إذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ،والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والسلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح. وقال العلماء أن العشر من ذي الحجة أيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره ، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)، ، وجمهور العلماء أكد على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة قيل : ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( رواه ابن حبان وصححه الألباني). وفي العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة ، ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، و فيها يوم النحر ،وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر) (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.