تتمتع محافظة المنيا بموقع جعرافى فريد ، ومناخ معتدل صيفاً وشتاء وخريطة أثرية عريقة تشمل كل العصور التاريخية ، وتحتل المرتبة الثانية من حيث وجود الأثار بها على مستوى الجمهورية .. هنا فى المنيا تحيا فى مدينة الأحلام ، حيث عاش إخناتون وتهادت الجميلة نفرتيتى فى أفق آتون (أخت آتون) العاصمة الجديدة لمصر عام 1375- 1358ق.م (تل العمارنة الحالية)، بينما كان إخناتون ينظم الترانيم الشهيرة فى عبادة الإله آتون (قرص الشمس)، الذى يرسل أشعته لتلك الأيدى الصغيرة التى تعطى الحياة ، معلناً أول دعوة للتوحيد والفن الواقعى، وفى المنيا (بنى حسن) أيضا تعيش فى أعماق التاريخ منذ 2000عام ق.م ، حيث تركت الدولة الوسطى الفرعونية مجموعة متكاملة وفريدة من آثار هذا العصر الذى تقدمت فيه الزراعة والصناعة ، والذى يعتبر مهد الرياضة والصيد والرقص التوقيعى . كما تعيش أيضا فى الجو الرومانسى مع قصة (ايزدورا) أول شهيدة للحب فى التاريخ وكذلك تلمس الوفاء الذى أدى إلى انتحار صديق الإمبراطور هادريان، و(الشيخ عبادة) التى أنجبت السيدة مارية القبطية زوجة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفى دير العذراء شرق سمالوط تحيا فى نفس المكان التى زارته العائلة المقدسة هربا من بطش الرومان وهناك بنت القديسة (هيلانة) كنيسة دير السيدة العذراء فى القرن الرابع الميلادى، و فى البهنسا الغراء التى تطيب ثراها برحيق دماء الشهداء الذكية أثناء الفتح الإسلامى لمصر، هذه هى بانوراما الآثار فى محافظة المنيا التى تمتلك إلى جانب هذا مقومات السياحة الأخرى . وقد انحسرت السياحة بل انعدمت تماماً فى هذه المحافظة فى الربع قرن الأخير تقريباً ، بالرغم من أنها تتمتع بكل مقومات السياحة وأنماطها من سياحة ثقافية وترفيهية لا تقل مكانة عن الأقصر، وإن فاقتها فى بعض الأحيان ، و كذلك قربها من شاطىء البحر الأحمر فى: الغردقة، والسخنة ، وسفاجة، والقصير، ونظراً لأن السياحة تمثل دوراً أساسياً فى الدخل القومى، فيجب أن نبحث عن أماكن جديدة نروج لها ونضعها فى بؤرة الأهتمام .. وأنى أدعو من خلال هذه السطور إلى تنشيط السياحة وإعادة الأضواء إلى هذه المحافظة عروس الصعيد التى أهملت كثيراً ووضعت فى طى النسيان طويلاً .. تتلخص رؤياى واقترحاتى لتنشيط السياحة على النحو التالى : 1- إقامة شبكة طرق دائرية رئيسية حول نطاق المحافظة تتفرع منها طرق فرعية تصل الى الأمكن السياحية فى: تونا الجبل، والأشمونين، والبهنسا فى جانبها الغربى، والشيخ عبادة، وتل العمارنة، وبنى حسن، واسطبل عنتر، وجبل الطير، وشارونة فى جانبها الشرقى. 2- عمل خرائط ودلائل ارشادية عن كل الأماكن السياحية بكل اللغات تساهم فيها هيئة تنسيط السياحة كما تفعل فى أماكن أخرى: كالغردقةوالأقصر وأسوان والقاهرة والجيزة 3- عقد المؤتمرات العالمية ودعوة كل الخبراء وعلماء المصريات إليها لأبراز أهمية الأقليم . 4- عمل أفلاماً تسجيلية مركزة عن الأماكن الأثرية والطبيعية بالمحافظة. 5- دعوة رجال الأعمال والمستثمرين لزيارات ميدانية داخل المحافظة لاستطلاع الأماكن التى تصلح لعمل مشروعات يرافقهم خبراء من أساتذة كلية السياحة والفنادق وقسم الأثار بكلية ألآداب جامعة المنيا، ومنطقة آثار مصر الوسطى ، وهئية تنشيط السياحة بالمنيا . ومن حسن حظنا أن المنيا الآن يوجد بها تجديد شامل لكل الطرق بالمحافظة ومنها ( طريق الشيخ فضل – رأس غارب ) وقد قارب على الانتهاء، وهو يصل المحافظة بمدن البحر الأحمر ، وكذلك يُبنى الأن كوبرى ضخم على النيل عند الشيخ فضل مما يسهل الوصول إلى آثار البهنسا ذات التاريخ العريق، ومنها إلى الطريق الصحراوى الغربى ، وبالتالى يسهل الوصول إلى تونا الجبل والأشمونين ، وبعدها يسهل مد طرق فرعية تصل إلى الأماكن السياحية .. ومن حسن حظنا أيضا عدم إشغال الشاطىء الشرقى للنيل فى معظمه مما يسهل بناء فنادق ومنتجعات سياحية ونوادى (تخيل معى وجود أربعين فندق مثل : نادى ضباط القوات المسلحة) ، وكذلك وجود كورنيش جميل على الشاطىء الغربى من أجمل البقاع فى صعيد مصر، وهو مطور وجاهز للعرض وكذلك اتساع مجرى النيل مما يسهل بناء فنادق عائمة تجوب المحافظة من شمالها الى جنوبها .. وإذا ازدهرت السياحة بالمنيا يكون المردود قوياً ينتج عنه:- 1- تشغيل أكبر عدد من الموارد البشرية الهائلة بالمحافظة المنتشرة بينها البطالة وإحداث انفراجة اقتصادية . 2- ازدهار المنطقة الصناعية الكبرى بالمنيا الجديدة . 3- من الممكن نقل العديد من المنشأت الأكاديمية الأخرى بالمنيا الجديدة . 4- تفعيل دور المنيا الجديدة وإقامة أحياء جديدة بها بل من الممكن إنشاء مدن جديدة أخرى فى الصحراء الشرقية الشاسعة نظراً لقربها من النيل ، وبالتالى لا يوجد عائق أمام مشكلة المياه .... ويرى / أحمد حسن العدوى مدير إدارة السياحة - السابق- بمحافظة المنيا الذى أكد أن هناك عوائق تقف فى سبيل تنشيط السياحة، ويجب على الحكومة أن تساهم وتسرع فى حلها وهناك متطلبات يجب أن توضع فى الحسبان للنهوض بالسياحة هى:- 1- إعادة تشغيل الخط الملاحى النهرى (القاهرة – الأقصر) لإتاحة الفرصة لزيارة الأماكن السياحية بها ، فالأماكن الأثرية كلها تقع على شاطىء النيل بطول 150كم. 2- تشغيل طريق (الشيخ فضل – رأس غارب) سياحياً. 3- إنشاء مطار مطار مدنى بالمنيا علماً بأن المحافظة قامت بتخصيص مساحة 10كم2 شرق النيل لإنشاء هذا المطار. 4- إنشاء طريق جديد يربط المنيا بالواحات البحرية بطول 160كم لإستطلاع المناطق الطبيعية وزيارة المتحف الجيولوجى هناك . وأخيراً ، إنى أهيب بالمسئولين أن يأخذوا الموضوع موضع الجد والدراسة ، وتوفير الخبراء الذين يسرعون فى إنجازه فى أقرب وقت وتذليل العقبات التى تواجهه .. وأن يعالج هذا الإهمال الذى دام طويلاً بلا مبرر .