اتهم مصدر عسكري لبناني رفيع "مجموعات ارهابية" ببدء معركة ضد الجيش في مدينة طرابلس شمالي البلاد، مساء أمس، والتي استمرت متقطعة حتى صباح اليوم السبت، ردا على اعتقال الوحدات العسكرية قبل 3 أيام أحد القيادات المتطرفة في مداهمات في المنطقة. وكانت وحدات من الجيش اللبناني داهمت الخميس الماضي احدى الشقق السكنية يقطنها سوريون في بلدة عاصون بمنطقة الضنية شمالي لبنان، حيث دارت مواجهة أدت لجرح جندي ومقتل 3 مسلحين، بينهم جندي منشق كان أعلن الانضمام الى "داعش" قبل 10 ايام. وأعلن الجيش أنه تم أيضا خلال المداهمات اعتقال "الارهابي" أحمد سليم ميقاتي الملقب بأبي بكر، وأبو الهدى، الذي كان قد بايع مؤخراً تنظيم "داعش" ويعتبر من أهم كوادره في منطقة الشمال، وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير بالتنسيق مع ابنه عمر الذي يقاتل مع التنظيم في محيط عرسال"، وهي منطقة على الحدود الشرقيةاللبنانية مع سوريا. وقال المصدر العسكري اليوم ل "الاناضول"، ان "مجموعات ارهابية تجمعت في منطقة طرابلس الاثرية وبدأت معارك (مساء امس) ضد الجيش، ومن بينها عدد من مسلحي المجموعة المتطرفة التي كان شكلها المتطرفان الاسلاميان شادي المولوي واسامة منصور" والمتهمان بالارتباط بجبهة "النصرة". واوضح ان ذلك يأتي "انتقاما لاعتقال القيادي المتشدد سليم ميقاتي في مداهمات للجيش شمال البلاد قبل ايام"، لكنه شدد على ان "لا تقديرات لعدد المسلحين لكن الوضع تحت سيطرتنا التامة". واضاف "نحن مصرون على انهاء الوضع الشاذ هذا بأي طريقة ممكنة ومن ضمن ذلك الخيار العسكري". وبحسب مراسل "الاناضول" في طرابلس، فان اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش والمسلحين خلال الليل في السوق والاحياء الاثرية من طرابلس، لكن لم يعرف "الى اي مجموعات ينتمون اليها بعد"، و استمرت متقطعة صباح اليوم، ما ادى الى مقتل مدني و جرح عدد اخر ومحاصرة مئات العائلات داخل تلك الأحياء الأثرية. وافاد ان عشرات المحلات في السوق الاثري احترقت نتيجة المعارك"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المحال في وسط المدينة لم تغلق ابوابها لكن "الحركة خجولة". وقال مصدر امني ل "الاناضول" ان الجيش "اعتقل 12 من المسلحين بينهم 6 اصيبوا بجروح"، بينما "عدد الجرحى المدنيين هو 8، من بينهم صحفي". وجرح 8 عناصر من الجيش بينهم ضابط، في اشتباكات امس التي استخدمت فيها الأسلحة الصاروخية والرشاشة. واصدر الجيش اليوم بيانا اتهم فيه "قوى الإرهاب" بالعمل على "زعزعة الوضع الأمني في مدينة طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي" من خلال "نشر عناصر مسلحة في محلة الزاهرية – طرابلس". واضاف انه "على الفور تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث عملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة. نتج عن الاشتباكات اصابة 8 عسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين". ويحاصر الجيش المسلحين بشكل محكم لكن المنطقة الاثرية في طرابلس كبيرة جدا وتكاد توازي مساحة المدينة، ومن المستبعد ان يتم اقتحامها لوجود نحو 100 ألف نسمة فيها وأزقتها الضيقة التي يتعذر عبور السيارات في غالبيتها. وتتعرض قوات الجيش اللبناني ومراكزها إلى اعتداءات من مسلحين مجهولين منذ سبتمبر/ أيلول الماضي خاصة في شمال لبنان ومحيط بلدة عرسال على الحدود الشرقية مع سوريا، ما أدى الى مقتل 7 عسكريين، وإصابة عدد آخر.