تراجع خام برنت اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات وسط تكهنات بأن منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لن تخفض الفائض العالمي. وانخفض خام برنت تسليم ديسمبر بمقدار 1.19 دولار إلى 81.63 دولار في العقود الآجلة بلندن اليوم، إلى أدنى مستوى منذ 21 اكتوبر تشرين الأول 2010. وانخفض متوسط سعر خام منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) دون 80 دولارا للمرة الأولى في أربع سنوات اليوم، بينما حافظت على مستوى الإنتاج وسط تباطؤ الطلب. وقالت أوبك إن سعر سلتها، المتوسط المرجح لدرجات تصدير الخام الرئيسية، انخفض إلى 78.67 دولار أمس الثلاثاء. وتضم أوبك حاليا العراق، وإيران، والسعودية، والإمارات، وأنجولا، والكويت، وقطر، وفنزويلا، والإكوادور، وليبيا، والجزائر، ونيجريا. ومن المقرر أن يزور وزير النفط السعودي علي النعيمي فنزويلا غدا الخميس لحضور مؤتمر عن المناخ، وفقا لمسؤولي السفارة في العاصمة كراكاس، ومن المتوقع أن يناقش خلالها أمورا تتعلق بأسعار وإنتاج النفط مع فنزويلا (أحد أعضاء الأوبك) التي تعتبر من أكبر المتضررين من تراجع أسعار النفط، وفقا لما ذكرته وكالات أنباء غربية. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، دون وجود أية دلالات على رغبة في تقليص الإنتاج خلال الفترة المقبلة. وخفضت السعودية أمس الثلاثاء تكلفة أسعار النفط الخام إلى الولاياتالمتحدة بعد أن ارتفع إنتاج النفط السعودي إلى أعلى مستوى خلال 30 عاما، في محاولة لكبح ثورة النفط الصخري بالولاياتالمتحدة، الأمر الذي يعزز عمليات البيع العنيفة للنفط الخام، بينما رفعت أسعار النفط الخام لأوروبا والقارة الأسيوية. ويرى مراقبون أن المنافسة تزايدت بين المنتجين في الشرق الأوسط على الشحنات المتجهة إلى القارة الأمريكية، بفضل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا وإيران، والتي تمنع التعامل التجاري معهما، بما فيها استيراد النفط الخام. ويقول مراقبون إن خفض السعودية أسعار تصدير النفط إلى الولاياتالمتحدة من شأنه أن يؤثر سلبيا على أسعار النفط الخام خلال الفترة المقبلة، ويضعف من فرص ارتفاعه على المديين القصير والمتوسط. وتقول وسائل إعلام أمريكية إن الخطوة السعودية تشير إلى أنها تسعى لممارسة الضغط على الشركات المنتجة للنفط الصخري بالولاياتالمتحدة، والتي تتعرض بالفعل لضغوط متزايدة بسبب تراجع الأسعار. وأضافت أن المنتجين الكبار مثل السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، فقدت بعضا من نفوذها على الولاياتالمتحدة، بسبب طفرة إنتاج النفط الصخري والذي يحد من الحاجة إليها في استيراد النفط. وقال فيل فلين، المحلل البارز لشؤون الطاقة في مجموعة " برايتس فيوتشر جروب" :" أعتقد أن ( الخطوة السعودية) بمثابة المعادل الأخلاقي للحرب على الولاياتالمتحدة المنتجة للنفط . هذا ما يحدث بالضبط، والسعودية لا تحاول إخفاء ذلك" وفق ما أورده موقع فوكس نيوز الإخباري. وتقول صحيفة" ديلي تلجراف" البريطانية إن المنتجين البارزين بقيادة السعودية على استعداد أن يواصلوا وتيرة الإنتاج من أجل الدفاع عن حصتهم في السوق وكبح بعض المنافسين الرئيسيين لهم. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا، التي تضخ أكثر من 10 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، أصبحت الخاسر الأكبر بسبب تراجع أسعار النفط حاليا. ويتوقع "دويتشه بنك" الألماني أن ينكمش الاقتصادي الروسي 0.2% في العام المقبل، قبل أن يتعافى قليلا في عام 2016 إلى معدل نمو 0.8%. وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك إنه يتوقع تراجع تكلفة انتاج النفط على غرار النفط الصخري بالولاياتالمتحدة، إذا ظل خام برنت عند نحو 85 دولارا للبرميل. وذكر محللون أن هذا يترجم إلى سعر ما بين 65 و 75 دولارا في بئر باكين، المنطقة التي تقود ثورة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وطرح معهد التمويل الدولي ثلاثة سيناريوهات أمام أوبك في اجتماعها المرتقب لبحث ما إذا كانت ستعدل حجم الإنتاج الذي تستهدفه، وهو 30 مليون برميل يوميا بحلول مطلع العام المقبل، بينما يحث بعض أعضاء المنظمة على إجراء تخفيضات عاجلة في الإنتاج لرفع أسعار النفط العالمية مرة أخرى فوق 100 دولار للبرميل. وفي تقرير سابق نشرته وكالة الأناضول، كشف المعهد عن ثلاثة سيناريوهات محتملة يمكن أن تظهر خلال الاجتماع الأول، أن يحدث هناك اتفاق على سحب ما لا يقل عن 1.5 مليون برميل يوميا من السوق خلال الأشهر القادمة، ويتفق الأعضاء على "تقاسم العبء" ويلتزمون بهذه الصيغة بها على الأقل حتى عام 2015. أما السيناريو الثاني، يتمثل في وجود اتفاق على الهدف ولكن لا يوجد اتفاق ملموس على صيغة "تقاسم العبء"، وفي هذه الحالة سوف تتجاهل الأسواق الإعلان وتمضي قدما في مسارها الحالي مع احتمال مزيد من انخفاض الأسعار. والاحتمال الثالث، لا يوجد اتفاق وينتهي الاجتماع بشكل عاصف، وفي هذه الحالة يمكن أن تنخفض الأسعار أكثر وتظل ضعيفة على المدى المتوسط. يذكر أن أوبك تنتج نحو ثلث الاحتياج العالمي من النفط، وتأسست في سبتمبر/ أيلول عام 1960في بغداد، باتفاقية وقعها العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا، ثم انضمت بقية الدول الأعضاء تباعا.