رغم ما تعرضت له مواكب الزوار الشيعة في بغداد لهجمات استهدفتهم خلال اليومين الماضيين، استمر الالاف منهم في مدينة كربلاء (وسط العراق) ومن بينهم بعض العرب والاجانب في أداء طقوس عاشوراء لإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين، والتي تبلغ ذروتها غدا الثلاثاء (العاشر من شهر محرم). وغصت ساحة الحرمين التي تفصل بين مرقد الامام الحسين والعباس، وسط كربلاء بآلاف المشاركين الذي رددوا "حيدر.... حيدر" في طقوس تستمر طوال ساعات النهار، وحيدر هو اسم الامام (علي بن ابي طالب) الذي يطلق عليه الشيعة اسم (حيدر الكرار) وهو من أهم الرموز عند الطائفة الشيعية. وقال ليث الكشواني صاحب موكب الفاضلية "أخدم الزوار، ووالدي وجدي كانا كذلك يخدمونهم، وعلى الرغم قيام صدام حسين بإعدام والدي عام 1981 بسبب احياء مراسم عاشوراء إلا أننا لم نتوقف". وفي شوارع كربلاء، استمر الآلاف يضربون رؤوسهم بالسيوف مواساة لمقتل الامام الحسن، حيث يستمرون في الضرب حتى تسيل الدماء على ملابسهم، في حين يضرب آخرون صدورهم على اصوات الطبول، في حين يراقب البعض الاخر، وهم يذرفون الدموع على هذا المشهد، وعلى وقع الطبول تروى في مكبرات الصوت مشاهد مسرحية حول كيفية مقتل الامام. أبو حسين الذي كان يرتدي زيا عربيا، قال إن "عبد الله الرضيع ابن الامام الحسين استشهد في 8 من محرم، نحن نقوم بتمثيل هذا المشهد بجلب طفل رضيع، ونضع على رقبته الدم لنظهر للعالم مدى الظلم الذي أصاب الامام وأهله والذي لم يستثن حتى الرضيع منهم." وحضر الاحتفالات هذا العام وكما باقي الاعوام المئات من الشيعة من دول الخليج العربية. وقال مشاري محمد (45 عاما) الذي جاء مع مجموعة من الزوار من الكويت، إن "اصدقائي شجعوني على الحضور، وهم الذين اتوا قبلي وانا سعيد لأني قدمت اليوم لإحياء ذكرى مقتل الامام الحسين." فيما كانلأشرف سليماني من إيران اسلوب اخر للمشاركة في هذا الكرنفال الديني، وقال "كل سنة أتي أنا واصدقائي الى كربلاء لنخدم الزوار عن طريق صبغ احذيتهم وهذا شرف لنا." أما كاظم من أهالي البصرة فيقوم بتوزيع الحلويات على الزوار، والذي قال، "كل عام أقوم بتوزيع الحلويات على الزوار ورغم أن الأوضاع غير مستقرة هذا العام؛ بسبب دخول داعش للعراق، وكثرة الانفجارات لكننا لن نتوقف عن خدمة الزوار حتى لو تقطعنا اربا". وشهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين سلسلة تفجيرات، استهدفت المواكب الحسينية في مناطق متفرقة فيها أسفرت عن مقتل واصابة العشرات، فيما أكد وزير الدفاع العراقي خلال زيارة قام بها الى كربلاء لتفقد القوات الامنية استعداد الطيران العراقي للتصدي لأية محاولة لداعش لاستهداف زوار عاشوراء، وكشف عن وجود خطط للتنظيم لاستهداف المحافظة.