أعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، بأنها أوعزت بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، والتي بدأت أمس الاثنين في جميع المناطق الخاضعة للمعارضة، في ريف إدلب "شمال"، وذلك إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال. وجاء ذلك وفق ما أعلنته الوزارة عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلن بيان صادر عن مديرية صحة إدلب الحرة، عن وقف حملة اللقاح ضد مرض الحصبة، للتحقق من صحة الأخبار الواردة، حول ظهور حالات تسمم بسبب اللقاح، شرق معرة النعمان، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وأشار البيان، أن مديرية الصحة قامت "من خلال أكثر من 30 مركزا في محافظة إدلب، بتلقيح أكثر من 6 آلاف طفل ضد مرض الحصبة دون حدوث أي وفيات أو اختلاطات جديّة، إلا أنه حدث اليوم الثلاثاء، وبشكل مفاجئ، عدة حالات وفيات في مركز واحد في محافظة ادلب". وتابع البيان بالتأكيد على أن "جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادِ مجهولة حتى الآن، وأنه تمت إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر، ولاتزال القضية قيد البحث". كذلك لفت البيان إلى أن "مديرية صحة إدلب الحرة، تؤكد أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن كافة الاحتمالات المتعلقة، لها صلة باختراق أمني محدود، من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام، الذي يسعى لاستهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق بلبلة"، على حد وصف البيان. وطمأنت المديرية "كافة الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم، أن اللقاح سليم تماماً، ولا يوجد أي خطر على أطفالهم الذين أخذوا اللقاح". وكانت عدة تنسيقيات معارضة، قد نقلت المعلومات الواردة حول حالات التسمم في منطقة "جرجناز، وسراقب، وتلمنس"، حيث أطلقت نداءات من مكبرات الصوت من مساجد قرى ريف إدلب، تطالب الناس بعدم تلقيح اطفالها. من جانب آخر، قال الناشط الإعلامي، عبد الله جدعان إن "هناك مناطق تأثرت، ومناطق لم تتأثر من حملة التلقيح، حيث قامت مديرية صحة إدلب الحرة بسبع جولات للقاح شلل الأطفال، معطية اللقاح لنحو 25 ألف طفل، وكانت الأمور سليمة مئة في المئة". وأضاف في تصريح ل"الأناضول"، أنه "خلال حملة اللقاح ضد الحصبة قبل أشهر، لقح كامل أطفال المخيمات في المرحلة الأولى، ولم تظهر أي حالة تسمم، وفي المرحلة الثانية تم تلقيح 6 آلاف طفل أمس الاثنين، ولم تظهر أي حالة". وكشف أنه " صباح اليوم الثلاثاء، وفي مركز جرحناز حصراً، الذي قام بتوزيع اللقاح الى قرى (سنجار، وتلمنس)، ظهرت حالات التسمم، وكأن يداً خبيثة قامت بلعبة لعينة، أدت إلى حالات التسمم والوفاة، علماً أن بقية المراكز في إدلب، لم تظهر فيها أي حالة مشابهة". ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.