وهو يتفقد آثار القصف الإسرائيلي على مصنعه، يتساءل مروان الأسطل، صاحب مصنع إنتاج الأدوية الوحيد في قطاع غزة، عن الاتفاقيات الدولية التي تحرِّم استهداف كل ما يتعلق بالقطاع الطبي. باستنكار، ينظر الأسطل إلى زجاجات الأدوية والمواد الخام التالفة وبقايا قذائف مدفعية إسرائيلية أصابت مصنعه، ويقول لوكالة الأناضول: "إسرائيل تضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية، وتستهدف كل شيء في غزة، حتى مصانع الأدوية والمستشفيات". وبحسب الأسطل، صاحب شركة الشرق الأوسط لصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، فقد استهدفت دبابات إسرائيلية، ولعدة أيام، شركة الأدوية التي تسد 15% من احتياجات غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون فلسطيني، وذلك أثناء الحرب التي بدأها الجيش الإسرائيلي في السابع من يوليو/ تموز الماضي واستمرت 51 يوما. ومضى قائلا: "قبل يومين من بدء الحرب، أحضرنا شحنة مستلزمات ومواد خام قيمتها 80 ألف دولار، ولم نستطع إدخالها للمخازن بسبب اندلاع الحرب، فأصابتها القذائف وتلفت". وتابع: "لم أتمكن من الحضور لتفقد المكان خلال الحرب، فالمنطقة الصناعية هنا شمال بيت حانون لم يجرؤ أحد على دخولها لشدة القصف". ويقدر الأسطل قيمة الخسائر التي أصابت مصنعه ب"مليون دولار أمريكي.. وجراء تدمير المصنع سيتعطل 50 موظفا عن العمل". ويوضح أن "شدة القصف الإسرائيلي للمصنع ومحيطه أدت إلى تعطّل اللوحات الإلكترونية الخاصة ببرمجة عمل آلات وماكينات صناعة الأدوية.. ويتجاوز ثمن اللوحة الواحدة العشرة آلاف دولار أمريكي". ويضيف: "لقد تلفت كميات كبيرة من المواد الخام تقدر قيمتها ب 120 ألف دولار، لعدم القدرة على توفير درجة الحرارة المناسبة لها بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة، وعدم مقدرتنا على الوصول إلى المصنع لمدة 51 يوما". وسيضاعف توقف الشركة عن العمل من العجز في رصيد الأدوية الذي يعاني منه القطاع، بفعل الحصار الإسرائيلي، كما يقول الأسطل. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس الماضي، أن 27% من الأدوية الأساسية بات رصيدها "صفرا"، إضافة إلى نفاد ما يزيد عن 48% من المستهلكات الطبية الأساسية. وقال يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة بغزة في وقت سابق، إن "مستشفيات القطاع تعاني بشكل كبير من نقص حاد في رصيد الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية". ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم السلطة بغزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي. وبدعوى وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، شن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، في السابع من يوليو/ تموز الماضي استمرت 51 يوما، وتسببت في مقتل 2152 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، وتدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، بحسب بيانات رسمية فلسطينية. بينما، ووفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا.