واصل نازحون سوريون من مناطق قرى "عين العرب"، شمال شرق حلب، لليوم الثاني نزوحهم إلى الشريط الحدودي مع تركيا، بعد هروبهم من قراهم إثر سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على (21) قرية في المنطقة، أمس الخميس. وتجمع عدد كبير من الموطنين، وأغلبهم من الأكراد، على الشريط الحدودي، بانتظار موافقة السلطات التركية على عبورهم، بعد أن أمضى بعضهم في القرى المحاذية للحدود، في وقت تجمع فيه عدد من أهالي قرية "سوروج" التركية على الشريط، لتقديم المساعدات للسوريين. واتخذت قوات الأمن التركية إجراءات أمنية على الشريط الحدودي، فيما تفيد الأنباء أن نحو (7) آلاف سوري نزحوا عن مناطقهم، جراء المواجهات بين قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) من جهة، وقوات تنظيم الدولة الإسلامية، من جهة أخرى. من ناحية أخرى، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والإنسانية، "بمد يد العون، واتخاذ تدابير عاجلة تحول دون تفاقم وضع النازحين"، داعيا "الجانب التركي إلى فتح الحدود، وتسهيل دخول جميع الهاربين من بطش تنظيم الدولة". وأوضح الائتلاف في بيان صدر عنه مساء أمس، أن "التقارير تفيد بأن هناك أكثر من (7) آلاف مدني عالقون على الحدود السورية التركية، منذ صباح الخميس، أغلبهم من الأطفال، والنساء، وسط ظروف إنسانية قاسية، عقب تعرض مدينة "عين العرب" في ريف حلب، لحصار خانق من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية) على ثلاثة محاور". وبين الائتلاف أن "القصف العنيف الذي استخدمت فيه القذائف، وراجمات الصواريخ، تسبب بنزوح عدد كبير من الأهالي، خاصة في قرى "كعلك"، و"زرك"، و"قمشي"، و"زلخك"، و"تورامان" التابعة للمدينة، في وقت جدد فيه الائتلاف، إدانته لما وصفه بالجرائم العدوانية، التي يقوم بها تنظيم الدولة ضد المدنيين". وكان الائتلاف قد حذر أمس أيضا، من مخاطر وقوع مجازر محتملة بحق المدنيين، من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي سيطر على (21) قرية في منطقة عين عرب "كوباني"، في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.