناضول على عمليات سبر الآراء التي قامت بها منذ انطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة ال27 غرة الشهر الجاري، مؤسسة (C3 - سيه3) بجانب استطلاعات قامت بها جهات حزبية مناصرة لمرشحين رئاسيين أو كلفت بها مؤسسات متخصصة. وفي الوقت الذي تكاد تجزم هذه الاستطلاعات على أن السبسي سيتأهل للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بفارق طفيف ، فإنها ترجح بقوة أن يترشح المنصف المرزوقي إلى الدور الثاني مع السبسي على خلفية التأييد "غير الرسمي" المنتظر أن يحصل عليه من الكتلة الانتخابية لحركة النهضة، التي لم تدفع بمرشح لها وأعلنت رسميا وقوفها على الحياد في السباق الرئاسي، بجانب تأييد قطاع من التونسيين لا يفضلون أن يهيمن "نداء تونس" وحده على الحياة السياسية، بعد فوزه بالانتخابات التشريعية ويفضلون تحقيق نوع من التوازن في السلطة التنفيذية بين الرئاسة والحكومة التي ستنبثق عن البرلمان. غير أنه في الوقت نفسه، تقر مصادر حزبية مناصرة للمرزوقي، رفضت الكشف عن هويتها، في تصريحات للأناضول، بامكانية تراجع عدد المصوتين له نسبيا على خلفية تعرضه ل"هجوم اعلامي ممنهج من قبل عدد ليس بالهين من الموسسات الاعلامية المحلية"، دون التأثير بقوة على حظوظه في التاهل للدور الثاني، بحسب تقديرها. وتتوقع هذه المصادر أن يكون هذا التراجع النسبي في صالح مرشحين رئاسيين آخرين هما: رجل الاعمال الثري سليم الرياحي رئيس "الاتحاد الوطني الحر"، ورئيس النادي الافريقي والذي يعد من اهم الاندية الرياضية في تونس له. وحتى الآن، تضع استطلاعات الرأي غير المعلنة الرياحي في المرتبة الثالثة، أي في نفس الترتيب الذي حصل عليه في الانتخابات التشريعية الاخيرة، بعد حزبي نداء تونس و النهضة، في ما اعتبر وقتها "مفاجأه انتخابية" لا تستبعد الاستطلاعات أن يحققها مجددا.. أما المرشح الآخر الذي تشير الاستطلاعات إلى امكانية تحقيقه "مفاجأة" هو الآخر، وان كان بدرجة اقل من الرياحي، فهو محمد الهاشمي الحامدي، مرشح حزب تيار المحبة الذي كان يعيش في بريطانيا ويمتلك قناة تلفزية تبث من هناك، "المستقلة". ويقدم الحامدي نفسه على اساس انه مرشح "الفقراء و المساكين"، وسبق أن احرز اختراقا كبير في المشهد الانتخابي في انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 حين حل في المرتبة الثالثة على عكس كل التوقعات و الاستشرافات الانتخابية، إلا انه حقق نتيجة ضعيفة في التشريعيات الأخيرة.