أُسدل الستار، مساء أمس السبت، على مؤتمر البلقان، الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا على مدار يومين، بإصدار بيان مشترك ضد "التطرف والإرهاب"، رافضا وصم المسلمين بهما جزافا. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد دعا البيان الختامي للمؤتمر إلى تعزيز الوضعية القانونية لمسلمي أوروبا بدولهم، وزيادة تمثيلهم في وسائل الإعلام، رافضا في الوقت ذاته أي تمييز تتعرض له المرأة المسلمة بسبب حجابها. المؤتمر الذي نظمته الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا وشارك فيها عدد كبير من علماء ورجال الدين الإسلامي وممثلي المؤسسات الإسلامية من 15 دولة من البلقان فضلاً عن النمسا والمجر، قال في "بيان مشترك ضد التطرف والإرهاب" إنه "يرفض إطلاق الاتهامات بالإرهاب جزافاً على المسلمين، أو الضغط عليهم بأي جرائم ترتكبها أي جماعة يتبرأ منها الإسلام"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" الذي أخذ حيزا من نقاشات المؤتمر. وأكد أن "الحد من التطرف هي مسؤولية المجتمع"، لافتا إلى ضرورة العمل على حماية المسلمين الجدد من أي أفكار متطرفة. وفي هذا الصدد، ركز على دور التعليم الديني بالمدارس في تحصين الشباب من أفكار العنف والتطرف. وفي سياق آخر، أكد المؤتمر في بيانه الختامي للمؤتمر على ضرورة "تعزيز دور المرأة المسلمة في المجتمع الأوروبي، ورفض كل أشكال التمييز ضدها بسبب حجابها". كما طالب المؤتمر ب"تعزيز الوضعية القانونية لمسلمي أوروبا في علاقتهم بدولهم"، مطالبا بتطبيق النموذج النمساوي، الذي اعترف بالدين الإسلامي منذ عام 1912، على الدول الأوروبية الأخرى التي لم تعترف بعد بالإسلام. كذلك، دعا المؤتمر إلى زيادة تمثيل المسلمين في وسائل الإعلام بأوروبا من أجل "تقديم صورة أكثر توازناً"عن الإسلام، ورفض أي مصطلحات تضر بالإسلام مثل "الفاشية الإسلامية". وطالب المؤتمر ببناء الثقة بين المسلمين في أوروبا وغيرهم من اصحاب الديانات الأخرى من خلال الحوار؛ مؤكدا على "أهمية تعزيز ثقافة العيش المشترك مع الآخر، والتمسك بالخطاب المعتدل كأسلوب حياة للمسلم". وحث الهيئات الإسلامية في أوروبا ومنطقة البلقان خصوصا على تعزيز التعاون فيما بينها من أجل تعميق مفهوم الهوية الجماعية لدى المسلمين. وافتتحت فعاليات مؤتمر البلقان، يوم الجمعة، وعلى مدار يومين ناقش المشاركون فيه عددا من القضايا والتحديات التي تواجه المسلمين في أوروبا عامة والبلقان بشكل خاص.