واصلت قوات الامن العراقية الجمعة انتشارها الكثيف لمنع حدوث اعتداءات خصوصا في كربلاء حيث توافد منذ مطلع الاسبوع الماضي مئات آلاف الزوار الى مرقد الامام الحسين واخيه العباس لاحياء يوم عاشوراء. واعتبر مراقبون ان هذه المهمة تشكل اختبارا حقيقيا لقدرة قوات الامن العراقية على تولي مسؤولية الامن قبل عام من انسحاب القوات الاميركية من العراق. وقدر مسؤولون محليون عدد زوار كربلاء بمليوني زائر قدموا من مختلف المدن العراقية ومن خارج العراق الى مرقد الامام الحسين واخيه العباس لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين، ثالث الائمة الاثني عشر المعصومين لدى الشيعة. وتنتهي مراسم الزيارة بعيد ظهر اليوم. وقد بدأ الزوار بمغادرة المدينة عائدين الى محافظاتهم. واثنى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان على عمل قوات الجيش والشرطة في حماية الزوار. وقال ان "ثورة الامام الحسين تجدد فينا كل عام العزم على نصرة الحق والتصدي للارهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي العزيز والسعي لتعويضه عن سنوات الظلم والحرمان". وكشف مسؤولون محليون عن تفكيك خلايا ارهابية كانت تخطط لشن عمليات ارهابية. وقال محمد الموسوي رئيس مجلس كربلاء ان "للعمليات الاستباقية اثر في حماية الزوار حيث فككنا خلايا ارهابية كانت تعد مخططا لاستهداف الزوار". وكان الفريق عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط كشف للصحافيين في كربلاء الاربعاء ان "قوات الجيش وبناء على معلومات استخباراتية تمكنت من اعتقال ثمانين مشتبها به خلال مداهمة 14 خلية ارهابية في شمال بابل وكربلاء". واضاف ان "هذه الجماعات تنتمي لما يسمى (فتيان الجنة) التابعة لتنظيم القاعدة"، واكد الموسوي "مشاركة مليوني زائر في احياء طقوس عاشوراء خلال الايام العشرة الماضية بينهم اكثر من مئتي الف مئتي ألف زائر عربي واجنبي". وانتشرت على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية الى مدينة كربلاء عشرات الخيام لاستقبال الوافدين الذين وصل الكثير منهم سيرا على الاقدام، وتقدم لهم الطعام والمياه وتوفر لهم استراحة من عناء السفر. واتشحت مباني المدينة بالسواد وعلت اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد "واقعة الطف" التي قتل فيها الامام الحسين على يد جيش الخليفة الاموي يزيد ابن معاوية، مع معظم افراد عائلته العام 680 ميلادية. واحتشد جموع للزوار، صباح اليوم في شوارع كربلاء ومنطقة المدينة القديمة وما بين الحرمين استعدادا لممارسة الطقس الاخير من طقوس عاشوراء وهي "ركضة طويريج". وتبدأ العملية بتجمع الزوار عند منتصف النهار، في المدخل الشمالي لكربلاء على بعد خمسة كيلومترات من مرقد الامامين. وينطلق المشاركون حفاة الاقدام وهم يضربون على رؤوسهم بايديهم متوجهين الى مرقد الامام الحسين ثم الى مرقد الامام العباس وهم يرددون "لبيك يا حسين". وبعدها تجري عملية حرق الخيام لاستعادة مشهد انتهاء "معركة الطف". بدوره، اكد الرائد علاء عباس الناطق باسم شرطة كربلاء "عدم حدوث أي خرق امني طيلة الأيام العشرة من محرم" لعام 1432 هجرية. واضاف "سارت الأمور بشكل جيد فيما يخص ممارسة المواكب الحسينية لطقوسها بكل يسر وأمان". واشار الى ان "إجراءاتنا الأمنية مازالت في أعلى درجاتها وان قواتنا بحالة استنفار شديد لمنع أي استغلال لحالة الاسترخاء أو الاطمئنان من قبل القوات الأمنية" مشيرا الى ان "هذه الاجراءات ستستمر حتى بعد انتهاء الزيارة لتامين عودة الزائرين الذين قدموا من بعض المحافظات". ونشرت السلطات في سياق خطتها الامنية 28 الف عنصر امن ونحو سبعة الاف عنصر امني احتياط. وكان مسلحون متطرفون استهدفوا المواكب الشيعية. فقد قام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه وسط احد المواكب في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد الاحد ما ادى الى مقتل ثلاثة واصابة مثلهم بجروح. كما ادى انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء الماضي استهدف حافلة تقل زوارا ايرانيين متوجهين الى كربلاء الى اصابة سبعة منهم بجروح. واستهدفت مراسم عاشوراء خلال السنوات الماضية عدة هجمات خصوصا في اذار/مارس 2004 عندما قتل اكثر من 170 شخصا في انفجارات في بغداد وكربلاء. كما استهدف الزوار بهجمات مماثلة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم جنوب بغداد. وتعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من اقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة.