حرب أكتوبر ستظل عالقة في أذهان المصريين ببطولاتها التي قدمتها في التاريخ المعاصر ، يكشف اللواء عبد الجابر أحمد قائد كتيبة 35مرعات أسرار جديدة في هذا الحوار وإلي التفاصيل : متى عرفت بميعاد العبور ؟ كشف: "كنت مقدما حديثا، كنت قائد الكتيبة 35 مدرعات أثناء حرب أكتوبر بالجيش الثاني الميداني،عرفت بحسي العسكري بأن ميعاد الحرب أقترب قبلها بأسبوع، لأن الأوضاع تغيرت، وقد سافرت إلي أهلي ب 48 ساعة وحضرت قبل الحرب ب 24 ساعة". نود معرفة المهام التي كلفت بها لحظة العبور وعقب حرب أكتوبر ؟ قال: "كنت مكلفا بمنع دخول الدبابات أثناء العبور على الأقدام مثل إنشاء الكباري وكانت المهمة الرئيسية للقوات هي التصدي لقوات العدو وهذه المهمة التي كلفنا بها لم تبدأ إلا بعد ان إطمئت القيادة العامة للقوات المسلحة أننا وصلنا إلى درجة عالية من الكفاءة القتالية في التدريب الشاق". وأضاف: "لن ننسى الدور البطولي لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع التي أمدت كل الأفرع والوحدات بالقيادة العامة للقوات المسلحة بكل صغيرة وكبيرة عن تحركات العدو على الجانب الشرقي للقناة من طرق الهجوم وأسلوبها وتقارير بأسماء القادة الإسرائيليين واحتياطاتهم أثناء الإغارة عليهم وكيفية هروبهم فى المعابر والأنفاق إلى توجد بالدشم التي استولوا عليها في يونيه 67 ". حدثنا عن علاقتك بالمشير حسين طنطاوي .. وماذا حدث في معركة المزرعة الصينية؟ كشف: "بطل المعركة الصينية هو المقدم أ .ح حينها محمد حسين طنطاوي، وكانت المعركة موجودة في قرية الجلاء شرق مدينة الإسماعيلية يحدها غربا البحيرات المرة الكبرى وكانت مصر تقيم فيها تجارب الزراعات ومواد التغذية مع الجانب الياباني وعندما حدثت النكسة وتم الاستيلاء على القرية كانت الكتابات اليابانية عليها فعندما جاءوا الإسرائيليون قالوا أنها كتابة صينية فتم إطلاق الاسم على إنها المزرعة الصينية تيمنا بهذه الكتابة الصينية". وتابع: "عندما قامت حرب 73 كان هناك مدق غير صالح "من السباخ" لا يصلح للسير عليه من سيناء حتى القناة فتم إصلاحه، وتسللت الدبابات إلى غرب القناة، وقام قائد الكتيبة 16 بالفرقة 16 باللواء 16 مشاة المشير طنطاوي بعمل مواقع صواريخ مضادة للدبابات، وقامت الكتيبة بتدمير دبابات العدو بأعداد لا حصر لها ولم يعبروا هذا الجسر على الرغم من تدعيمه ب 2 لواء مطاطي ولواء مدرع إسرائيلي، إلا بعد قرار وقف إطلاق النار وتم عبوره بالبرمائيات بعد احترام المصريين لقرار وقف إطلاق ولم تحترمه إسرائيل". ما أهم الموافق التي لا تزال عالقة في ذهن اللواء جابر ولا ينساها ؟ فتحه قلبه وقال: لن أنسى "بطلين" تأثرت بهما خلال معارك أكتوبر وقبلها، وهما اللواء عادل يسري قائد اللواء 112 مشاة في الفرقة 16 والذي حقق أكبر عمق عندما عبرنا في سيناء وأحدث أكبر خسائر في العدو، لكن خلال إحدى المعارك بترت ساقه وسقط خارج السيارة، وأصر وقتها على رؤية ساقه المقطوعة ورفعها ووقف يهتف "تحيا مصر"؛ فكان بطلاً تاريخيًا يستحق التكريم، وذكر العديد من بطولاته في كتابه "رحلة الساق المعلقة". وماذا عن ذكرياتك مع "صائد الدبابات"؟ أسرد:" الفلاح عبد العاطي "صائد الدبابات"، والذي رحل منذ عام 1991 وكان وفقًا للسجلات الرسمية أكثر من دمر دبابات العدو؛ فنجح وحده في تدمير 26 دبابة، رغم أنه حتى يوم 8 أكتوبر لم ينجح في تدمير أي دبابة ، وهو ما أصابه بالضيق والغيرة من زملائه الذين كبدوا العدو خسائر كبيرة". وتابع: "صدرت وقتها الأوامر بنقل "عبد العاطي" إلى فرقتي، وقمنا بإعداد كمين لدبابات العدو، وقام قائد "عبد العاطي" النقيب سيد خفاجة، بتوجيه عبد العاطي ومعه المقاتل بيومي إلى دبابات العدو، ودمر يومها عبد العاطي 9 دبابات بمفرده ، بينما نجح زميله بيومي في تدمير 4 دبابات، وانطلقت بعدها شهرة عبد العاطي". وأضاف: "استهوى عبد العاطي تدمير دبابات العدو وعندما لم تهاجم قطاعه دبابات العدو كان يذهب إلى القطاعات الحربية الأخرى لمساندة زملائه وقامت القوات المسلحة بتكريمه ومنحه وسام سيناء وتم افتتاح معرض الغنايم بمحافظة أسوان وقام بقص شريط الافتتاح بحضور القائد العام للقوات المسلحة المشير احمد إسماعيل على ومحافظ أسوان. ما شعورك عند العبور وعند سمع صيحات " الله أكبر" ؟ كانت سعادة غامرة لا يمكن وصفها وخاصة عندما سمع صيحة " الله اكبر"، وكأنها ملائكة مرسلة إلى خير جنود الأرض الذي وصفهم رسول البشرية "بأنهم خير أجناد الأرض"، فالدرس كان قاسيا على إسرائيل في الحرب، ولا تستطيع أن تفكر خوض الحرب مع مصر ويكفى استنجاد جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل بأمريكا فأمدتها بجسر جوى بعد أن علمت بضياع جيشها وتدميره الذي رددت وسائل الإعلام بأنه الجيش الذي لايقهر".