حذر عالم المصريات الدكتور أحمد صالح من انتشار ظاهرة بيع الآثار المصرية الموجودة فى المتاحف والجمعيات الأجنبية بالخارج، بحجة احتياجاهم للأموال وتراكم المديونات عليهم، مشددا على أن ذلك يتنافى مع الأخلاقيات المتحفية وضد الاتفاقيات المتعارف عليها، والتى تلزم بعرض الأثر للعامة وليس بيعها لمالك خاص. وطالب "صالح"، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن تقوم مصر من خلال منظمة اليونسكو بالدعوة لعقد مؤتمر دولى لمناقشة أخلاقيات المتاحف، والتأكيد على أن القطع الأثرية المصرية الموجودة فى المتاحف بالخارج، لا يمكن أن تباع، وفى حالة الرغبة فى بيعها يجب إعادة تلك الآثار إلى موطنها الأصلى مصر. فيما أشار إلى أنه استمرارًا لمسلسل فضائح المتاحف والجمعيات الغربية، وفى أقل من شهرين بعد أزمة بيع تمثال "سخم كا" فى مزاد بلندن قامت جمعية سانت لويس الأمريكية، غير ربحية، التابعة للمعهد الأثرى بأمريكا بعرض مجموعة أثرية للبيع فى صالة مزادات بونهامز البريطانية، يوم 2 أكتوبر الحالى بعد أن تراكمت عليه الديون، ولكن منعا لحدوث فضيحة قام متحف المتروبوليتان بالتدخل بسرعة وإنقاذ الموقف وشراء تلك القطع الأثرية، خاصة وأن المعهد الأثرى الأمريكى من أشد المدافعين عن أخلاقيات المتاحف. وقال صالح إن المجموعة الأثرية التى كانت معروضة للبيع عبارة عن 37 قطعة أثرية اكتشفها عالم الآثار الإنجليزى ويليام ماثيو فليندر بيترى فى عام 1913 فى المقبرة رقم 124 فى الحرجة باللاهون بمحافظة الفيوم، ترجع للأسرة ال 12 للملك سنوسرت الثانى، وهى عبارة عن 5 أوانى من المرمر و14 تميمة، و7 تمائم فضية، والباقى قطع من التمائم مطعمة بالأحجار الكريمة. وأضاف أن العالم الانجليزى قام بإهدائها لجمعية سانت لويس الأمريكية فى عام 1914، لأنها قامت بتمويل أعمال الحفائر الخاصة به، مشيرا إلى أن الجمعية بررت عرض تلك القطع الأثرية للبيع، وكان مقدر لها مبلغ 130 – 190 ألف دولار أمريكى، بتراكم المديونات عليها على الرغم من وجود اتفاقية بين المكتشف والجمعية تقضى بمنع بيع أى قطع أثرية للخاصة. كما أكد صالح أن هناك قطعة أثرية ضمن تلك المجموعة تم عرضها للبيع فى السر، ولم يتمكن متحف المتروبوليتان من شرائها، وهى عبارة عن "مسند للرأس من الالبستر"، وتم بيعها سرا بمبلع 27 ألفا و500 دولار، مشددا على ضروة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف بيع الآثار المصرية فى الخارج، خاصة وأنه من الممكن أن تحذو الدول التى بها آثار مصرية حذو أمريكا وبريطانيا.