أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري في ثاني أيام عيد الأضحى    منير أديب يكتب: إسرائيل وداعش.. توافقات الأهداف أم نتائج الحرب؟    مواعيد مباريات اليوم السبت 7- 6- 2025 والقنوات الناقلة    تامر حسني: مبحبش الألقاب وعملت «ريستارت» لنفسي    شريف منير يحتفي بزفاف ابنته "أسما".. ووجه رسالة مؤثرة لزوجها    مها الصغير عن تصدرها التريند: «السوشيال ميديا سامَّة»    لماذا يجب تناول الخضروات والسلطة مع اللحوم في ثاني أيام عيد الأضحى؟ الصحة توضح    ترامب فاشل في المواد «الاقتصادية».. أهمل تحذيرات الاقتصاديين من سياسة التعريفات الجمركية    انقطاع كبير لخدمة الإنترنت في كوريا الشمالية    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    12 شهيدًا في قصف إسرائيلي استهدف نازحين بغرب خان يونس    ترامب ردًا على هجوم إيلون ماسك: قد يكون بسبب تعاطيه المخدرات    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بالجيزة .. رابط وخطوات الاستعلام لجميع الطلاب فور ظهورها    «كذاب وبيشتغل الناس».. خالد الغندور يفتح النار على زيزو    «لعيبة تستحق تلبس تيشيرت الزمالك».. شيكابالا يزف خبرًا سارًا لجماهير الأبيض بشأن الصفقات الصيفية    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    هوندا سيفيك تايب آر تُعلن نهاية مبيعاتها في أوروبا    ترامب يكلف بتوسيع إنتاج الطيران الأسرع من الصوت    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    رئيس الوزراء الهندي: نتطلع لتعميق التعاون مع وسط آسيا في التجارة والطاقة والأمن الغذائي    إيلون ماسك يخسر 35 مليار دولار من ثروته بعد خروجه من الحكومة الأمريكية    ترامب: أوكرانيا منحت روسيا مبررا واضحا لقصفها بشدة    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    ارتفاع كبير في عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت 7 يونيو 2025 بالصاغة    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    نتيجة وملخص أهداف مباراة المغرب ضد تونس الودية    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    منال سلامة ل"الفجر الفني": لهذا السبب قد أرفض بطولة.. ولا أفكر في الإخراج    دار الإفتاء تكشف آخر موعد لذبح الأضحية    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    سوزوكي توقف إنتاج سيارتها «سويفت» بسبب قيود التصدير الصينية على المعادن النادرة    أجواء فرحة العيد في حديقة الحرية أول أيام عيد الأضحى| فيديو    وفاة سائق سيارة إسعاف أثناء عمله بمستشفى بني سويف التخصصي    الشناوي: المشاركة فى مونديال الأندية إنجاز كبير.. وحزين لرحيل معلول    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    زيزو: جيرارد تحدث معي للانضمام للاتفاق.. ومجلس الزمالك لم يقابل مفوض النادي    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    تفاعل مع فيديو هروب عجل قفزًا في البحر: «رايح يقدم لجوء لأوروبا»    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع في جلسة نهاية الأسبوع    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    أخبار × 24 ساعة.. المجازر الحكومية تستقبل أكثر من 9800 أضحية أول أيام العيد    صلى العيد ثم فارق الحياة.. تشييع جنازة صيدلي تعرض لأزمة قلبية مفاجئة في الشرقية    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق نشب في كشك بكرداسة    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    لأصحاب الأمراض المزمنة.. استشاري يوضح أفضل طريقة لتناول البروتين في العيد    أستاذ رقابة على اللحوم يحذر من أجزاء في الذبيحة ممنوع تناولها    احذر من الإسراع في تخزين اللحوم النيئة داخل الثلاجة: أسلوب يهدد صحتك ب 5 أمراض    حدث في منتصف ليلًا| أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري.. وموجة حارة بكافة الأنحاء    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرض بتتكلم.. ناتو
نشر في محيط يوم 11 - 10 - 2014

ستى صفية ذلك العنوان الردئ «الثعلب مصطفى أمين تجسس لصالح الCIA الذى حاولت به الجريدة المصرية الصباحية جذب أنظار القراء عنوة فى الأسبوع الماضى كمقدمة لحوار أجرته مع الفريق محمد رفعت جبريل.
وأبدا لم يأت هذ التعريض بأستاذ الصحافة الجليل على لسان جبريل وإنما كتبته الصحيفة من قبيل تسخين الحلقات ضاربة عرض الحائط بمشاعر أبناء مؤسسة أخبار اليوم العريقة وذلك اقتباسا من بين صفحات كتاب «بين الصحافة والسياسة» المختلف عليه والمعروض على محكمة التاريخ، فما قاله الفريق فى رده عند ذكر عملاق الصحافة مصطفى أمين لم يخرج فى كلماته بالنص عن قوله: «الحقيقة أن مصطفى أمين قد لا نستطيع إطلاق مصطلح جاسوس عليه بمعنى الكلمة، ولكن الاتصال بعدد من ضباط المخابرات الأمريكيين المقالين فى مصر هو ما يقربنا كمحترفين لهذا المعنى، ولكن يجب أن نقول إنه فى حال صحة ادعاء مصطفى أمين من أنه أجرى تلك الاتصالات بتكليف من عبدالناصر، هنا يكون موضوعا آخر وهو أن المؤبد الذى عوقب به مصطفى أمين فى عنق الرئيس الراحل»..
ذلك التكليف الذى نوه عنه مصطفى أمين دفاعا عن نفسه لم ينقطع عراه من قبل عبدالناصر فى مثل تلك المهام بالغة الحساسية والخطورة، ففى عام 1956 كما ذكر د. محمد عبدالقادر حاتم مدّ الله فى عمره فى حوار طويل مع الكاتبة الصحفية أمل فوزى رئيسة تحرير نصف الدنيا قال: «لا أنسى دور مصطفى أمين الذى أدى عملا وطنيا منقطع النظير خلال العدوان الثلاثى وذلك عندما كانت مصر محاصرة جوا وبحرا، وكنا نريد إرسال الصور التى التقطها كل من المصور العالمى الهولندى أندرسون وبها المساجد والكنائس المدمرة بقاذفات العدوان وأشلاء الموتى وكنا قد استدعيناه على عجل من قبرص، والمصور الصحفى مصطفى شردى ابن بورسعيد الذى قام بتصوير الخراب الذى دمر مدينة الثغر وأطاح بأبنائها، وكان لابد من نشر الصور بالخارج لزلزلة الرأى العام العالمى، وعندما قمنا بعرضها على الرئيس عبدالناصر قام من فوره بتكليف مصطفى أمين بالسفر، حيث لم نجد أسرع من أرضية طائرة نفاثة يسافر على متنها إلى أمريكا وإنجلترا لعرض الصور هناك، ورغم خطورة الموقف إلا أنه وافق على القيام بهذا العمل البطولى الوطنى الذى ساهم كثيرا فى نجاح الخطة الإعلامية المصرية»...
ويحصى مصطفى أمين سنوات السجن لرجل الشرطة والصحافة رئيس تحرير مجلة البوليس السابق اللواء عبدالمنعم معوض فيقول له فى عام 97: «دخلت السجن وعمرى أربعة عشر عاما حين قمت بعمل إضراب فى مدرسة الخديوى إسماعيل عندما عطل إسماعيل صدقى الدستور، وحدثت معركة بين الطلبة والبوليس الإنجليزى فتم القبض علينا وساقونا إلى الزنازين.. ودخلت السجن وعمرى ثلاثون عاما عندما قمت بمظاهرة فى محطة مصر تهتف بسقوط الملك فؤاد، ودخلته فى عام 1930 عندما دخلنا فى معركة مع الكونستبلات الإنجليز، وفى عام 1968 حكم علىّ بالسجن لمدة 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب فى الذات الملكية، ومنذ عام 1951 حتى عام 1952 قبض علىّ ست وعشرون مرة، وتم سجنى لمدة 3 أيام فى اليوم الثانى مباشرة من الثورة لأن أحد الأشخاص وشى بأننا أنا وشقيقى على اتصلنا بوكيل الخارجية البريطانية نطلب منه تدخل الجيش البريطانى، ثم اتضح كذب وافتراء ذلك الشخص فأفرج عنا مع صدور بيان من قيادة الثورة يعتذر فيه عن ذلك الإجراء التعسفى، وقد أصدرت القيادة بعدها أمرا بإذاعة ذلك البيان ثلاث مرات فى الإذاعة، ثم قُبض علينا مرة ثانية لأن موسى صبرى كتب مقال فى (آخر ساعة) يهاجم فيه الرئيس السودانى المهدى الذى استشاط منه غضبا، فلم يجد الرئيس محمد نجيب وسيلة لإرضائه إلا الأمر بالقبض علينا نحن أصحاب الدار، ولم يكن لنا فى ذلك ذنب ولا جريرة «وشهادة من عندى للتاريح حول نطاق التوتر والرعب والحساسية المفرطة الذى كان سائدًا وقتها تجاه السلطة فى أخبار اليوم، حيث كنا نخاف من إبداء رأينا فى أى من أحداث الوطن داخل مكاتبنا خشية أن تكون هناك أجهزة فى أماكن خفية للتصنت فنخرج للممرات نعبر عن ذلك بكلمات مبهمة مبتورة حبلى بالكثير من الإشارات والتمليحات.. وأذكر مرة رسمت فيها رسماً صغيراً توضيحياً «موتيف» كجزءا من عملى الصحفى فى تلك الفترة فى يوميات أخبار اليوم، والتى كتبها فى هذا اليوم عباس محمود العقاد، فاستدعانى على عجل إلى الدور التاسع التوءم مصطفى بك وعلى بك، لأجدهما كجبلين يتحركان داخل الغرفة ذهابا وإيابا فى توتر بالغ، لينبهانى بأن الرسم الذى يصاحب المقال، سوف يفسر ضدهما لا محالة، لكبر حجم أنف وجه الرجل المرسوم مما قد يوحى بأنه نوع من الإسقاط على رمز السلطة، ولما وجدانى بينهما أكثر رعباً، أشفقا علىّ ليصرفانى بعبارة: «ربنا يستر علينا وعليك» ثم بعدها فى عام 1965 تم القبض عليّ بتهمة الخيانة العظمى (والعياذ بالله) هذا بينما أنا الذى ولدت فى (بيت الأمة) الوطنى وكانت أخبار البيت الذى أعيش فيه هى أخبار مصر.. ولدت فى كنف الزعيم سعد زغلول الذى أحبنى وكتب عنى فى مذكراته وأنا عمرى عامان ونصف العام بأن لى مستقبلا عظيما ولم أعرف بهذه المذكرات إلا بعد أن مات بعشرين عاما.. وكنت أنادى صفية هانم زغلول: يا ستى»..
الرحمة فى الطب والحكمة
يقطع المرض وسنينه والدوخة ما بين تحاليل ومناظير ومزرعة وقبل الأكل وبعد الأكل وعلى الريق وتحت اللسان وقياس للضغط ومعدل للسكر وسرعة للترسيب وصورة كاملة للدم ولقطة جانبية للبنكرياس وفحص مقطعى بالطول والعرض وارتفاعات الكوليسترول وفيضان الدهون وتصلب الشرايين والقلب بالمجهود وتراخى الأربطة وانحلال الصواميل وشذوذ الهرمونات ونشاط الغدد وانحدار الكالسيوم واندحار الحديد وميوعة الهيموجلوبين وتصحر المخيخ وتصخر السمبتاوى وجفاف الريق وانفصال الشبكية وهياج الغدة الكظرية وضلال الأذن الوسطى... ولزقة ولبخة ولبوس وتدبيس وبزل وشفط و.. زهقت.. طلبت الرحمة.. لاقيتها عند جدى الإمام العلامة شيخ الإسلام جلال الدين السيوطى ابن القرن الثامن الهجرى المولود عام 1445م والمتوفى عام 1505م الذى كتب روشتة الدواء ل195 مرضا فى مؤلفه الكبير «الرحمة فى الطب والحكمة» الذى وجدت فيه علاجا ناجعا للكثير من آلامى:
- فى باب كامل يخصصه السيوطى عن الحبة السوداء يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا الموت»، ولو كان شىء يذهب الموت عن ابن آدم لأذهبته الحبة السوداء، وكان النبى يتناول الحبة السوداء بالعسل على الريق.
- آفة القلب الهم والغم وراحته الفرح والسرور، وإذا كثر الغم، فعلينا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك، ماض فىّ حٌكمك عدلُ فىّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور بصرى وشفاء صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى».. ما أن يقول المهموم قول الرسول إلا أذهبَ الله تعالى عنه همه وأبدله مكانه انشراحاً، وقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: ما ابتلانى الله بمصيبة إلا رأيت الله أنعم علىّ فيها ثلاث نِعم: الأولى أنه هوّنها علىّ ولم يصبنى بأعظم منها، وهو القادر على ذلك، والثانية أنه جعلها فى دنياى ولم يجعلها فى دينى، وهو القادر على ذلك، والثالثة أن الله تعالى يأجرنى عليها يوم القيامة»..
- وقال السيوطى إن الحكماء قد اختاروا من كلام الحِكمة أربعة آلاف كلمة، ثم اختاروا منها أربعمائة كلمة، ثم اختاروا منها أربعين ومن الأربعين اختاروا أربعة: الأولى لا تثق فيمن أحسنت إليه.. الثانية لا تحمّل معدتك ما لا تطيق.. الثالثة لا يغرنك المال وإن كثر.. والرابعة لا يكفيك من العلم ما تنتفع به»..
- اتفق العلماء الروم والهند والفرس على أن الأمراض متولدة من ستة أشياء: الأولى كثرة اللقاء الزوجى، والثانية النوم وفى القلب دموع، والثالثة قلة النوم فى الليل، والرابعة كثرة النوم فى النهار، والخامسة الأكل على الشبع، والسادسة حبس قضاء الحاجة»..
- ينبغى ألا يجمع المرء بين طعامين متفقين على طبيعة واحدة قوية.. فلا يجمع بين حارين كاللحم والبيض، ولا بين باردين كالسمك واللبن، ولا بين يابسين كالفول والعدس.. ولا يأكل شيئا صلبا يصعب على الأسنان مضغه فهو أصعب على المعدة أن تهضمه، ولا يشرب على الأكل بسرعة حتى يسكن الطعام فى معدته.
- ينصح الإمام السيوطى بألا يملأ الإنسان بطنه مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعلا فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس» وينصح بتناول الطعام فى وضع الجلوس وعدم ادخال الطعام على الطعام قبل هضمه، والدواء الذى لا داء معه أن لا تأكل إلا بعد جوع، وإذا أكلت فارفع يدك قبل الشبع، وأنت بذلك لن تشكو طوال حياتك إلا علّة الموت».
- ومن الرحمة فى الطب أن يؤكل الموز قبل الطعام أو معه وليس بعده فيكون ثقيلا، أما الرمان فهو رطب يلين الصدر ويصلحه ويُطيب النفس وهو صالح للأصحاء والمرضي، وفى قول الرسول عنه «ما من رمانة من رمانكم هذا إلا وفيها حبة من الجنة»، وعلى ذكر البطيخ يقول السيوطى إنه بارد رطب بطىء الهضم يفسد ما دخل عليه من الأطعمة ويطفو على رأس الطعام ولا يكاد ينهضم ولكنه يطفئ حرارة الجوف، والقثاء خضار بارد رطب ثقيل على المعدة لا يكاد ينهضم ودفع ضرره أن يؤكل مع التمر كما كان يفعل الرسول قائلا: «برد هذا يعدل حر هذا، وحر هذا يعدل برد هذا».
- ولعلاج الزكام يستنشق بدخان الثوم، ولتشقق الشفاه تدهن بزيت الورد، ولورم الفم يمضمض بالخل أو بنقع قشر الرمان، ولتبييض الأسنان معجون مكون من ملح وقمح وسكر بعد السحق والعجن بالعسل، ولعلاج بحّة الصوت دقيق الفول وبذر الكتان واللوز المقشر والصنوبر بعد سحقها وعجنها بالعسل، وتوضع العجينة تحت اللسان ويبتلع ما يدخل الجوف منه، ولعلاج البُهاق يحضر الودع بعد سحقه ويعصر عليه الليمون حتى يغمره فإذا ذاب يدهن به موضع البهاق فإنه نافع إن شاء الله تعالى، ولوجع الظهر تحضر 10 دراهم مصطكى و10 دراهم سكر نبات تدق جميعا وتخلط مع 30 درهما عسلا ويؤكل منها صباحا ومساء، ولورم الركبتين لب الخيار والحلبة والخل ويدق الجميع ويتم العجن بزيت الزيتون ويرفع على النار ويضاف الملح ويدهن به الموضع مع التدليك، ويوضع عليه ورق الخيار ويلف بخرقة إلى الصباح، ثم يعاد التسخين على النار وعند الكشف يدلك مكان الورم، ولعلاج البواسير يشرب الصمغ العربى فى كل يوم مثقال أوقية، ولمنع الحمل تأخذ المرأة وزن درهم كافور وتأكله، أو تأخذ جزءا من ذريعة الخروع مع الصعيدة وتأكلها فإنها لا تحمل، وإذا أخذت المرأة حبة خروع واحدة وأغمضت عينيها وبلعتها لم تحمل سنة، ولتبغيض رجل فى امرأة بالذات تؤخذ فى السر شعرات من مشط هذه المرأة ويبخر بها كوز خزف جديد لم يصبه ماء، وبعدها يملأ بعد التبخير ويسقى للرجل فى غفلة منه فتكون النتيجة وبالا بإذن الله على صاحبتنا فإنه لن يطيق النظر إليها..
.. وتمضى الرحمة فى الطب والحكمة تبحث عن الداء وتصف لنا الدواء.. ولا تحاليل ولا مناظير ولا تمورجى عيادة يلطعك ساعات تقوم فيها إليه سبع مرات لترجوه النظر بعين العطف والإنصاف والكشف الخصوصى رغم دفعك المعلوم لجيبه الخاص فتلك خاصية العيادات الخاصة..
نام يا حبيبى
بين أوراقى البعيدة وجدتنى أقول له: «صغيرى أحدثك الآن وأنت مستغرق فى النوم ويدك الصغيرة ترقد تحت خدك وخصلة من شعرك الناعم ملتصقة فوق جبينك.. تسللت إلى سريرك وحدى.. غمرتنى فجأة موجة جارفة من الندم..
حبيبى كنت قاسية معك فى الصباح.. شددت أذنك وأنت ترتدى ملابس المدرسة، لأنك لم تغسل وجهك جيدًا وصرخت فيك غاضبة لأنك ضيعت قلمك الذى اشتريته لك بالأمس، وكتبت اسمك فى الشمال بدلا من اليمين وأثناء إفطارك كنت أعد عليك أخطاءك.. تبلع طعامك بلا مضغ وتضع كوعك على المائدة وتفتت الخبز، وتأكل الجبن وحده وتسرف فى أكل المربى وتضع عشرة قوالب سكر فى الشاى وترفض اللبن، وعندما وقفت أمام المنزل فى انتظار عربة المدرسة ولوحت لىّ بيدك الصغيرة منادياً فى مرح باى باى يا ماما جاءت إجابتى: لا تضيع الأستيكة وارجع بالمسطرة ولا تعطى ساندوتشاتك للعيال ولا تلعب فى التُراب حتى لا يتسخ حذاؤك.. وتكررت ملاحظاتى لك على مائدة الغداء، ولما نظرت من النافذة ولمحتك تقوم بدور حارس المرمى وتستلقى على الأرض وكان بنطلونك ممزقاً وَبَّختَك أمام أصدقائك وأمرتك بالصعود بمنتهى الحزم وسُقتك أمامى لتسمع الاسطوانة الموجعة بأن النظافة من الإيمان والجراثيم تتربص فى التراب وأننى أدوُر كالبهيمة فى ساقية طلباتك أنت وأبوك وأنكما لم تشتريانى عبدة لكما، وجلست معك لعمل الواجب وفقدت أعصابى مرات لأنك لم تفهم من أول مرة واتهمتك بالغباء وحدثتك عن المستقبل وسقت لك من الأمثال العديد من نوعية من جد وجد ومن طلب المعالى سهر الليالي.. و..هل تذكر بعدها وأنا جالسة مع صديقاتى الضيوف كيف دخلت الحجرة فى تردد وفى عينيك نظرة رجاء فرفعت نحوك وجهاً جامدًا بلا تجاوب ونظرت إليك رافضة مقاطعتك لى وسألتك فى حدة: ماذا تريد؟!.. لم تقل شيئاً.. فقط اندفعت تجرى نحوى وأحطت عنقى بذراعيك وقبلتنى ومررت على وجهى بأصابعك الصغيرة فى ودٍ ثم تركتنى وذهبت تجرى..
صغيرى.. ماذا صنعت بى الأيام.. إلى أى شىء حولتنى.. أصبحت آلة تعد عليك عيوبك.. أصبحت تخافنى وأنت مازلت صغيرى.. لم يكن ما بدَرَ منى لأنى لا أحبك بل لأننى أضعك فى مقاييس سنى وتجاربى، ودائما قلبك الكبير يصفح عنى.. إننى أركع الآن فى الظلام أمام سريرك أنصت إلى أنفاسك وأحدثك بمشاعر لن تدركها إذا كنت مستيقظاً.. أعدك فى الغد أن أكون أمًا أفضل بكثير من اليوم.. سأكون صديقتك أتألم لألمك ونضج بالضحك معاً فى مواقف المرح الساذجة.. سأبتلع قاموسى المكرر بكلماته الموجعة كلها وسأظل أردد لنفسى كأننى أتلو دعاء: إنه ليس إلا صغيرًا.. صغيرى.. اغفر لى فقد ظننتك كبرت ولكننى الآن وأنا أراك متجمعا فى رقدتك متعبا فى سريرك مقطباً جبينك ربما تحت تأثير كابوس الامتحان القريب، أدركت أنك لم تزل وليد الأمس الذى كان ينام على صدرى ورأسه على كتفى وإصبعه يداعب شفتاى.. نام يا صغيرى.. لقد أسرفت فى قسوتى معك.. أسرفت للغاية»!
وبالأمس القريب.. أصبح صغيرى كبيرى.. سقط فى بحور الإرهاق لينام فوق مقعده ونظارته فوق عينيه والشعر الأبيض يتسلل إلى فوديه وجريدته تنزلق من كفه وجبينه مندى بسطور العرق ليلمع على سطحه شريان التوتر الذى عهدته الآن نافرًا يعكس ما يكابده من مشاق السعى وأنانية أصحاب العمل وتلاهى الأبناء وقتامة الارتباط وعبث الدوران فى الطاحونة ومفرمة الالتزام وجوع المطالب وشراهة الاعتداء وإرهاب التعامل وخشونة المقاصد ورعونة الحوار وأوساط يحيطها الحزام الناسف وأرض لم تنزع ألغامها، وتقلص مسارات الأمل إلى ما بين تسلم الأيادى وبشرة خير.. وسقف الأحلام الذى هبط ليلامس جلد الرأس.. نام يا صغيري.. نام يا كبيرى.. لقد أسرفت الحياة فى قسوتها معك.. أسرفت للغاية!
عالمية مشيرة خطاب
من التوقعات السارة أن يلمع اسم نسائى مصرى قدير للترشح لشغل منصب دولى ثقافى شهير.. الدكتورة مشيرة خطاب.. السفيرة والوزيرة والخبيرة الدولية والمحاضرة فى جامعات العالم وصديقة مانديلا ومستشارته خلال مهمتها الدبلوماسية لمدة 4 سنوات لدى جمهورية جنوب أفريقيا.. و..وزيرة للخارحية المصرية لمدة ساعات تلقت فيها باقات وبوكيهات التهنئة لكنها انتزعت من ذلك المنصب الجدير بخبراتها بقرار من سوزان مبارك لتشغل إلى جانبها منصب الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة الذى نبحث عنه الآن فلا نكاد نسمعه أو نراه فأثبتت نجاحاتها المدوية من خلال جدارتها فى أى مجال تجعله خلية نحل للإنجاز وسن القوانين مثل القانون رقم 126 لسنة 2008 الذى اشتمل على عدة تعديلات لتكون أكثر مواءمة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مثل قانون العقوبات المصرى لحظر ختان الإناث، وبيع الأطفال واستغلالهم، والاعتداء الجنسى والإتجار فى البشر، وقانون الأحوال المدنية الذى رفع الحد الأدنى لسن زواج الإناث إلى 18 سنة.. مشيرة الخبيرة لدى الأمم المتحدة التى شاركت هذا الشهر كخبير دولى فى بكين متحدثة بشأن الهوية الثقافية المصرية، وكانت من قامت بتعبئة المجتمع من أجل تعليم البنات ليتم إنشاء أكثر من 2200 مدرسة توفر التعليم رفيع الجودة لآلاف البنات الأكثر تهميشاً دون استبعاد الأولاد فى المحافظات.. الخ.. الخ.. ولا نهاية لمحطات نشاطات مشيرة الإيجابية الحاصلة على وسام فارس الصليب الأعظم من رئيس الجمهورية الإيطالية عام 2010، ووسام كومندا تورى من رئيس الجمهورية الإيطالية 2007، ووسام الرجاء الصالح من مانديلا من رئيس جمهورية جنوب أفريقيا 1999.. وليس فى الجعبة أفضل من مشيرة التى تستحق الإشارة إليها من بعيد وقريب..
الأرض بتتكلم.. ناتو
أنا لمّا أعرف معلومة أجد لها صدى فى النفس أحب أقولها بصوت عالى لأجل يشاركنى فيها الغير مثلما نما إلى علمى أن سيد مكاوى هو واضع ألحان الأغانى للمسرحية الكوميدية الشهيرة «مدرسة المشاغبين»، وأنه لحن كذلك للمطرب أحمد عدوية العديد من أغانيه الشهيرة ومنها «سيب وأنا سيب» التى وضع كلماتها صلاح جاهين، وأن ارتباطه بجاهين الذى رحل فى نفس يوم رحيل مكاوى بعد عشرة أعوام لم يتوقف على أوبريت «الليلة الكبيرة» بل اشتركا بعدها فى العديد من المسرحيات والأغانى ومنها مسرحية «الحرافيش» وأغانى «خللى بالك من زوزو» وأغنية صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، كما لحن مكاوى لجاهين رباعياته الشهيرة التى غناها على الحجار.. شيخ الألحان والروائع مؤرقنا للصباح بأبدع أرق فى «يا مسهرنى» لأم كلثوم، ودليلنا إلى حسن الاختيار فى «تفرق كتير» لنجاة، ومذيب صخرية القلوب فى «اسأل مرة عليّ» لعبدالمطلب، وسارد «حكايتنا احنا الاثنين» على حنجرة ليلى مراد.. صاحب ال2500 لحن الذى كرمه عبدالناصر بوسام الفنون من الطبقة الأولى فى عيد العلم عام 1967بعدما غنت له الجماهير «حنحارب» فى 56، وردد وراءه الوطن العربى «الأرض بتتكلم عربى» وإن كانت الآن بتتكلم ناتو.. صاحب الابتسامة قبل السلام، والنكتة قبل الكلام، والطريف أن موضوع سخريته المفضل كان عن العمى الذى أصيب به طفلا، حيث جاءه أحد المطربين الثقلاء ليطارده بطلبه: امتى حتلحن لى يا شيخ سيد؟ فسارع بالرد: «لمّا نشوف!» وجاءته مطربة مسرسعة تسأله «مش حتلحن لى بقى يا شيخ سيد؟ فقال لها «من عينى!».. وفى إحدى المرات التى استمع فيها إلى لحن بديع للموسيقار عمار الشريعى الضرير أيضاً أخذ فى استعادته منسجما بقوله: «الله الله يا سيدى.. اللى عماك يعمينا»..
نقلا عن " الاهرام" المصرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.