قديما كانت لافتة "البيع بسعر المصنع" كفيلة بدفع العديد من المستهلكين للإقبال علي سلعة أو منتج معين، ولكن علي ما يبدو أن مثل هذه اللافتات قد فقدت تأثيرها في ظل فيضان السلع الصينية الرخيصة و الذي يجتاح السوق المصرية في السنوات الأخيرة. وأصبحت لافتة "البيع بسعر الصين" هي الضمان الأكبر وربما الوحيد للترويج للمنتج، وإقناع المواطن بشرائه فضلا عن تحقيق بعض المستوردين لمكاسب خيالية بأقل تكلفة ممكنة، الأمر الذي بات يهدد مستقبل قائمة طويلة من المنتجات المصرية.. اختيار المنتجات يتم اختيار الماركات بشكل جاد حتى لا يفوت المستهلك فرصة الاستفادة من الموسم الذي ينتظره الكثيرين في مثل هذه الأيام من كل سنة. تقول ربة منزل إنها تختار المنتج وفقا للجودة والسعر المناسب وإذا توافر ذلك في المنتجات المصرية سوف يتم الإقبال عليها بدلا من المنتجات المستوردة، وتضطر لشراء المستورد لأنه لا يوجد منتجات مصرية بنفس الجودة العالية. وأكدت صاحبة محل بالفجالة انه نظرا لأزمة البنزين التي يعاني منها الكثير من المصريين والتي أدت إلى ارتفاع أسعار النقل والمواد الخام التي تدخل في صناعة هذه المنتجات، يتم رفع أسعار السلع المستوردة والمحلية بالإضافة إلى تغيير نوعية المواد المستخدمة في التصنيع بالخارج مما يرفع من تكاليف الاستيراد أيضا. تنافس حاد وأوضح سلامة محمد بائع متجول بالفجالة، أن 90% من المنتجات التي يتم تداولها في السوق هي منتجات صينية الصنع، وأكد علي الإقبال الشديد من قبل المستهلك علي هذه السلع بسبب رخص أسعارها وهو ما يناسب فئة كبيرة من المجتمع بالإضافة إلى أنها تنافس نظيرتها من السلع المحلية والهندية والباكستانية علي الرغم من سوء جودتها. وهذا ما أكده احد أولياء الأمور الذي أشار إلى أن معظم المستهلكين يلجئون لبعض المحلات التجارية التي تبيع الأدوات المدرسية المستوردة من الصين ذات السعر المنخفض بالمقارنة مع مثيلاتها المستوردة من الدول المعروفة بجودة منتجاتها مثل الهند وباكستان. تفاوت أسعار وفي موسم الدراسة يدخل السوق أكثر من 150 صنفًا متعلقًا بالأدوات المدرسية، واجمع البائعون بالفجالة أن الأسعار تتفاوت علي حسب بلد المنشأ، وهذا ما أكده الحاج سيد صاحب مكتبة بالفجالة موضحًا انه يبلغ سعر "دستة الكشاكيل المصرية " 15 جنيها بينما المستوردة 30 جنيها كما يبلغ سعر دستة الأقلام الرصاص الصيني 7 جنيهات بينما المصري 5 جنيهات. وأضاف أن حركة البيع والشراء تزداد خصوصًا في شهري «أغسطس وسبتمبر» قبل بدء العام الدراسي مباشرة حيث يعد موسم البيع والشراء الرئيسي لبائعي الفجالة. "الفجالة" السوق الرسمية للمنتجات المدرسية تعد الفجالة اكبر سوق تجاري لبيع الأدوات المدرسية في القاهرة، وباقي المحافظات لا يوجد بها سوق متخصصة لبيع المستلزمات الدراسية كما هو الحال بالنسبة لحي الفجالة، فقط تُباع في المكتبات العادية بشكل جملة أو قطاعي. وأوضح محمد مصطفي احد تجار الجملة أن المعارض المقامة في المناطق المختلفة لا تشكل منافسة بالنسبة للفجالة ولهذا يكون عليها الإقبال ضعيفا، وهذه المعارض ما هي إلا لخدمة أهالي مناطقها ليس إلا، مما يدفعهم إلى رفع أسعار المنتجات لتوفير أجرة المكان وأسعار الإيجار ورواتب العمال وتحقيق المكاسب ليعوضوا ما يتعرضون له من خسائر. بائعون: لا يوجد أقلام رصاص مغشوشة أكد معظم البائعين في الفجالة إن ما ينتشر في وسائل الإعلام عن وجود أقلام رصاص مغشوشة وتسبب أمراض للأطفال ما هو إلا إشاعة. وأضاف احد الباعة انه لا يصدق مثل هذه الشائعات، وأن هذه الإشاعة لها مثيلتها التي انتشرت في الآونة الأخيرة وهي انه يوجد منتجات مدرسية إسرائيلية بالسوق المصرية. فيما أكد التاجر محمد صابر، وجود أقلام رصاص تحتوي علي نسبة رصاص أعلي من المعايير المسموح بها وهي من المنتجات الصينية ويتم مصارحة المستهلك بنوعية هذه السلع وعليه حرية الاختيار. وأكد احد المقيمين الكوريين في مصر انه يشتري المنتجات المناسبة له من حيث الجودة والسعر معا، دون النظر إلى منشأ هذه المنتجات سواء كانت مصرية أو صينية، أو غيرها. اقرأ فى الملف "العام الدراسي الجديد.. من يدخل الامتحان؟" * «الكتاب المدرسي» أزمة كل عام.. الطلاب: في يد بائع الطعمية.. وآخرون: نستعين بالخارجي * «التلميذة والاستاذ» .. علاقات سرية خلف أسوار المدارس * خبراء: الوضع الاقتصادي والنظم المتخلفة من أسباب انهيار التعليم في مصر * خبراء يقدمون ل «محيط» روشتة النهوض بالمنظومة التعليمية * خبراء.. «المناقشة والحوار» أفضل الطرق للتدريس.. ومعلمون: «البليد» منبوذ * "محيط" ترصد الأسباب الحقيقية وراء عزوف الطلاب عن المناهج الدراسية ** بداية الملف