مع التقدم التكنولوجي تزداد الشكوى بأمراض العيون وضعف النظر خاصةً بين الأطفال والشباب، حيث يؤكد أطباء العيون أن الكمبيوتر والهواتف الذكية أحد أهم الأسباب التي تؤدي لضعف النظر، إضافة إلى عوادم السيارات، ودخان المصانع، والسجائر، والتعرض لأشعة الشمس الضارة، والأضواء القوية، كما أن التدخين يساهم في الأسراع بشيخوخة العيون. لذا تقدم شبكة الإعلام العربية "محيط" في الاحتفال باليوم العالمي، كيفية المحافظة على البصر حتى عند بلوغ أرذل العمر؟، وماهى الأسباب التي قد تؤدي إلى العمى والذي يعاني منه 180 مليون شخص في العالم. العمي ومرض السكر مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً في مصر والعالم العربي ويؤدي إلى كثير من المضاعفات على الجسم وعلى العين خاصةً الشبكية، ويحدث للمريض تدهور في الإبصار، نظراً لحدوث مضاعفات كثيرة بالعين، وذلك نتيجة عدم تنظيم السكر والمحافظة على النظام العلاجي والغذائي المناسب وعدم الالتزام بالكشف الدوري على العين ومن جانبه، أوضح أشرف الشعراوي أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة الإسكندرية، أن معاناة مريض السكر من رشح شبكية العين تبدأ بعد فترة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات من تاريخ الإصابة بالسكر، ومع الأسف، فالبعض من مرضى السكر لا يدركون إصابتهم بالمرض إلا بعد إجراء فحص العين. وأضاف الشعراوي أن انفصال الشبكية يحدث نتيجة قصر النظر الشديد أو عند تعرض العين لإصابة مباشرة، وتشمل الأعراض رؤية ستارة سوداء او شكل "ذبابة"، وعند ظهور هذه الأعراض، يجب على المريض سرعة زيارة الطبيب للفحص والعلاج. وقد تم اكتشاف تكنيكات أفضل في جراحات انفصال الشبكية باستخدام أدوات دقيقة تساعد المريض على سرعة استعادة نظره والتعافي في وقت قصير نظراً لسهولة الجراحة وسلاستها. لذا ينصح مرضى السكر بالكشف الدوري على العين مرة كل عام إذا كان نظرهم في حالة جيدة، ومرة كل ثلاثة شهور في حالة اكتشاف أي مشكلة بالعين، وهناك بعض الأدوات التشخيصية الحديثة جداً والتي تمكن الأطباء من الفحص الشامل للشبكية وتساعد في رصد أي تغيرات، وبالتالي يستطيع الأطباء اكتشاف أي علامات مبكرة لتأثر العين بالسكر. وأكد الشعراوي أن التشخيص والكشف المبكر للمرض يعتبر عاملاً مهماً جداً لمعالجته والشفاء منه، وينصح الأطباء بزيارة طبيب العيون وإجراء فحص دوري للعين بدءاً من سن الأربعين، حتى لو لم تظهر أعراض مرض معين، حيث يمكن للطبيب أن يكشف المرض حتى قبل ظهور أعراضه. الجهل والكلاب الضالة مصر تحتل الموقع التاسع بين الدول في الاصابات بالعمي، حيث تتوقع الأبحاث تزايد الحالات بحلول عام2020، وأن هناك علاقة وثيقة بين الفقر والجهل وزيادة الاصابة بالعمي، هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران أستاذ المناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس. وأوضح بدران أن ارتفاع هذه النسبة من العمي وضعف البصر يكون في المناطق الريفية، حيث ترتفع نسبة الفقرالشديد وسوء الحالة الصحية, فالاحصاءات في هذه المناطق كشفت عن أن40% من الأطفال حتي الثامنة عشرة يعانون من مرض الأنيميا الذي يمثل أحد الأسباب لضعف البصر, ولنقص فيتامين "د" الذي يتوافر في الغذاء الجيد والمتكامل وكذلك فيتامين "أ" ويؤدي نقصهما إلي الانخفاض في محتوي لبن الرضاعة لدي الأم، وبالتالي يتسبب في عمي الأطفال مبكراً أو حتي ضعف بصرهم، كما تنخفض المناعة لدي الطفل والأم وتحدث وفيات عالية لهما بسبب النقص في تناول الفيتامينات، فضلاً عن عامل التدخين الذي ينتشر حالياً فالدخان يتسبب في تحلل مركز الإبصار خاصة لدي كبار السن الذين تعدوا سن65 74 عاماً. وأضاف أن العامل الآخر لإصابات وانتشار العمي وضعف البصر يرجع للإصابة بمرض السكر لأنه مشكلة حقيقية لنحو16.5% من المصريين المصابين فعلا بالمرض, فيحس المريض بعدم القدرة علي الرؤية جزئيا ثم كليا لأن السكر في صورة جلوكوز يرفع ضغط العين واختلال الشبكية فإذا كان المريض مصابا بالضغط العالي فيكون ذلك مؤهلاً خطراً للإصابة بالعمي لتحلل خلايا الشبكية في حالة إهمال العلاج السكري خاصة بين شديدي الفقر والطبقة المتوسطة ممن لا تتاح لهم فرص العلاج أو القدرة علي شرائه أو لبعد الوحدات العلاجية والصحية عن مكان اقامتهم. كما أن انتشار الكلاب الضالة بهذه المناطق الريفية يساعد علي انتشار طفيليات مسببة للعمي وهى تنتقل باللمس أو التعامل مع مخلفات الكلاب بأي شكل ويمكن لهذا الطفيل تدمير الجهاز العصبي للعين وفقدان البصر إذا لم يكن هناك علاج في الوقت المناسب. وأضاف بدران أنه للأسف فإن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بفقد البصر في الأسر الفقيرة أو لعدم النظافة في البيئة التي يعيشون بها, كما أن المستوي الاجتماعي والتعليمي له دور إذ يعتقد بعض الناس في الوصفات البلدية التي تزيد الاصابة بالمرض أو في حالة الاصابة بالحمي والملاريا أو انتشار حالات السمنة لعدم وجود توازن غذائي. أمراض تهدد العين كشفت إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 65 من الذين يعانون ضعف البصر في العالم تعدت أعمارهم ال50 سنة، وأن 4 من كل 5 مكفوفين يعانون فقدان البصر نتيجة إهمال فحص العين، وأن 80 من ضعف البصر يمكن تجنبه، وذلك بالوقاية أو العلاج المبكر، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 6.3 مليون شخص في 2030. وان أكثر مسببات العمى يمكن تجنبها والقضاء عليها، وذلك بفحص العينين وتجنب الكثير من الأمراض التي قد تحرم الإنسان أغلى نعمة لديه، ومن أهم تلك الأمراض: - كسل العين في الأطفال الذي يسلبهم قوة البصر قبل بلوغهم الخامسة من العمر - الماء الأزرق (الجلوكوما) الذي تكثر الإصابة به عند سن الأربعين - اعتلال الشبكية بسبب داء السكري غير المنتظم - فقدان البصر بسبب القرنية المخروطية - تقرحات القرنية بسبب ارتداء العدسات التجميلية - أمراض العين التي سبق أن اصابت أحد الأقرباء - أمراض قد نسببها لأنفسنا بأخذ قطرة من الصيدلي دون وصفة طبية - تهتك الشبكية قبل انفصالها. سواء بوجود أعراض أو من دون أمراض العيون الشائعة - الماء الأبيض.. هو عبارة عن إعتام عدسة العين التي تكون شفافة في الأحوال الطبيعية، ويحصل هذا التغيير بسبب التقدم في السن أو نتيجة لمرض أو إصابة بالعين. وهو المسبب الرئيس للعمى وتتمثل أعراضه في: عدم وضوح الرؤية أو الشعور بغشاوة على العين، ورؤية وهج حول الأنوار ليلا، والحاجة المتكررة لتغيير النظارات. ويتطلب علاج الماء الأبيض في معظم حالاته عملية بسيطة لاستبدال العدسة المعتمة بعدسة صناعية، وتجري العملية بواسطة الأشعة فوق الصوتية من خلال شق جرح أقل من 3 ملم طولاً، ومع التقدم الكبير والتطوير التقني، أصبحت مخاطر العملية ضئيلة جدا. - "الجلوكوما" أو الماء الأزرق.. هو ارتفاع ضغط العين، ويعتبر ثاني مسبب للعمى و يصيب العين في صمت، حيث لا أعراض له، ويكتشف مصادفة عند فحص العين لأي سبب آخر، ويعتبر الفحص المبكر هو الطريقة الوحيدة لاكتشافه وحماية العين من العمى. لذا ينصح الأطباء بضرورة فحص العين سنويا لمن هم فوق الأربعين أو لمن لديهم تاريخ عائلي لمرض الجلوكوما، إذ يساعد على الكشف المبكر عن الماء الأزرق وتفادي فقدان النظر بسببه، وعدم استخدام أي قطرات لم يصفها طبيب العيون نظراً لإحتواء بعض القطرات على مركبات الكورتيزون التي تؤدي لارتفاع ضغط العين وفقدان جزئي أو دائم للبصر، كما يجب مراجعة طبيب العيون عند ملاحظة أي تغيير مفاجئ في الرؤية، أو رؤية هالات ملونة حول الأضواء، أو وجود احمرار مصحوب بآلام في العين. - العين الكسولة.. يحدث كسل العين عندما تختلف حدة البصر بين العينين وتكون إحدى العينين أضعف أو أكسل من الأخرى، وهىحالة غير مصحوبة بأعراض وتحدث عند الأطفال في الحالات التالية: - مرض إحدى العينين أو ضعف البصر في إحداهما كاختلاف طول أو قصر النظر بين العينين - حالات الحول - لوجود سبب عضوي مثل، إصابة بالقرنية أو ماء أبيض بإحدى العينين وعليه، ينصح بفحص نظر الأطفال في عمر الخامسة للتأكد من عدم وجود كسل العين، حيث علاج كسل العين في سن مبكرة قد يحمي بصر الطفل من العمى. أما العلاج، فيجري بتغطية العين السليمة لتحفيز العين الكسولة للعمل، وبالتالي تحسين الرؤية من خلالها. - اعتلال الشبكية السكري..هو تغيير يحدث في شبكية العين كلما طالت مدة الإصابة بالسكري، خاصة عند المرضى الذين لا يحافظون على مستوى سكر الدم عند المعدل الطبيعي. ويعتبر مرض السكري من أهم الأمراض العضوية المزمنة التي تمتد مضاعفاتها إلى معظم أجهزة الجسم، ومنها العين، وقد يكون سبباً في فقدان البصر، حيث تشير الدراسات إلى أن اعتلال الشبكية بسبب داء السكري هو من أحد الأسباب المؤدية للعمى في العمر ما بين 20 - 74 سنة، ومن المتوقع أنه بعد 20 سنة سيعاني 90 من مرضى السكري الأول و60 من مرضى السكري الثاني اعتلال الشبكية. لذا يجب المحافظة على مستوى سكر الدم من خلال اتباع تعليمات الطبيب المعالج، لأن الاكتشاف المبكر لمرض اعتلال الشبكية وعلاجه قد يمنع فقدان البصر بنسبة 90 %. - مخاطر العدسات اللاصقة عند الرغبة في استعمال العدسات اللاصقة الطبية أو الملونة الجمالية يجب مراجعة اختصاصي البصريات لأخذ القياسات الصحيحة للحفاظ على صحة العينين، وتطبيق تعليمات الاستخدام والعناية لتفادي أي تقرحات بالقرنية التي قد تؤدي للعمى. لذا ينصح الأطباء بالابتعاد عن شراء العدسات اللاصقة من المحلات غير المرخصة مثل محلات العطور أو صالونات التجميل، يجب استخدام المحاليل الخاصة بالعدسات لتنظيفها وعدم استخدام ماء الصنبور أو اللعاب لترطيبها، عدم النوم بالعدسات أيا كان نوعها، حيث إن وجود العدسة بالعين أثناء النوم يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهابات إلى خمس مرات، الحرص على عدم السباحة بالعدسات، وتفادي لبس العدسات في الأجواء المحملة بالغبار، عملية تصحيح الإبصار بالليزك أقل خطورة على العين من العدسات اللاصقة إذا اختير المريض بعناية. كيف تحافظ على عينك ؟ ومن التوصيات المهمة من أجل المحافظة على عين سليمة ورؤية صحيحة وللوقاية من أي مشاكل قد تصيب أي فرد من أفراد المجتمع، الأطفال أو الشباب أو كبار السن على حد سواء، وتتمثل هذه التوصيات فيما يلي:
- الاهتمام بإجراء الفحص الدوري والمنتظم للعين حتى وإن كان الشخص لا يعاني أي مشاكل ملحوظة. - الاهتمام بفحص المواليد الجدد، وخصوصا الأطفال الخدج للتأكد من سلامة العين - إجراء الفحص للأطفال عند سن الدراسة، علما بأنه فحص إلزامي لدخول المدرسة والحرص على إجراء هذا الفحص بشكل كامل وتحت أي ظرف أو عند ملاحظة أي علامات تدل على ضعف النظر. - فحص العين إذا كان الشخص يعاني أيا من أمراض المناعة الذاتية أو أمراضا أخرى تؤثر على سلامة العين، أهمها: السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، اضطرابات الغدة الدرقية، التهاب المفاصل الروماتزمي، الذئبة الحمراء، تصلب الأعصاب المتعدد، مرض بهجت، الهربز وامراض الفيروسية. - يجب فحص جميع أفراد العائلة الآخرين عند وجود أي أمراض وراثية عينية في تاريخ العائلة وعدم التردد في توضيح ذلك لطبيبك كالماء الأزرق (الجلوكوما)، اعتلال الشبكية، التهاب الشبكية التصبغي، عمى الألوان والعشى الليلي، قصر النظر الشديد. - هناك أعراض وعلامات، من المهم جدا إجراء الفحص عند ملاحظتها وهى: رؤية وميض أو فلاشات أمام العين، رؤية بقعة سوداء قد يتغير حجمها أو مكانها، رؤية خيوط سوداء أو ذبابة طائرة تتحرك أمام العين بشكل مستمر، وجود عتامة أو ضبابية تزداد مع الوقت، حدوث رؤية مزدوجة، فقدان الرؤية بشكل مفاجئ قد يدوم للحظات أو ساعات بإحدى العينين أو كلتيهما، ألم العين والصداع الدائم، احمرار العين والحكة، الإفرازات والدموع المستمرة، عند حدوث أي ضربة أو إصابة للعين أو حول محيطها، تعرض العين للمواد الكيميائية أو المنظفات والمبيدات أو العطور، ضرر العين بعد استخدام العدسات اللاصقة.