كانت الهزيمة بحق مريرة وكان الإنتظار لست سنوات بعد هزيمة 5يونيو 1967 أكثر مرارة ولأجل هذا كان لابد من محاكمة المقصرين وإعادة بناء الجيش وكانت البداية في حرب الإستنزاف التي حقق الجيش المصري فيها بطولات أكدت أن النصر آت لامحالة لأن مصر مُصممة علي الثأر من هزيمة يونيو النكراء . وفي سنوات الإنتظار رحل الرئيس جمال عبد الناصر إبان فترة إعداد الجيش للمعركة وتغيرت القيادة وكان يُخشي أن يظل الحال علي ما هو عليه إلي أن أتت ساعة الصفر يوم السادس من أكتوبر سنة 1973 لتعبر مصر الهزيمة بحسب التعبير الرائع للأديب العملاق لتوفيق الحكيم في مشهد يؤكد بطولة وبسالة خير أجناد الأرض ومن ورائهم شعب عظيم إحتمل كثيرا إلي أن تحقق النصر . آباء النصر هم قادة وضباط وجنود الجيش المصري العظيم والقائمة طويلة . وقد سجل التاريخ للرئيس السادات أنه صاحب قرار الحرب وسجل أيضا أن في مصر قادة عظام لابد من ذكرهم كل آن وحين بداية من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات واللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي والقائمة طويلة . وقد ركزت علي هذه الأسماء "بالذات"لأن مصر كابدت كثيرا طوال ثلاثين عاما خلالها تم إختصار النصر في صاحب الضربة الجوية اللواء حسني مبارك"قائد" القوات الجوية الذي أصبح رئيسا للجمهورية بعد رحيل الرئيس السادات. قائمة الشرف كما ذكرت تتسع لكل من شارك مُخططا ومنفذا لأن الحرب منظومة متكاملة لايمكن إختصارها في إسم القائد بل في الجيش كله. في الذكري الواحدة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد كان الإحتفال بالذكري مهيبا في الكلية الحربية وقد شمل الإحتفال عروضا عسكرية أكدت أن الجيش المصري دوما في يقظة وإستعداد لأن الحفاظ علي النصر يستلزم دوام القوة والتأهب. سلام علي خير أجناد الأرض في ذكري النصر وأبدا لن تنسي مصر شهداءها وأبطالها رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.