يحتفل العالم في 16 سبتمبر من كل عام باليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون تحت شعار "حماية طبقة الأوزون.. المهمة مازالت مستمرة"، وهو اليوم الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1994 بمناسبة ذكرى التوقيع عام 1987على بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون من قبل 189 دولة التزمت بالمحافظة على البيئة. وقد يتساءل البعض لماذا كل هذا الاهتمام العالمي بقضية الأوزون؟ وتكمن الإجابة في مدى خطورة الآثار الصحية والبيئية، لا على الإنسان وحده، بل على الحيوان والنبات والنظم البيئية الاخرى. لذا لم تعد قضية الأوزون مشكلة محلية أو اقليمية، بل أصبحت مشكلة عالمية تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة الأخطار التي قد يحملها المستقبل. وقد ظهرت مشكلة "الأوزون" منذ عام 1983، حيث استطاعت الأقمار الصناعية أن ترصد عدة فجوات في منطقة الأوزون، كما حدث في عام 1986، حيث تم رصد فجوة كبيرة فوق قارة انتراكتيكا وقد استمرت حوالي ثلاثة أيام، وكانت ناتجة عن نقص الأوزون بنسبة 40 %، وكان ذلك بسبب المواد الكيميائية مثل الغازات المتخلفة بعد الانفجارات البركانية وغيرها. طبقة الأوزون تحمي من السرطان كشف تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من إشعاعات الشمس الضارة المسببة للإصابة بالسرطان، زادت سماكتها في الأعوام الأخيرة، وأن ثقب الأوزون في طريقه للاختفاء والانغلاق في عام 2050. وأفاد غير براثين رئيس قسم الأبحاث العلمية بالمنظمة، في مؤتمر صحفي عقده في مكتب الأممالمتحدة بجنيف، أن الحظر المفروض منذ عام 1987 على انبعاث الغازات المضرة بالطبقة الضعيفة الموجودة على ارتفاع عال نجح بشكل كبير، مقارنة بما كانت عليه الطبقة قبل أربع سنوات، وأن هذا يعتبر إنجازاً كبيراً يساعد على منع ملايين الإصابات بسرطان الجلد. وأضاف براثين أن طبقة الأوزون بدأت تتعافى بشكل واضح، مشيرا إلى أن من المحتمل اختفاء الثقب في عام 2050، في حال استمر الالتزام باتفاقية مونتريال. ووفقا لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، تساهم اتفاقية مونتريال لعام 1987 -التي حظرت المواد الكيميائية المسببة لتآكل الأوزون- في منع مليوني حالة إصابة بسرطان الجلد سنوياً بحلول عام 2030. وكانت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) قد أكدت في تقرير لها أواخر العام الماضي أن ثقب الأوزون-الذي يتشكل كل عام في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية- كان في عام 2013 أضيق قليلا من المتوسط في العقود الأخيرة. وقالت "ناسا" إن متوسط مساحة ثقب الأوزون في سبتمبر وأكتوبر 2013 بلغ 21 مليون كيلومتر مربع، علما بأن متوسط مساحة الثقب منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي يبلغ 22.5 مليون كيلومتر مربع. ويعتبر ثقب الأوزون ظاهرة موسمية تبدأ في التشكل في شهري أغسطس وسبتمبر، ويواصل علماء البيئة مراقبة الثقب على مدى عقود لأن الأوزون في الغلاف الجوي العلوي يحمي الحياة على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية للشمس. ارتفاع الحرارة واتساع طبقة الأوزون هناك علاقة بين التغيرات المناخية والأوزون في الهواء بين السماء والأرض في الجزء الأعلى من الغلاف الجزى وأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي اتساع ثقب الأوزون. وقد سجل الباحثون الاستراليون لأول مره منذ مايقرب من ربع قرن انكماش ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي وأن هذا الانكماش ظهر في النصف الثاني من التسعينات وأن العودة لما كان عليه في الثمانينات لا يظهر غير مع حلول عام 2085. وكانت الأممالمتحدة قد حذرت في إبريل الماضي من أن الثقب في طبقة الأوزون، ذلك الحاجز الحساس من الغازات الذي يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس- فوق الدائرة القطبية الشمالية بلغ أعلى مستوى له، بسبب استمرار وجود مواد ضارة في الجو، حيث أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن كمية الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية تراجعت إلى معدلات قياسية فوق القطب الشمالي بسبب استمرار تواجد المواد المضرة بالأوزون في الجو وحذرت من شتاء قارس البرودة في الطبقة العليا من الغلاف الجوي. وتقوم طبقة الأوزون بحماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية ذات الآثار الضارة على الصحة. وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن طبقة الأوزون تحمي الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، لكن سمك الطبقة فوق القطب الجنوبي يتضاءل كل عام بسبب انبعاثات غازي الكلور والبرومين الناتجين عن المركبات الكيميائية التي يصنعها الانسان مما يؤدى إلى تآكل طبقة الاوزون باتجاه طبقات الجو العليا. وحذر العلماء من أن تزايد انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون وغازات أخرى سيؤدي إلى رفع متوسط حرارة الأرض بمقدار من 5ر1 إلى 5ر4 درجات مئوية بحلول النصف الثاني من القرن الحالي. فقدان الكائنات الحية.. قلق عالمي وأكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص ل"محيط"، أن موضوع التنوع البيولوجي يحتل اهتماماً عالمياً نتيجة لزيادة القلق الدولي بشأن استمرار فقدان التنوع البيولوجي مما حدا بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان العام الحالى سنة دولية للتنوع البيولوجي. وأوضح بدران أن التنوع البيولوجي يعني تنوع جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض والتفاعل فيما بينها مما يتسبب في إحداث التوازن البيئي الذى يخلق بيئة مثالية لحياة الإنسان. ويرى بدران أن تناقص التنوع البيولوجي يرجع إلى عدة أسباب، مثل تدمير البيئة كإزالة الغابات الإستوائية، الإستغلال المفرط للموارد، التلوث، العبث البيئي مثل اللعب بالجينات الطبيعية للكائنات الحية. وأضاف بدران أنه في الآونة الأخيرة وبسبب التلوث البيئي، أصبح التنوع البيولوجي على كوكب الأرض مهدداً بالفقدان، مشيراً إلى أن عدد أنواع الكائنات الحية يبلغ حوالي 50 مليون نوع، وهى تعتبر جزءاً أساسياً ورئيسياً من النظم البيئية الطبيعية اللازمة للحياة السليمة، ووجود الإنسان على كوكب الأرض، وأنه ينقرض يومياً حوالي 100 نوع منها (36 ألف نوع فى العام) بعضها يعتبر مصدراً للعديد من العقاقير والأدوية. الغابات .. رئة كوكب الأرض وأشار بدران إلى أن إزالة الغابات هى السبب الرئيسي في تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون، وقد حدث تآكل الغابات نتيجة تغلغل المصانع والمدن والإنفجار السكانى، حيث يُقدر عدد سكان الأرض حالياً ب 6.9 مليار نسمة. وينصح بدران كل قادر على زرع شجرة فالعالم بحاجة ماسة لزراعة مليار شجرة لامتصاص نحو 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وكانت مساحة الغابات الكلية في عام 2005 أقل من 4 مليارات هكتار بقليل، وهى أقل من ثلث نظيرتها قبل أن يعرف الإنسان الزراعة منذ عشرة ألاف عام، كما أن تآكل الغابات مستمر عالمياً وبمعدلات مخيفة، بمعدل 13 مليار هكتار سنوياً، وهى مساحة دولة اليونان أو نيكارجوا تقريباً. وحسب منظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة) تآكل الغابات مازال مستمراً عالمياً وبمعدلات مخيفة مع إن الجهود العالمية أدت إلى إبطاء نوعي لوباء إزالة الغابات عالمياً. وقد صاحب ذلك ثورة تشجير واسعة فى دول كثيرة: مثل الصين والهند وفيتنام والولايات المتّحدة، بحوالى سبعة ملايين هكتار من الغابات الجديدة سنوياً. لذا هَبطت نسبة الخسارة الصافية في رقعة الغابات إلى 5.2 مليون هكتار سنوياً , بينما كانت الخسارة في العقد الأخير من القرن العشرين (التسعينات ) 8.3 مليون هكتار سنوي. وعن حرائق الغابات، أكد بدران أنها تعتبر من أخطر المشاكل التي تهدد البيئة، وذلك لأنها لها تأثتيرات ضارة على كوكب الأرض مثل، التصحر، تآكل التربة، شح المياه، زيادة الإحتباس الحراري، التغير المناخي، القضاء على التنوع البيولوجي، التأثير السلبي على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون، زيادة معدلات التلوث في الهواء، خاصةً مع إنبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام.