كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة بمصر، عن أن السرعة الكبيرة لإحدى سيارات النقل الكبيرة، هي السبب في الحادث الذي وقع بطريق مصر إسكندرية الزراعي اليوم الأربعاء، وأدي إلى تفحم 16 طالبا، وإصابة 18 آخرين. وقال مصدر قضائي للأناضول، إن "التحقيقات الأولية أشارت إلى أن سائق السيارة النقل الذي اصطدم بالحافلة المدرسية، هو المسئول عن الحادث، لتجاوزه السرعة القانونية، واصطدامه بالحافلة خلال دوران أمام قرية تابعة لمحافظة البحيرة". وأوضح المصدر أن "التصادم دفع الحافلة المدرسية إلى الاتجاه العكسي ولتصطدم بسيارة خاصة كان يستقلها العقيد أبو زيد حلمي نائب مأمور مركز شرطة الدلنجات بالبحيرة وأفراد أسرته، قبل أن تصطدم بسيارة نصف نقل أخرى كانت تحمل شحنة ضخمة من فول الصويا". وأشار المصدر إلى أن قائد السيارة النقل المتسبب في ارتكاب الحادث تمكن من الهرب، بعد اشتعال سيارته جراء الوقود الذي كان يحمله. وكان النائب العام المصري هشام بركات، قد أمر بفتح تحقيق عاجل في حادث التصادم الذي وقع صباح اليوم. أحمد الطيب شيخ الأزهر، من جانبه، تقدم في بيان له، بخالص العزاء لأسر الضحايا، وقال موجها كلامه إلى أولياء أمور الطلاب المكلومين في الحادث: "إنَّ أبناءكم الآن في طريقهم إلى جنة الخُلد، وسوف يأخُذون بأيديكم إليها إن شاء الله". كما نعى شوقي علام مفتي الجمهورية، ضحايا الحادث، داعيا المصريين إلى إقامة صلاة الغائب على أرواحهم، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة. وحادث اليوم، يرفع عدد قتلى الطلاب والتلاميذ الذي تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 20 عاما، والذين لقوا حتفهم خلال 46 يوما منذ بدء الدراسة بمصر، إلى 32 بحسب إحصائية أعدتها وكالة الأناضول. وسقط 20 تلميذا في التعليم قبل الجامعي خلال 46 يوما منذ بدء الدراسة فيها يوم 20 سبتمبر الماضي. وتضمنت الإحصائية التي أعدتها الأناضول، وفاة 12 طالبا وطالبة في الجامعات المصرية منذ بدء الدراسة فيها يوم 11 أكتوبر الماضي، لأسباب مختلفة. وتعد حادثة التصادم التي وقعت في محافظة البحيرة اليوم الأربعاء، هي الأكثر عددا (سقط فيها 14 طالبا من أصل 16 هم عدد الوفيات جراء الحادث)، والأكثر إيلاما كون أن الجثث تفحمت جراء اصطدام الحافلة المدرسية بسيارة نقل الوقود. وفيما يلي حصر قامت به (الأناضول) للحوادث التي شهدتها المدارس والجامعات المصرية منذ بدء الدراسة: في 30 سبتمبر الماضي، توفي مصطفى محمد سلامة (10 سنوات)، بعد إصابته بحالة من الإعياء وسقوطه مغشياً عليه، داخل مدرسة الراعي الصالح بمدينة بور فؤاد في محافظة بورسعيد. في 14 أكتوبر الماضي، توفي يوسف محمد (10 سنوات) داخل مدرسة عمار بن ياسر بمنطقة المطرية، بعد سقوط لوح زجاج نافذة الفصل عليه، ما أدى إلى نزيف داخلي أودي بحياته. في 21 أكتوبر الماضي، توفي يوسف سلطان زكي (7 سنوات)، داخل مدرسة الزغيرات الابتدائية في مدينة النجيلة بمرسي مطروح، إثر سقوط بوابة مدرسته المتهالكة عليه، أثناء لعبه في فناء المدرسة. وفي اليوم ذاته، توفي عمر شريف عبد الوهاب (19 سنة) متأثرا بجراحه، جراء اشتباكات بين طلاب مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن بجامعة الإسكندرية، وقعت في 15 من الشهر ذاته. في 23 أكتوبر الماضي، توفي أدهم محمد أحمد عبد العال، (9 سنوات)، في مدرسة أمين النشرتي الابتدائية، بمدينة أطفيح في محافظة الجيزة، بعد أن دهسته سيارة التغذية أمام المدرسة أثناء دخول التلاميذ للفترة المسائية، في الوقت الذي أصيب طالب آخر يدعى إبراهيم وليد. في 28 أكتوبر الماضي، توفي يوسف سامح جرجس (8 سنوات)، في مدرسة باردي الخاصة للغات في مدينة العبور بمحافظة القليوبية، إثر سقوط نافورة مياه المدرسة عليه، عقب تعلقه بسياجها خلال الفسحة المدرسية. في 29 أكتوبر الماضي، توفي محمد عمرو عبد الوهاب (22 سنة)، داخل كلية الهندسة بجامعة القاهرة (غرب العاصمة)، بعد تعرضه لحالة إغماء أثناء صعوده سلالم الكلية. في 1 نوفمبر الجاري، توفى الطالب بيتر مجدي (15 سنة)، في مدرسة أحمد بهجت الثانوية، بالهرم في محافظة الجيزة؛ وذلك بعد صعوده سور المدرسة؛ ما أدى لسقوطه على سيخ حديدي، أسفر عن مصرعه في الحال. وفي 2 نوفمبر الجاري، لقيت 10 طالبات مصرعهن، وأصيبت 3 أخريات، في حادث بمحافظة سوهاج، إثر انقلاب حافلة ركاب صغيرة اصطدمت بسيارة نقل على طريق الكوامل. واليوم الأربعاء، توفي 14 طالبا وأصيب 18 آخرون، في حادث على طريق مصر- الإسكندرية الزراعي، في محافظة البحيرة ، جراء اصطدام حافلة مدرسية بشاحنة تحمل وقود (بنزين)، ما أدي إلى خروجها عن مسارها والاصطدام بسيارتين آخرتين إحداهما نقل والأخرى ملاكي، ما أدى إلى اشتعال النيران في السيارات الأربعة وتفحمها، بحسب وزارة الصحة المصرية وشهود عيان.