على الرغم من أن ليبيريا، ما زالت تشهد تسجيل حالات إصابة جديدة يوميا بفيروس "ايبولا"، قال مسؤولون محليون إنه تم إحراز تقدم ملموس في معركة مكافحة الفيروس القاتل. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال مساعد وزير الصحة لشئون الخدمات الوقائية، "تولبرت نينسوه"، لقد "كثفنا من استجابتنا في التعامل مع الفيروس، وأحرزنا عدة مكاسب على جميع المستويات". وخلال الأشهر الأخيرة، أودى "إيبولا"، وهو مرض معد ليس له علاج معروف، بحياة 3083 شخصا على الأقل في غرب أفريقيا، منهم 1830 في ليبيريا وحدها، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. ووفقا ل"نينسوه"، تحسنت عمليات جمع وإخلاء الجثامين، ونقل المرضى من المجتمعات السكنية في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة، بينما كان يتم في السابق ترك الجثث في الشوارع لنقص خدمات النقل والطوارئ. وأشار "نينسوه" إلى تحسن الأنشطة المجتمعية فيما بتعلق بالتعبئة والوعي، إلى جانب اكتشاف الحالات المصابة على مستوى المجتمع المحلي. وتعمل الحكومة على مشروع جديد لحملة، أطلق عليها اسم برنامج "رعاية إيبولا المجتمعي"، وتهدف لتوفير العلاج، والدعم للمجتمعات المحلية من خلال توزيع حقائب طوارئ تحتوي على مواد صحية، مثل القفازات، والعباءات، والأقنعة، والكلور. وفي الوقت نفسه، زادت وزارة الصحة عدد مراكز اختبار فيروس "إيبولا" من 1 إلى 6، لتقليص التأخير في الإعلان عن نتائج الاختبار. أما عن نواحي التحسن الأخرى، أوضح "نينسوه"، أنها تشمل زيادة عدد الأسِرّة في "مونتسيرادو"، المدينة التي أصبحت ثاني بؤرة لانتشار الفيروس بعد مقاطعة لوفا، حيث تم الإبلاغ عن أول تفشي له. وأشار "نينسوه"، إلى عدد الأسِرّة في "مونتسيرادو"، يبلغ حاليا 500، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 1000 في غضون الشهر المقبل. ولفت مساعد الوزير، إلى أن مونروفيا تستضيف حاليا ست وحدات لعلاج فيروس "إيبولا"، بينما ما زالت اثنتان قيد الإنشاء. وأضاف: "معدل استجابتنا لنقل المرضى قد تحسن، ونستقبل عدد أكبر من المرضى الذي يتوافدون على وحدات العلاج من مختلف أنحاء البلاد". وأعرب عن اعتقاده بأن نشر 3000 جندي أمريكي في البلاد، سيساعد ليبيريا في معركتها ضد فيروس إيبولا. واستجابة لطلب ليبيريا المساعدة، أرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما 3000 جندي أمريكي إلى البلاد لمساعدة السلطات في مكافحة تفشي الفيروس. وتعتزم واشنطن أيضا بناء 17 مرفق رعاية صحية -يضم كل منها 100 سرير- لعزل وعلاج المرضى، إلى جانب منشأة لتدريب 500 من العاملين في قطاع الرعاية الصحية أسبوعيا. وإلى ليبريا، وصلت مؤخرا أربع طائرات عسكرية أمريكية طراز "سي-17"، تقل عسكريين ومعدات أمريكية، ومن المتوقع وصول طائرة إضافية خلال الأيام المقبلة، إلى مونروفيا لنقل مزيد من الموظفين والإمدادات. و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90%، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع مخارج الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وبدأت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس في غينيا في ديسمبر/ كانون أول الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغال والكونغو الديمقراطية.