تختلف طرق استقبال عيد الأضحى بين دول العالم فمنهم من يزين الأضحية بالحنة وربط "فيونكه" ومنهم من يبيع أثاث المنزل من أجل شراء الأضحية اعتبارا ذلك فرض عليهم ، ومن أغرب ما يحدث في المغرب شرب القطرات الأولى من دماء الأضحية لإزالة الحسد. حيث يبتدأ العد التنازلي لحلوله يوم العاشر من شهر ذي الحجة الشهر الحادي عشر من السنة الهجرية ، هذا اليوم الذي يعتبر ذروة مناسك الحج و عيدا لكل المسلمين في شتى أرجاء المعمور و قد قص القرآن الكريم أسباب العيد في سورة الصافات " فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا آبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم ،و تركنا عليه في الآخرين". الصافات 102 عيد الأضحى في اليمن: مع إشراقه يوم عيد الأضحى، يلبس الرجال أفضل ملابسهم مُصطحبين الأطفال إلى الساحات والمساجد، لأداء صلاة العيد فيما انشغلت النساء بتجهيز البيت. يستقبل المواطن اليمني عيد الأضحى بخصوصية، وتميز حيث يتم تجهيز "كبش العيد" والملابس الجديدة والحلويات والأطعمة الخاصة بالعيد، التي تسمى "جعالة العيد"، وتختلف العادات والتقاليد من محافظة إلى أخرى، وأحياناً من منطقة إلى أخرى، من حيث الاستعدادات والأفراح والمباهج بهذه المناسبة الدينية المباركة. والنساء يقمن بتجهيز وتقديم جعالة العيد للزائرين من الأهل والأقارب، ويقدمن لهم (الزبيب- اللوز- الفستق - القرع - الدخش - الحلويات - الكعك)، ويتم تقديمها في صحون مخصصة، وتغطى بقطعة من القماش تسمى "قوارة". كما يقدم مع جعالة العيد الصبوح والخبز الدافئ الملئ بالسمن البلدي، وكذلك البخور والعطر، وهذا يتم طبعاً في يوم العيد. أما بالنسبة لوجبة الغداء يوم العيد، فله ميزة عن باقي الأيام حيث تقدم الذبيحة، والتي ذبحت في صباح يوم العيد. وفي العصر يقوم الرجال بالذهاب إلى المقيل للالتقاء مع الأقارب والأصدقاء، في المكان الذي تم تحديده مسبقاً في صباح يوم العيد، ويكون في الأغلب في منزل كبير الأسرة.. وكذلك النساء يذهبن إلى بيوت أمهاتهن وأخواتهن للالتقاء بالأهل. باكستان تزين الأضحية بالحنة يستقبل سكان جمهورية باكستان الإسلامية بجميع فصائلهم وعرقياتهم عيد الأضحى المبارك بروح إيمانية كباقي إخوانهم المسلمين لنيل الحظ الأكبر من الأجر والثواب بإتمام شعائره، وتزدحم أسواق باكستان لإقبال الناس على شراء الأضاحي، إذ يبادر الجميع الى شراء افضل البهائم لذبحها، ويتسابق البعض في الحصول على أجمل خروف أو أضخم عجل في سوق المواشي، وكل حسب ميزانيته. وهناك ليس جميع فقراء الباكستنين يعتمدون على التسول للحصول على اللحم أيام العيد، بل هناك من يجمع قرشاً على قرش طوال العام لشراء الأضحية، وهناك من هو فقير ولكن نفسه لا تسمح له بالتسول، وهناك من لا يملك نقوداً كافية لارتداء لباس جديد أيام العيد، إلا أنه يجمع ما يمكن لشراء أضحية ولو صغيرة. تشتهر باكستان بتزيين البهائم المعروضة للبيع بغرض الأضحية إذ يقوم البعض برسم نقوش جميلة بالحناء على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم الآخرون بربطها بحبال ملونة مع إلباسها قلائد جميلة إضافة إلى بعض المصنوعات الصوفية الملونة والأجراس، مما يميز البهائم المعروضة للبيع خلال العيد عن البهائم التي تباع في الأيام العادية، ويبدو الثور أو الخروف عريساً بسبب الإفراط في تزيينه قبل ذبحه. سباق الكباش بالصين يطلق الصينيون على عام 2015 "عام الخروف"، ويعتقدون طبقًا لخرافة قديمة، أن الأطفال الذين يولدون في هذا العام، خلقوا ليكونوا تابعين وليس قياديين، وأن قدرهم هو الفشل في الزواج، وسوء الحظ في العمل. وتقول أسطورة شعبية: "إن واحدًا فقط من كل عشرة أطفال يولدون في هذا العام يجدون السعادة في حياتهم". وقال خبراء صحيون: "إن فحوص الخصوبة زادت بصورة ضخمة في الأشهر الأخيرة من عام 2014 الذي يطلق عليه عام الحصان، وأبدوا مخاوفهم من ارتفاع عمليات الإجهاض في نهاية هذا العام بسبب إدراك الآباء والأمهات أن أطفالهم سيولدون في عام الخروف" ويحاول الأطباء إقناع الآباء بعدم صحة الخرافة، كما حاولت وكالة أنباء صينية حكومية أن تكشف زيف هذه الخرافة، بالتأكيد على أنه لا يوجد سبب واضح عن كيفية حصول عام الخروف على هذه السمعة السيئة، فلكل عام من التقويم الصيني، الذي يطلق عليه اسم من أسماء الحيوانات صفاته السيئة والجيدة. ذبح الأضحية حيث تمثل لعبة «خطف الخروف» أهم مظاهر احتفال مسلمي الصين بأول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يتأهب أحدهم وهو ممتط جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود، يلتقطه ببراعة تخطف الأبصار ودون أن يسقط من فوق ظهر جواده، بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث وآخر، لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض، وبعد الفوز بالخروف يجتمع ذكور الأسرة حوله، ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية لمدة تصل خمس دقائق، بعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف، ثم يتم تقسيمه بواقع ثلث للتصدق، وثلث للأقرباء، والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحية. المغرب شرب القطرات الأولى من دم الأضحية تكتنف أجواء الاحتفال بعيد الأضحى في المغرب، كما أن الأضحية التي تمثل رمزا وسنة وشعيرة، لهذا العيد، تحولت عند الكثيرين من سنة نبوية، إلى مظهر اجتماعي ومجال للتنافس والتفاخر، بين الأقارب والأصدقاء والزملاء، حتى صار خروف العيد في المغرب، مطلبا أساسا لجميع الأسر حتى الفقير منها، الذي يضطر إلى بيع أثاث منزله لشراء الأضحية. حيث يزخر المجتمع المغربي بعادات وتقاليد عديدة، مرتبطة بعيد الأضحى، منها عادة تراثية يطلق عليها "بوجلود" أو "السبع بو البطاين"، وتقوم على لف أحد الأشخاص نفسه، بجلود الماعز أو الخرفان، ثم يطوف على الأهالي، الذين يتصدقون عليه ببعض المال أو جلود الأضاحي. ويبدو أنها عادة تختفى تدريحيا. وهناك بعض الممارسات المحرمة، والأخطاء التي يقوم بها بعض المغاربة في عيد الاضحى، كغمس اليد في دماء الأضحية، ثم طبعها على الجدران أو شربها، اعتقادا بأن الدماء لها القدرة على منع الحسد، ومن الناس من يعمد إلى شرب أولى قطرات هذا الدم، ومنهم من يسارع إلى تجميع كميات من الدم، في إزار أبيض ليلتحف به من يشكو مسا من الجن. ومن الناس من يرمي بالملح أثناء الذبح، عند حافة المصارف اعتقادا منه أن ذلك سيطرد الجن، أو يملأ بالملح فم الخروف، أو يضع الحناء على جبهة الخروف.. وكلها عادات وسلوكيات أبعد عن الهدي النبوي، وممارسات تبعد المسلم عن روح الدين. عيد الأضحى في البحرين من التقاليد والطقوس المتعارف عليها في مملكة البحرين احتفال الأطفال بإلقاء أضحيتهم الصغيرة المدللة في البحر مرددين أنشودة «حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين على حلليني يا حيتي»، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع حتى يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات تكون وجبة الغداء عبارة عن «الغوزي». عيد الأضحي في ليبيا قبل ذبح الخروف تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيه بالقلم الأسود أو الكحل العربي ثم تشعل النيران والبخور ليبدؤوا بعدها بالتهليل والتكبير، حيث يسود الاعتقاد بين الليبيين بأن كبش الأضحية سيمتطيه الشخص المسمى عليه (الذي سيطلق اسمه على الكبش) إلى الجنة يوم القيامة، وهو هدية إلى الله -جل جلاله- فينبغي أن يكون صحيحا معافى، ويجب أن يكون كبشا جميلا قويا أقرن لا عيب فيه إطلاقا. عيد الأضحى في الجزائر وفى الجزائر يقوم المحتفلون بتنظيم مصارعة الكباش قبل حلول عيد الأضحى وسط حشود من المشاهدين، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب، وهى من أقدم العادات في البلد الواقع بشمال أفريقيا، ويتصارع الكبشان بالرؤوس وسط حشد من المتفرجين المتحمسين. مصر و السودان أما في مصر قد لا تختلف مظاهر العيد كثيرا عن بقية العالم الإسلامي من شراء الجديد وكعادة المسلمين بعد صلاة العيد يتجهون الى منازلهم لذبح الأضحية ومعايدة الأهل والأقارب وتوزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين اقتداء بسنة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ويقدم المصريون المأكولات الشعبية كا (الرقاق) وهو رقائق خفيفة من الدقيق والماء يتخللها اللحم المفروم وترش بحساء اللحم وتوضع في الفرن. وفي السودان يحرصون على زفة العيد وهي الخروج إلى احد الشوارع الرئيسية في البلاد ليزف احد المسؤولين لهم قدوم العيد وقد تكون هذه العادة من الموروثات الشعبية في البلاد يحرص الشعب السوداني على الحفاظ عليها. وبطبيعة الحال كأي دولة إسلامية تقام صلاة العيد في الساحات والمساجد وبعدها يتجه السودانيون إلى ذبح الأضحية ومن عادتهم أن تقسم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: للشواء والطبخ (والمرارة) وهي عبارة عن أكلة سودانية يتناولونها في أول أيام العيد وعقب الذبح مباشرة تؤخذ أحشاء الخروف من كبد ورئة وطحال وكلى وتتبل جيدا بعد أن تنظف وتؤكل نيئة دون طهي بينما تسمى (كمونية) إذا طهيت ومن المأكولات المشهورة لديهم (المفروق) عبارة عن خضار طازج يفرك ويضاف إلى الشوربة ويبقى الخضار طازجا ليحتفظ بقيمته الغذائية كذلك (مديدة البلح) وهي من التمور المطبوخة.