دعت شخصيات سياسية عراقية، أنقرة الى المشاركة بفعالية في التحالف الدولي الذي أعلنت الولاياتالمتحدة عن تشكيله لضرب تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) في العراق، في الوقت الذي رحب عضو في اتحاد القوى العراقية الممثل للعرب السنة بعدم إشراك إيران في ذلك التحالف. ودعا محمد الصيهود النائب عن التحالف الوطني(شيعي) ، تركيا للمشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق، مشيراً إلى أن ذلك من مصلحتها. وقال الصهيود لوكالة "الأناضول"، إنه من مصلحة تركيا أن تنضم إلى التحالف، وبناء علاقات متوازنة مع العراق، كون لديها مصالح تجارية أكبر من أي دولة أخرى مع العراق، فيما لم يبيّن حجم أو شكل تلك المصالح. وأضاف أن المنطقة "تمر بتحديات أمنية كبيرة وأن النار التي اندلعت في العراق من الممكن أن تمتد لدول أخرى، والإرهاب الذي ضرب العراق من الممكن أن يضرب تركيا المجاورة لها، ولذلك من مصلحة تركيا أن تكافح الإرهاب قبل أن يصل اليها". وأكد الصيهود على ضرورة أن "تتخذ أنقرة خطوات عملية تجاه التعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب لإبراز بوادر حسن الجوار"، لم يحدد طبيعة تلك الخطوات. في سياق متصل، قال رعد الدهلكي النائب عن اتحاد القوى الوطنية العراقية "إن تركيا اتخذت سابقاً مواقف ايجابية تجاه كل القضايا العراقية، لذلك ندعوها إلى أن تتوج تلك المواقف بالمشاركة بضرب تنظيم داعش الإرهابي في العراق". وأضاف في تصريح لوكالة "الأناضول"، "نعول كثيراً على الدور التركي في العراق، حيث أن تركيا لطالما ساهمت بتهدئة أوضاع العراق وإخراجه من الأزمات التي عصفت به، وهي تملك مواقف مشهودة بهذا الخصوص" - حسب تعبيره. وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج، أكد عقب اجتماع مجلس الوزراء في العاصمة أنقرة في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، أن تركيا مستعدة للتحرك، والتعاون مع حلفائها من الأصدقاء، في مواجهة الأخطار الإقليمية. وتعليقاً على سؤال بشأن موقف تركيا من عدم توقيع البيان الختامي لمؤتمر جدة الذي عقد الخميس الماضي، بشأن المشاركة في ضربات جوية لتنظيم "داعش"، ذكر أرينج، أن الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أكدوا وأوضحوا أن تركيا "تساند الحلفاء في تحركهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها تتحرك أيضا وفق معطيات مختلفة عن الدول الأخرى، مشيرا أن تركيا جزء هام من المجتمع الدولي تتحرك وفق مصالحها، بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها". واجتمعت في مدينة جدة السعودية، الخميس الماضي، 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، وتمخض الاجتماع عن دعم الدول العربية ال10 المشاركة في الاجتماع للتحركات الأمريكية ضد "الدولة الإسلامية". من جهة أخرى رحّب قيادي في اتحاد القوى العراقية بعدم مشاركة إيران في الحلف الدولي لضرب تنظيم "داعش" في العراق. وفي تصريحه لوكالة "الأناضول"، قال القيادي في الاتحاد عبد القهار السامرائي "لا نرغب بأي تدخل عسكري إيراني في العراق، لأن معركة العراق مع تنظيم داعش هي شأن عراقي يحتاج إلى دعم دولي يستثني إيران التي لا يجب أن تتدخل بالشأن العراقي بتاتا"، حسب تعبيره. وأضاف، أن "إيران ليس لديها قابلية للاشتراك في التحالف الدولي ضد داعش، خاصة أن لديها مصالح خاصة في العراق، كما أن علاقتها العدائية المعلنة مع الولاياتالمتحدة التي تقود التحالف سيحول دون مشاركتها الفعالة فيه". وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله "علي خامنئي" قال مؤخراً، إنه رفض عرضا من الولاياتالمتحدةالأمريكية للتعاون ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشيراً إلى أن السفارة الأمريكيةبالعراق تقدمت إلى السفير الإيرانيبالعراق؛ لعقد اجتماع مشترك لمناقشة سبل مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلا إنه يرفض التعاون مع الولاياتالمتحدة لأن "يديها ملطخة ونيتها غير نظيفة".