بائعو الجرائد.. مهنة لا يتحدث عنها الكثيرين.. تكاد تكون مهمشة رغم أهميتها.. لا يوجد من يدافع عنها أو يحمي مستقبلها وسلامتهم الشخصية من حيث التأمين الصحي والمعاشات وغيره... يراها البعض أنها مهنة "الصايع الذين لا ملجأ له".. كما تنظر إليها المؤسسات الصحفية أنه شخصا ليس له أهمية كأهمية الجرائد التي يقوم بتوزيعها. حاولت شبكة الأعلام العربية "محيط " التقرب إليهم لمعرفة معاناتهم، والتقينا أحد أشهر بائعي الجرائد "أحمد عدلي" الشهير بناصر. وإلى الحوار: متى بدأت العمل بتوزيع الجرائد؟ اعمل بهذه المهنة منذ أربعين عاما، بدأت أوزع الجرائد في الشارع مثل ما تشاهدي في الأفلام "أقراء الخبر" ثم بعد ذلك وجدت أنها مرهقة فتعاقدت مع مؤسسة الأهرام، وصنعت كشك جرائد في شارع جامعة الدول العربية. هل هذه المهنة مربحة؟ أنا لا اعترف بها مهنة أصلا فهي مثل ما يطلقوا عليها مهنة "الصيع والبلطجية"، مع العلم أن أولادنا كلهم تعليم عالي و في وظائف محترمه، كما أننا لا نأخذ حقوقنا من المؤسسات التي نعمل بها، مكسبنا في "الجرنال" سبع قروش، ولا يوجد تأمين صحي علينا، فكان هناك خطه لإنشاء نقابة ولكن مؤسسة الأهرام "منها لله" تصدت لتلك الفكرة وقامت بعمل "كارنيهات" وهمية ليست لها فائدة لا تصلح لشراء رغيف عيش أو العلاج. وعندما تعرضت لحادث أليم نتج عنه بتر ذراعي الأيسر، نتيجة تصادم ميكروباص في "فرشة الجرائد"، لم تدفع لي المؤسسة الصحفية التابع لها ثمن العلاج، بل طالبت بالحصول على المرتجع من الجرائد! هل أثرت الصحافة الالكترونية على بيع وشراء الجرائد والمجلات؟ نعم بالتأكيد، فالإنترانت أصبح اهتمام كل مواطن، فالموظف بعد وأن كان يشتري الجرنال أصبح أمامه الكمبيوتر والمواقع الإخبارية المختلفة، التي يستخرج منها الإخبار والمعلومات أسرع من الجريدة. هل تتوقع أن تختفي الجرائد؟ نعم.. وبالتحديد عام 2020 لن تجد جريدة في الشارع، وأصبحت تشكل خسارة على المؤسسة الصحفية، على سبيل المثال جريدة الأهرام تنتج 200 ألف نسخة، يعود منها 120 ألف نسخة إلى المخازن، أصبح هناك خسارة، فكم صحفي وموظف وعامل مطبعة يعمل من أين يقبضوا مرتبتهم. وكثير من المجلات انقرضت حتى مثل جريدة كلام الناس، وكل الناس، ونصف الدنيا، وليلينا، والعدد مرشح للزيادة. هل هناك مشاكل يواجهها بائعي الجرائد؟ مشاكلنا كثيرة ولا أحد يهتم بنا، كل المهن لها نقابة أو مؤسسة تكون راعي لهم وتحافظ على حقوقهم، أما نحن فإذا تعرضنا لحادث أو أصابنا بمرض لا يسل علينا أحد، ولم تخرج المؤسسة قرش واحد لنا، فنحن في نظرهم " أهو صايع.. (..) وراح في داهية " أهم شيء لديهم هو المرتجع والفلوس توصل لهم. وأقرب مثال على ما أقوله أثناء مظاهرات الإخوان في جامعة الدول قاموا بحرق الفرشة لي ولم يتبقى منها أي شيء غير رماد الجرائد، ولكن مؤسسة الأهرام طالبت برجوع المرتجع الذي تم حرقه وإلا ستتوقف عن التعامل معي، فكان مني أن استلفت من الأصدقاء وجمعت لهم المبلغ. هل تعلمي أن التأمين الخاص بي لدى مؤسسة الأهرام لا استطيع الحصول عليه تحت بند "عندك عجز " فإذا كان التأمين عشر ألف "تبوسي أيدك وش وظهر لو حصلتي على ألف جنيه". ما الكلمة التي تريد أن تقولها في النهاية ؟ لا أريد شيء من هذه الحكومة.. بس الغلبان اللي في هذه البلاد سيموت من الفقر.. مهنتنا غير مربحة وليست مشرفة.. و"كفاية أوي كده عليها". اقرأ فى الملف "الصحافة الإلكترونية .. مارد يغير العالم " * الديسك المركزي الجندي المجهول في المعركة الصحفية * المصور الصحفي.. يد تحمل الكاميرا والأخرى تواجه الرصاص * خبراء ل«محيط»: الصحافة الإلكترونية مكملة للورقية وليست بديلا * قتل وضرب وإهانة مصير يواجه جنود صاحبة الجلالة * نقيب الإعلاميين الالكترونيين ل«محيط»: نعتزم إنشاء ثلاث كيانات.. ونقابة الصحفيين ستندم * كاميرا المراسل الصحفي .. العدو الأول لقوات الأمن والمتظاهرين ** بداية الملف