رفض تجمع شبابي في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوبه، قرار الخرطوم الأخير القاضي باعتبار منطقتهم واحدة من الدوائر الانتخابية في الانتخابات التي يتوقع إجراؤها العام المقبل. وقال كوال بيونق الأمين العام لتجمع شباب منطقة أبيي (غير حكومي)، لوكالة الأناضول، إن "حكومة الخرطوم تريد خلق توتر جديد في المنطقة من خلال هذه الخطوة". واتهم بيونق، الخرطوم بمحاولة "احتلال منطقة أبيي، وتشريد سكانها الأصليين مرة أخرى". وفي هذا الصدد، ناشد بيونق، حكومتي البلدين بالاعتراف بنتائج الاستفتاء المجتمعي الذي أجرته عشائر دينكا نقوك في أكتوبر/تشرين أول الماضي، والذي قضت نتائجه بانضمام المنطقة إلى جنوب السودان بأغلبية ساحقة. وحظي قرار الخرطوم قبل أسبوعين اعتماد منطقة أبيي ضمن الدوائر الإنتخابية في الانتخابات العامة المقررة في أبريل/نيسان المقبل تأييد قبيلة المسيرية الموالية لها، وسط تذمر قبيلة دينكا نقوك الموالية لجوبا. وتقتسم قبيلتا المسيرية ذات الأصول العربية، و دينكا نقوك ذات الأصول الزنجية النفوذ في المنطقة الغنية بالنفط والمراعي الخصبة. وكان من المفترض أن يجرى استفتاء لتحديد تبعية المنطقة في يناير/كانون ثاني 2011 بالتزامن مع الاستفتاء الذي أُجري في جنوب السودان ومهد لإنفصاله في يوليو/تموز في ذات العام، إلا أن الاختلاف حول أهلية الناخب عطل هذه الخطوة. وتتمسك الخرطوم بمشاركة قبيلة المسيرية البالغ عددها حوالي 450 ألف، بينما تصر جوبا على أن يقتصر التصويت على قبيلة دينكا نقوك البالغ عددها نحو 200 ألف، بحجة أن الأخيرة غير مقيمة في المنطقة بشكل دائم، ويأتي سكانها للرعي في موسم الجفاف، وهو ما ترفضه الخرطوم التي تقول، إن "النشاط الرعوي لا ينفي صفة المواطنة".