إيمان البحر درويش : "عمري ما شربت خمرة.. والإنجليز قتلوا جدي بالسم"

أيام مرت على الذكرى ال91 لرحيل الموسيقار الكبير سيد درويش، وشارك حفيده إيمان البحر درويش في إحياء حفل معهد الموسيقى العربية إحياء لذكرى الفنان الكبير، ليكشف بعد ذلك العديد من أسرار جده في حواره لموقع Gololy.
إيمان البحر درويش كشف أيضا عن رأيه في المضامين الفنية وأشكال الأفلام وألوان الغناء الحالي، وأعمالك السينمائية المقبلة، ولماذا يتردد في تقديم عمل درامي بعد تقديمه مسلسل الإمام الشافعي، وكيف تغلب على عامل السن في تقديم دور سيد درويش ب«أهل الهوى»، وآخر تطورات أزمة الدعوى القضائية لتنصيبك نقيباً للموسيقيين,
بداية: كيف تقيم إحياء الذكرى ال91 لرحيل الموسيقار سيد درويش، والذي جري على مسرح معهد الموسيقى العربية؟
الاحتفال كان رائعاً والحضور كان كبيراً بالفعل يعني نقدر نقول «كامل العدد» لأننا نحتفل بفنان الشعب مش أي حد، ولكني أري أن سيد درويش يستحق تكريم أفضل وأكبر من جانب الدولة والقائمين على الثقافة والفن في مصر ورعاتها، وأنا متفائل خيرا في قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم كل الرموز التي ضحت من أجل مصر وأسهمت في نهضتها في كافة المجالات وخاصة الفن والثقافة والأدب بتكريمها التكريم المناسب على قدر عطائها وانتمائها وسيكون على رأسهم سيد درويش.
هل هناك إهمال متعمد لسيد درويش وأعماله وقيمته؟
نعم، فعندما يضحي إنسان بشبابه ويقتل مسموما على يد الإنجليز، ويتم تشويه حقيقة موته بأنه مات بتأثير تناوله جرعات الحشيش والأفيون الزائد والخمور، فهذا اغتيال لرموز الفن والإبداع عبر التاريخ وقتل للعبقرية العالمية في الموسيقي فالعرب لم ينجبوا إلا سيد درويش واحد، ويكفي أن الموسيقار الكبير رياض السنباطي، قال: لا موسيقار إلا سيد درويش وكلنا نلهو في حقيقة فناء إلا سيد درويش، فمصلحة من وراء هذا التجاهل لرجل مات وهو ابن 31 عام ورصيده عظيم ومؤثر وفاعل إلى يومنا هذا ويتساوي في تكريمه مع من لم يقدم شيئاً!.
هناك أقاويل أن سيد درويش تميز عن أقرانه بحكم كراهيته الشديدة للإنجليز.. مع تعليقك؟
«عندما يتم تكريم من لا يستحق مصر تهوي إلى أسفل سافلين ومش حتقوم لها قومة تاني»، والبعض يرى أن سيد درويش الظروف السياسية ساعدته على النبوغ والعبقرية بحكم كراهيته للإنجليز بعكس أقرانه، وهذا ليس بصحيح لأن بيرم التونسي والشيخ زكريا أحمد وغيرهم من العلامات الفنية والموسيقية أخذوا فرصتهم كاملة من 1923 إلى 1952 وحتى ستينات القرن الماضي، ومع احترامي الكامل لتاريخ كل العباقرة لم يتساووا مع سيد درويش في العطاء والإرث الفني الذي تركه، وبالتالي بت أتعجب مما ينشر بالإعلام ووسائله أكاذيب لا هم لها إلا التقليل من قدر سيد درويش ولماذا لم يتم تكريم هذا الإنسان في العهود السابقة التكريم المماثل لفنان تغني ويتغني الشعب بأغانيه والنشيد الوطني، وخاصة في الميادين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ولكن حق الرموز لن يضيع في عهد السيسي.
لماذا تثق في تكريم السيسي للرموز الفنية والإبداعية الفترة المقبلة.. هل وعدك بهذا؟
التقيت أكثر من مرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى قبل أن يترشح للرئاسة ومع وفود الفنانين التي حظيت بشرف مقابلته والتحدث والاستماع إليه وهو رجل يكن كل الاحترام للفن والفنانين الحاليين والراحلين، والدليل على أنه يحترم وعوده ويكن الفضل لكل صاحب دور مهم أنه تذكر أبطال عملية إيلات العسكرية وكرم قائد قوات البحرية الأسبق اللواء محمود فوزي والفترة المقبلة ستشهد تغيرا في صور الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم الذي لخصته أجهزة الإعلام الفترة الماضية وفي عهد حسني مبارك خاصة في صورة الضربة الجوية فقط، وسيكون الاحتفال القادم بذكرى انتصارات أكتوبر مختلف.
كيف رأيت قرار زيادة أسعار الكهرباء والوقود ثم رفع أسعار المواد الغذائية والمواصلات؟
الرئيس السيسي رجل ذكي عندما رفع الدعم فهو لا يحب «التطبيل» من الإعلام أو الفن، وفي بادئ الأمر قلت كان يجب على الرئيس أن ينتظر بطرح القرار لشهور حتى يأتي البرلمان القادم ويطرح الأمر للمناقشة والتصويت عليه ولكن لأنه رجل مدة حكمه 4 سنوات ويريد فيها العمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن من أول يوم اتخذ القرار وبعد أن فكرت فيه رايته توقيتها سليما لتطبيق إصلاحات اقتصادية دون أن يلتفت إلى عبث الإخوان من طنطنوا على نغمة أن السيسي «حيشحت الشعب ويجوعه»، وشعرت بالسعادة أكتر حينما لم يعد في قراره مثلما حدث أيام الرئيس الراحل أنور السادات بتراجعه عن رفع أسعار بعض السلع، وستثبت الأيام بعد نظره وكلنا نرى اليونان التي طبقت إصلاحات اقتصادية وإجراءات تقشف أصبحت اليوم لديها فائض واقتصاد قوي.
هل هناك أعمال ستقدمها للجيش والشرطة الفترة القادمة؟
الاحتفال بالجيش لا ينتهي ويجب على الفنانين أن يقدموا للجيش والشرطة ما يليق بتضحياتهم ودورهم في بناء الدولة والحفظ على وحدتها واستقرارها، وأنا عامل أغنية اسمها «صرخة وحوشك»، وحاجة كمان اسمها «أقسم بذات الله» وتقول كلماتها: «أقسم بذات الله أن أكون حارس لبابك وأكون خادم ترابك أقسم بذات الله».
كيف ترى المضامين الفنية وأشكال الأفلام وألوان الغناء الحالي؟
الفن مرآة المجتمع وانعكاس لما يمر به من تطورات ومتغيرات، وهو الظهير الفكري لشعب، ونحن من الأجيال المحظوظة التي تربت على أيدي أساتذة فن عظام وبالتالي الجيل الحالي له عذره والموجات السيئة من أشكال الفن ستنتهي للأبد.
ماذا عن أعمالك السينمائية المقبلة؟
لدي أكتر من فكرة لفيلم سينمائي جيد، ولكني لا أريد الدخول في معمعة الإنتاج إلا بوجود طرف إنتاجي لديه خبرة جيدة ومتمرس.
وماذا عن ترددك في تقديم عمل درامي بعد مسلسل «الإمام الشافعي»؟
أنا فخور بالدور الذي قدمته في مسلسل الإمام الشافعي ودور سيد درويش في «أهل الهوى»، ولم أتوقع عن نفسي أن أقوم بالدور بهذا الشكل الذي نال رضا واستحسان الجمهور والنقاد، حتى أن المخرج عمر عبد العزيز شكرني على أدائي والفنان فاروق الفيشاوي، قالي: «إنت أبهرتني»، كما أن الكاتب الكبير أنيس منصور قال عن دوري في المسلسل: «لم أصدق أن هناك أفضل من إيمان البحر درويش لتقديم دور الإمام الشافعي لقد تفوق على نفسه» وهي شهادة عظيمة تجعلني أفكر كثيرا قبل تقديم أي عمل قادم.
كيف تغلبت على عامل السن في تقديم دور سيد درويش ب«أهل الهوى»؟
الحمد لله تغلبت على عامل السن لأني عمري ما شربت خمور ولا دخنت قبل كدا، وصور سيد درويش توضح التجاعيد وكبر سنه رغم موته في أوائل الثلاثينات لأن «زمان كان شكلهم أكبر من سنهم».
وماذا عن آخر ألبوماتك التي ستطرحها أو تعد لها؟
هناك ألبوم بعنوان «مش ندمان» وسيطرح قبل نهاية هذا العام ويحتوي على 10 أغاني، وبه أغاني فلكلورية لسيد درويش وتم توزيعها على موسيقي الهاوس وسيكون مفاجئة للجمهور.
ما آخر تطورات أزمة الدعوى القضائية لتنصيبك نقيباً للموسيقيين؟
الحمد لله أحكام القضاء ستنفذ، ولكني أرجئت التنفيذ لأني اعذر وزارة الداخلية وما تقوم به من جهود في مكافحة الجريمة والإرهاب، وكانت صعبة على الوزارة أن أرهقها ومؤخرا قضاء مجلس الدولة حكم لي وسيتم تنفيذ الحكم في القريب العاجل.