توقعت وكالة " فيتش" أن ينخفض سعر خام برنت إلى 95 دولارا في عام 2016 مقابل متوسط سعره في عام 2014 الذي تتوقع أن يكون في حدود 108 دولارات، مما يؤدي إلى تراجع فائض الموازنة بالنسبة للدول المصدرة للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وظل خام برنت اليوم الأربعاء دون حاجز 99 دولارا ليواصل تكبد الخسائر للجلسة الخامسة على التوالي وسط بواعث قلق من وفرة المعروض والطلب العالمي الضعيف. وتعتبر دول الخليج من أكبر الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط، فيما تعد مصر، ولبنان، والمغرب وتونس من أبرز الدول المستوردة. وتوقعت فيتش أن يظل الأداء الاقتصادي للدول المصدرة للطاقة قويا، بفضل ارتفاع مستويات الإنفاق الحكومي والنمو القوي في القطاع غير النفطي، وأن يرتفع أداء الدول المستوردة للطاقة من قاعدة ضعيفة، بسبب الدعم الخارجي، وتحسن النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي، في بعض الحالات، وانحسار عدم الاستقرار السياسي. وأشارت فيتش إلى أن بعض الدول المستوردة للطاقة في المنطقة، من بين الدول التي لديها أكبر عجز بالموازنة والتي تقوم الوكالة بتصنيفها. وقال التقرير إن معالجة مصادر الجمود المالي، مثل الفواتير الكبيرة للدعم، سيتم تقييمها إيجابيا، وتعتبر فيتش التقدم في المغرب(مستقرةBBB-/ )، ومصر(مستقرة B-/ )، عاملا مشجعا. وكانت مصر قد رفعت أسعار المنتجات البترولية، لخفض الدعم المخصص لها بواقع 41 مليار جنيه (5.7 مليار دولار)، فضلا عن زيادة أسعار الكهرباء، وفرض ضريبة استثنائية 5% على الأغنياء، وضريبة على الأرباح الرأسمالية في البورصة. وتعتزم الحكومة المغربية تقليص فاتورة الدعم إلى 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014 وأقل من 3% في عام 2015 مقابل 4.8% في عام 2013 و 6.6% في عام 2012. وترى فيتش أن المخاطر الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرتفعة مقارنة مع المناطق الأخرى في العالم. وكشف التقرير أن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اعلاميا ب ( داعش) في العراقوسوريا يشكل خطرا على التصنيف السيادي لعدد من المنطقة. وأضاف أن تفاقم الأوضاع في سوريا ينعكس على النظرة السلبية للبنان (B/ سلبية)، موضحا أن التحولات السياسية الداخلية تظل أيضا مصدرا لعدم اليقين وتقويض البيئة للإصلاح الاقتصادي والأداء. وكشف التقرير أن إسرائيل (A / إيجابية) هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها نظرة مستقبلية إيجابية، حيث حققت تقدما ملحوظا في ضبط أوضاع المالية العامة في السنوات الأخيرة، وخفضت نسبة الدين من الناتج المحلي الإجمالي. ورجح التقرير أن تؤثر الحرب الأخيرة على غزة، التي تزامنت مع تباطؤ النمو، من خفض العجز على المدى القريب. وخفضت فيتش توقعاتها لنمو إسرائيل ورفعت من نسبة العجز في الموازنة لعامي 2014 و 2015. وقالت فيتش في تقرير أصدرته في مطلع الشهر الماضي إن إسرائيل، استطاعت ان تفوق المستويات الاقتصادية المستهدفة، في الستة أشهر الأولى من العام مع زيادة الإيرادات، وتقليص النفقات مما دفع عجز الموازنة المخطط للحكومة لمدة 12 شهر إلى ما يقرب من 2.5 % من الناتج المحلى الإجمالي، مشيرة إلى أن هذا المستوى أقل من المستهدف لموازنة العام عند 3 %. وذكر التقرير أن التصنيفات السيادية للدول المستوردة للطاقة في المنطقة تتراوح بين (BBB-) في المغرب إلى (B- ) في مصر، كما تتراوح التصنيفات السيادية للدول المصدرة للطاقة بين (BBB ) في البحرين إلى (AA) في أبو ظبي والكويت والسعودية. ووكالة فيتش الأمريكية هي إحدى أكبر 3 شركات تصنيف إئتماني كبرى حول العالم إلى جانب ستاندرد آند بورز وموديز، وأسسها جون نولز فيتش بمدينة نيويورك في عام 1913.