توفى أمس مستشار الثقافة والتراث بديوان ولى عهد أبوظبى، محمد خلف المزروعى، فى حادث مرورى فى أبوظبى. ونعى ديوان ولى عهد أبوظبى "خلف المزروعى"، وتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لكافة أهله وذويه والمقربين إليه سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته. أثارت الوفاة المفاجئة للمزروعي، صدمة كبيرة بين رواد موقع "تويتر"، والذين وصفوا الحادث بالمأساوي، داعين له بالرحمة والمغفرة. وعبر عدد من الأدباء، والشخصيات السياسية والاجتماعية، عن حزنهم البالغ لفقدان أحد أبرز الشخصيات الثقافية، ودشنوا هاشتاج "محمد خلف المزروعي في ذمة الله"، الذي أصبح بمثابة ألبوم صور للفقيد، وتصدر قائمة أعلى تداول في دولة الإمارات بعد ساعات قليلة من الحادث. وودعت مي محمد خلف، ابنة الراحل محمد خلف المزروعي، والدها، عبر حسابها على تويتر، متمنية لقائه في الجنة. ولد المزروعي، الذي نال جائزة الشخصية الاتحادية لعام 2013، وهي جائزة سنوية يقدمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي عام 1969، حيث اهتم منذ صغره بالبيئة الطبيعية، وخصوصا الصقارة والأدب العربي بأشكاله المكتوبة والشفاهية، وبعد أن أنهى تعليمه الثانوي تابع دراسته في الولاياتالمتحدة وتخرج بعدها بدرجة الماجستير في الإدارة من ولاية أوريغون. وشغل الفقيد منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما تولى رئاسة مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام. وخلال أقل من سنتين من عمر الهيئة تم إطلاق مهرجان أبوظبي للسينما وأكاديمية نيويورك – أبوظبي للفيلم ومهرجان أنغام من الشرق وجائزة الشيخ زايد للكتاب ومشروع "كلمة" للترجمة إلى العربية، إضافة إلى إحداث نقلة نوعية في تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومشروع موسيقى أبوظبي الكلاسيكية ومهرجان "مزاينة الظفرة" ومهرجان ليوا للرطب ومجلة "شواطئ" باللغتين العربية والإنكليزية وتأسيس أكاديمية الشعر وبيت العود العربي، وإعادة افتتاح قلعة الجاهلي بعد ترميمها وتحويلها إلى منارة ثقافية وتعزيز مشاريع التنقيب عن الآثار وترميم المباني التاريخية، ومشروع تجميع الثقافة الإماراتية المكتوبة والشفاهية. ووفق صحف إماراتية، يوصف المزروعي بظاهرة إماراتية تستحق التقدير، فمجلسه مفتوح على مدار الساعة للجميع، يمكن أن تلتقي فيه بأهم الشخصيات العالمية، السياسية والفنية والاقتصادية، وبأبسط الناس ممن قدموا للتو من حدود الربع الخالي في واحة ليوا. وكان يعتبر نفسه جنديا في خدمة استراتيجية الثقافة والتراث والإعلام، مدركا بعمق أهمية أن لا تضيع البوصلة في مسيرة التحديث. الراحل كان يردد دائما أنه المنفذ لسياسة خطها ولي عهد أبوظبي ورعاها. وثمة أوجه عديدة لتحول أبوظبي إلى عاصمة ثقافية للمنطقة ضمن الاستراتيجية المرنة التي تبناها المجلس التنفيذي لأبوظبي، الذي لم يترك جانبا في الثقافة والتراث إلا اهتم به. ومثّلت مشروعات الكتب في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشروعا متكاملا، بدءا من إصدارات المكتبة الوطنية إلى مشروع "كلمة" للترجمة، وهو المشروع الأكبر في مجال الترجمة في العالم العربي، مرورا بمشروع "قلم" لرعاية الكتّاب الشباب، وصولا إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب، الجائزة الأشهر اليوم في مجال الكتاب في العالم العربي. أما معرض أبوظبي للكتاب فأعيد تشكيله ليكون رائدا في حماية الحقوق الفكرية وضمن معايير لا تقل عن أكبر معارض العالم. وانطلق مهرجان أبوظبي السينمائي ليكون الأكبر في المنطقة بعد دورة واحدة فقط. وأطلقت مبادرات لدعم السينمائيين العرب والإماراتيين.