قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة إنه تم اليوم إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق ضد مرض شلل الأطفال في كل من مصر والعراق والأردن وسوريا، على أن تليها حملة مماثلة في لبنان ابتداءً من 9 مارس الجاري، وبذلك سيكون الأطفال في هذه البلدان من أول الأطفال الذين سيحصلون على اللقاح ضد شلل الأطفال وذلك من بين حوالي 10 ملايين طفل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. ونقل بيان عن المنظمة عن خزامى الرشيد، وهي إحدى العاملات في المجال الطبي في أحد المراكز الصحية في قدسيا بريف دمشق في سوريا، قولها: " في كل مرة نقوم بحملة تطعيم، لابد لنا أن نضع قطرتين من لقاح شلل الأطفال في فم كل طفل تحت سن الخامسة، بغض النظر عن المرة السابقة التي حصل فيها الطفل على اللقاح ". وتابعت: "إذا استطعنا فعل ذلك لن يجد الفيروس طفلا واحدا يمكن أن يصيبه بالعدوى، وبذلك نوقف هذا المرض". وتعتبر حملة التطعيم في هذه البلدان المتعددة جزءاً من التصدي الإقليمي لعودة فيروس شلل الأطفال البري الباكستاني إلى سوريا. وتخطط سبع دول في منطقة الشرق الأوسط لتطعيم أكثر من 22 مليون طفل عدة مرات خلال ستة أشهر، وهي أكبر خطة تطعيم على الإطلاق في تاريخ المنطقة. من جانبه قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان: "إن شلل الأطفال لا يحترم الحدود، فاكتشاف حالات شلل الأطفال في سوريا لا يقتصر على كونه مشكلة في سوريا وحدها، ولكنه مشكلة تتطلب تصديا إقليميا، إذ تعتمد سلامة الأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط على أن نكون قادرين على إيقاف شلل الأطفال في سوريا". وأشار إلى أنه في 28 أكتوبر الماضي أعلنت وزارة الصحة السورية أن شلل الأطفال قد عاد إلى البلاد للمرة الأولى منذ نحو 15 عاماً.. وسوف تكون جولة التطعيم التي تجري الآن في سورية خلال مارس الجاري هي الجولة الرابعة منذ الكشف عن شلل الأطفال. وقالت السيدة ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن تلقيح عدد كبير من الأطفال في بلدان مختلفة يعتبر عملية هائلة، إذ يواجه كل بلد التحديات الخاصة به في مواجهة جعل الحملة فعالة، والتحديات في سوريا أكثر من غيرها من البلدان، ولكن التلقيح هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من ضمان الحماية الملائمة للأطفال في جميع أنحاء المنطقة ضد هذا المرض الرهيب". جدير بالذكر أن وزارة الصحة والسكان المصرية أطلقت اليوم حملة محدودة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بمحافظة شمال سيناء وتستمر لمدة 4 أيام وذلك بهدف رفع الحالة المناعية للأطفال، كإجراء احترازي، بعد أن اكتشفت منظمة الصحة العالمية عينتين بيئيتين لفيروس شلل الأطفال في الصرف الصحي بمدينتي رفح وغزه الفلسطينيتين. وقالت الوزارة إن الحملة المحدودة تستهدف تطعيم 69 ألف طفل بمحافظة شمال سيناء، وذلك من عمر يوم وحتى 5 سنوات ، بتكلفة تبلع حوالي 400 ألف جنيه.